أكد رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني في ختام مباحثات في بغداد مع القادة السياسيين أنه ابلغ محاوريه رفض الإقليم إدارة البلاد بشكل انفرادي. مشيرًا إلى أن مباحثاته في العاصمة العراقية تركزت على ثلاثة مبادئ أساسية هي الشراكة والتوازن والتوافق، مشددًا على دعم مطالب المعتصمين المحتجين المشروعة والقانونية والدستورية رافضًا استخدام العنف ضد المتظاهرين المدنيين.
وأعلن نيجيرفان بارزاني أنه أكد خلال جميع اللقاءات والإجتماعات التي أجراها في بغداد مع رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب والقادة السياسيين الآخرين أن العراق لا يمكن أن يدار من قبل جانب واحد، وأن إقليم كردستان لا يقبل بأي شكل من الأشكال إدارة البلاد بشكل إنفرادي.
وأضاف أن الحوار ارتكز على ثلاثة مبادئ أساسية هي الشراكة والتوازن والتوافقquot;، موضحًا أن quot;الحوار لا يقتصر على حل المشاكل العالقة بين الإقليم وبغداد بل يشمل الواقع العراقي ككل، وان الإقليم لا يرغب بحل مشاكله على حساب أية جهة أخرىquot;، كما نقل عنه بيان رئاسي كردستاني.
وأشار إلى أن زيارة بغداد استهدفت إجراء حوار حول مستقبل العملية السياسية في العراق quot;والتي تواجه تحديات تتطلب العمل من جميع الأطراف من اجل تجاوزها وإيجاد الحلول التي تخدم جميع مكونات الشعب العراقي وحل المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية والإقليمquot;.
وكانت القيادة الكردية قررت في وقت سابق إرسال وفد إلى بغداد للبحث في الخلافات بين الطرفين، فيما يواصل الوزراء والنواب الأكراد مقاطعة اجتماعات مجلسي النواب والحكومة الاتحاديين.
وتبادل التحالفان الوطني والكردستاني خلال الأسبوعين الأخيرين الرسائل والوفود لغرض معالجة القضايا العالقة وأبرزها المادة 140 من الدستور ومستحقات الشركات النفطية الأجنبية ومصير قوات البيشمركة والشراكة الوطنية. وهناك مشاكل قديمة بين بغداد وأربيل بشأن مناطق متنازع عليها وإدارة الثروة النفطية، وكذلك ميزانية حرس الإقليم quot;البيشمركةquot; وغيرها.
وتميّزت علاقة كردستان بالتوتر الشديد مع الحكومة الاتحادية خلال الولاية الثانية لرئيس الوزراء نوري المالكي الذي تتهمه القيادة الكردية بالتفرد في القرارات وقيادة البلاد نحو الدكتاتورية.
تأكيد على شراكة الأكراد في إدارة العراق
وأضاف بيان الرئاسة الكردية أن الوفد الكردي برئاسة بارزاني أجرى مباحثات مع قيادة التحالف الوطني، حيث تم البحث quot; بشكل مباشر وصريح الأوضاع الراهنة في العراق بشكل عام والعلاقات بين حكومة إقليم كردستان وحكومة العراق الفيدرالي على وجه الخصوص، والقضايا العالقة بين أربيل وبغداد حيث تطابقت آراء الجانبين على ضرورة حل المشاكل والخلافات بموجب الدستور وعبر الحوار والتفاهم المشترك، واتفق الجانبان على وضع آلية مناسبة لحل المشاكل بين أربيل وبغداد الواحدة تلو الأخرىquot;.
وشدد نيجيرفان بارزاني على أن القضية الرئيسية لإقليم كردستان هيquot; هل أن إقليم كردستان شريك في العملية السياسية في العراق أم لا؟quot;. وأكد على أن العراق الجديد تمت إعادة بنائه بتعاون وتحالف الكرد مع الأطراف العراقية الأخرى، لذا يجب مشاركة الجميع في إدارته، كما اوضح أن إقليم كردستان، وكما يؤكد دائماً، مستعد لحل جميع الخلافات عن طريق الحوار والتفاهم والعودة إلى الدستور.
وخلال مباحثاته مع رئيس الوزراء نوري المالكي تباحث الجانبان quot;في أجواء من الود والصراحة حول نقاط الخلافات بهدف إيجاد الحلول المناسبة لجميع المشاكل العالقة طبقًا للدستور والنظام الفيدرالي، وفي إطار عراق موحد، كما جرى الاتفاق على اعطاء الجانب الأمني أهمية خاصة في جميع أنحاء العراق وتعزيز التنسيق في هذا المجال وإيجاد السبل الكفيلة بتحقيق ذلكquot;. وتم الاتفاق على quot;ضرورة العمل على إقرار القوانين والتشريعات المهمة التي سيكون لها اثر فاعل في حل المشاكل العالقة مثل قانون النفط والغاز والقوانين الاخرى، والاتفاق على مواصلة الاجتماعات وتعزيز التواصل لحل كافة القضاياquot;.
واكد بارزاني على quot;أن العراق الجديد بني بجهود ونضال وتضحية الجميع، لذا يجب أن يدار بشكل مشترك من قبل جميع الأطراف وليس على أساس قوة هذا الطرف أو ذاك، وإنما على أساس الشراكة الحقيقية في السلطةquot;.
وفي محور آخر من الإجتماع إتفق الجانبان على ضرورة الإهتمام بالجانب الأمني وتعزيز التنسيق في جميع أنحاء العراق، وكذلك الإتفاق على إصدار القوانين المهمة، والتي لها تأثير فعال في حل المشاكل العالقة مثل قانون النفط والغاز والقوانين الأخرى.
وخلال اجتماع بارزاني مع رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي تم بحث quot;الأوضاع المتأزمة الراهنة على الساحة العراقية ومستقبل العملية السياسية، وفي هذا السياق أكد رئيس حكومة إقليم كردستان أن العراق الجديد بني على أسس التوازن والشراكة والتوافق وجب إدارته على هذا الأساسquot;.
وشدد الجانبان على أن المرحلة الراهنة في العراق بحاجة إلى حماية العملية الديمقراطية وتعزيزها وضرورة إتحاد جميع أطرافه، وشددا على ضرورة الإلتزام بمبدأ الحوار ولغة السلام لحل المشاكل، وفي الوقت نفسه تحدثا عن تلك المخاوف التي تهدد العراق ومستقبله.
وتحدث النجيفي بإسهاب عن الأوضاع المضطربة للمحافظات التي جرت فيها تظاهرات، من جانبه أكد بارزاني دعم مطالب المعتصمين والمتظاهرين المشروعة والقانونية والدستورية، وأن الإقليم ضد استخدام العنف ضد المتظاهرين المدنيين، كما أكد الجانبان على ضرورة استمرار اللقاءات والحوار للوصول إلى حل للمشاكل.
وفي ختام اللقاء، أكد النجيفي على ضرورة عودة أعضاء التحالف الكردستاني في مجلس النواب إلى البرلمان العراقي ولعب دورهم في خضم الظروف الراهنة التي يشهدها العراق واستمرار العملية السياسية والبرلمانية في العراق.
مباحثات مع قادة القوى السياسية
ثم أجرى بارزاني مباحثات مع زعيم القائمة العراقية أياد علاوي تناولت آخر المستجدات والأوضاع الراهنة في العراق، حيث تم quot;تسليط الضوء على المخاوف التي تهدد العراق وتطابقت آراء ووجهات الجانبين على وجود مخاوف حقيقية تهدد العراق، كما أكدا على ضرورة إتباع الأسس المشتركة والتوازن والتوافق في العمل في سبيل حل المشاكل عبر الحوار، وأعرب رئيس كتلة العراقية عن تمنياته بعودة أعضاء التحالف الكردستاني إلى البرلمان العراقي واستئناف عملهquot;.
وفي لقائه مع رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي بحث نيجيرفان بارزاني quot;الأوضاع الراهنة في العراق، حيث أكد الطرفان على ضرورة ايجاد الحلول التي تخدم جميع مكونات الشعب العراقي، بشكل يضمن حماية الأسس الديمقراطية.quot; ثم التقى مع الهيئة السياسية للتيار الصدري في بغداد برئاسة مصطفى اليعقوبي نيابةً عن زعيم التيار مقتدى الصدر، حيث quot; جرى بحث الأوضاع المتأزمة في العراق والمشاكل بين أربيل وبغداد وجهود معالجة تلك المشاكل وتهدئة الأوضاع في العراق، حيث أكد الجانبان على ضرورة إيجاد آليات مناسبة لمعالجة جميع المشاكل والخلافات عن طريق الحوار وبموجب الأسس الدستورية.quot;
ثم اجتمع بارزاني مع عادل عبدالمهدي النائب السابق لرئيس الجمهورية والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي تم خلاله التأكيد على ضرورة الدفاع عن الأسس المشتركة والحقوق والواجبات لجميع أطراف العملية السياسية في العراق وضرورة معالجة المشاكل والخلافات.
وفي ختام مباحثاته في بغداد، أعلن نيجيرفان بارزاني أنه قد أكد خلال جميع اللقاءات والاجتماعات التي أجراها مع رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب والأطراف السياسية الأخرى quot;على أن العراق لا يمكن أن يدار من قبل جانب واحد، وأن إقليم كردستان لا يقبل بأي شكل من الأشكال إدارة البلاد بشكل إنفراديquot;.
وشدد على quot;أن الحوار مع القادة العراقيين ارتكز على ثلاثة مبادئ أساسية هي الشراكة والتوازن والتوافقquot; موضحًا أن quot;الحوار لا يقتصر على حل المشاكل العالقة بين الإقليم وبغداد بل يشمل الواقع العراقي ككل، وأن الإقليم لا يرغب بحل مشاكله على حساب أية جهة أخرىquot;.
وكانت الإدارة الأميركية وبعثة الأمم المتحدة في العراق قد رحبتا بزيارة نجيرفان بارزاني إلى بغداد ومباحثاته مع المالكي وبقية القادة السياسيين.
وقالت السفارة الأميركية في بغداد quot;إن المسؤولين الأميركيين دأبوا على فتح قنوات اتصال وثيق مع القادة السياسيين الذين يمثلون جميع الأطياف في العراق من أجل تشجيع الخطوات الإيجابية مثل تلك الخطوة التي ترمي إلى تهدئة الأزمة الحاليةquot;.
وأهابت السفارة بجميع الأطراف النظر إلى اجتماع اليوم كفرصة لإتخاذ إجراءات إيجابية تجاه تحقيق المصالحة الوطنية التي ستمكن العراق من التغلب على خطر الإرهاب، كما ستعمل على تعزيز المؤسسات الديمقراطية في البلاد وتحقيق الازدهار للعراقيين كافة.
كما رحبت الأمم المتحدة أيضًا بمساعي التهدئة والتوصل إلى حلول للازمة بين بغداد واربيل خلال زيارة نجيرفان بارزاني، واكد رئيس بعثتها في العراق مارتن كوبلر في تصريح صحافي ارتياحه للاجتماع، وقال: quot;آمل حقًا أن يسهم هذا الاجتماع إلى إيجاد حلول طويلة الأمد تستند إلى الدستور للتغلب على الأزمة الراهنة في العراق وإلى عودة الوزراء الاكراد إلى عملهم في مجلس الوزراءالاتحادي قريبًاquot;.
واضاف: quot;في هذه المرحلة الحرجة لا بد من الجلوس معًا والتحدث بروح بناءةquot;.. وشدد على أن quot;الحوار هو أفضل وسيلة للتغلب على المشاكلquot;. واشار كوبلر الى أن كلا الطرفين quot;بحاجة إلى معالجة المسائل العالقة وإلى الأبد مثل الشراكة الحقيقية والأمن والميزانية وتقاسم الواردات بطريقة شفافة وصريحةquot;.
وقالت مصادر كردية إن مباحثات بارزاني تهدف الى إعطاء المحادثات دفعة قوية لتسوية الخلافات بين حكومتي بغداد وأربيل، والأزمة السياسية ككل في البلاد، في ظل الرغبة القائمة في التمسك بالحوار والابتعاد عن العنف.