تشترط الولايات المتحدة على المعارضة السورية مجموعة من الخطوات والتعهدات مقابل زيادة واشنطن مساعدتها غير الفتاكة للمعارضة، وطلبت الإدارة الأميركية ضمان إشراك جميع المكونات السياسية في حكومة ما بعد نظام الأسد، وكذلك حماية الأقليات.

وافق الرئيس اوباما على زيادة المساعدات الاميركية غير الفتاكة للمعارضة السورية، كما افاد مسؤول رفيع في الادارة الأميركية ولكنه اضاف ان الولايات المتحدة تعتزم دفع قادة المعارضة السياسيين الى إشراك جميع المكونات وحماية الأقليات والالتزام بحكم القانون.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه quot;انها ليست مقايضة ولكننا نريد من المعارضة ان تفعل المزيدquot;.
وتأتي تصريحات المسؤول الاميركي بالتزامن مع اجتماع مجموعة اصدقاء سوريا في اسطنبول السبت بمشاركة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى جانب وزراء دول غربية وعربية تدعم المعارضة السورية.
وقال مسؤولون في الادارة ان حزمة المساعدات الاميركية يمكن ان تشتمل على دروع جسدية وأجهزة رؤية ليلية فضلا عن معدات اتصالات باستثناء السلاح. وتأتي هذه المساعدات بالاضافة الى المعونات الغذائية والامدادات الطبية التي اعلن عنها كيري في وقت سابق.
وأكد مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاميركية quot;ان الادارة ستعمل مع قادة المعارضة لتحديد احتياجاتهاquot;. وقال مسؤول آخر ان حزمة المساعدات يمكن ان تضاعف الستين مليون دولار من المساعدات غير الفتاكة المقررة الى 130 مليون دولار.
ولكن كيري لا يتوقع الاعلان عن زيادة المساعدات إلا بعد ان تضمن الولايات المتحدة التزاما من المعارضة السورية ومؤيديها بأن أي حكومة تأتي بعد سقوط نظام الأسد ستكون حكومة جامعة وتحمي حقوق طائفته العلوية وحقوق الأقليات الأخرى وتلتزم بحكم القانون ، كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في الادارة الاميركية.
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعلن امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ قبل يومين ان الهدف من هذا الموقف هو ان يكون هناك اتفاق واضح بين الجميع حول شكل الحكم الذي سيأتي بعد سقوط نظام الأسد، وهو الالتزام بالتنوع والتعددية والديمقراطية والشراكة الجامعة وحماية حقوق الأقليات.
يضاف الى ذلك ان الولايات المتحدة تريد من المعارضة السورية ان تكون quot;منفتحة على العملية التفاوضية للتوصل الى تسوية سياسية والالتزام بقواعد فيما يتعلق بالسلوك خلال خوض الحربquot; ، كما أكد كيري.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان الجميع يريد أن يكون هناك اتفاقية واضحة على مرحلة ما بعد الاسد ويشمل ذلك quot;قطر والسعودية والإمارات وتركيا وأوروباquot; مشيرة الى ان الصراعات الاقليمية عقدّت مهمة بناء معارضة موحدة معتدلة.
وكان الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيوش الاميركية اعرب في افادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ مؤخرا عن القلق من تنامي دور الجماعات المتطرفة في صفوف المعارضة المسلحة وقال ان التعرف على العناصر المعتدلة في المقاومة السورية quot;أصبح أكثر صعوبةquot;. واشار الجنرال ديمبسي الى quot;ان البلبلة في صفوف المعارضة أكبر اليوم منها قبل ستة اشهرquot;.
وحين سُئل كيري عن اقوال الجنرال ديمبسي خلال افادته هو قال ان من اهداف اجتماع اسطنبول السبت تحديد المعارضة المعتدلة وتدعيمها.
كما تريد الولايات المتحدة من المعارضة ان تؤكد مجددا استعدادها للتفاوض مع ممثلين عن نظام الأسد بشأن الانتقال السياسي. وكان الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة وافق على مثل هذا الحوار ولكن فصائل اخرى في المعارضة رفضت الفكرة.
ويأتي قرار الولايات المتحدة زيادة مساعداتها غير الفتاكة للمعارضة في وقت تستعد بريطانيا وفرنسا لتقديم دعم أكبر الى المعارضة مع اقتراب الحظر الاوروبي على ارسال السلاح الى سوريا من نهايته. وتمد بريطانيا المعارضة الآن بمساعدات غير فتاكة كبيرة بينها دروع جسدية.
وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية الستير برت ان من الضروري تقديم مزيد من العون والدعم للمعارضة الوطنية السورية. ولكنه حذر من ان رفع الحظر الاوروبي لا يعني ان بريطانيا ستمد المعارضة بالسلاح. وقال برت في حديث صحفي في واشنطن quot;هناك بالطبع درجة من الحذر وقرار تسليح المعارضة أو عدم تسليحها ستكون له عواقبquot;.
في غضون ذلك لم يصدر عن المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي ما يشير الى خروج مجلس الأمن الدولي من شلله بشأن الأزمة السورية. ولكنه قال للصحفيين ان المجلس quot;يدرك الآن انها مشكلة خطيرة ، بل في الحقيقة أخطر مشكلةquot;.
ونفى الابراهيمي نيته في الاستقالة على غرار سلفه كوفي انان ولكنه اعرب عن شعوره بالاحباط حين قال quot;كل يوم استيقظ فيه أفكر بأنني ينبغي ان استقيل ولكني لم استقل حتى الآن. ربما سأفعل ذات يومquot;.