اعلن رئيس حكومة اقليم كردستان نجيرفان بارزاني إنهاء مقاطعة وزراء ونواب الأقليم لاجتماعات الحكومة والبرلمان العراقيين والعودة إلى بغداد. وأشار إلى الإتفاق على خطة عمل تتضمن 7 مواد لإنهاء الملفات العالقة بين الطرفين وموافقة المالكي على زيارة اربيل وعقد اجتماع للحكومة العراقية فيها.

واشار نجيرفان بارزاني خلال مؤتمر صحافي في اربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي بعد يوم من انتهاء زيارته على رأس وفد رفيع الى بغداد حيث اجرى مباحثات مكثفة مع رئيس الوزراء نوري المالكي ومجلس النواب اسامة النجيفي وقادة القوى السياسية استهدفت انهاء الملفات العالقة بين الطرفين.
إلى الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة مع الحكومة الاتحادية خاصة بالمقابر الجماعية والمناطق المتنازع عليها وترسيم الحدود الادارية للمحافظات وتهجير الاكراد الى ايران وتركيا وتعديل الموازنة العامة للعراق بما يحقق مطالب الاكراد اضافة الى تشكيل لجنة خاصة لتعديل الموازنة التي لم تكن مرتبطة بجانب واحد منها مستحقات البيشمركة والشركات النفطية.
وقال إن الشراكة والتوازن والتوافق هي مبادئ من أجل العراق مشددا على انه من دون هذه المبادئ الثلاثة ستكون هناك مشاكل في العراق.
واضاف ان رئاسة الإقليم وافقت على اعادة الوزراء والنواب الاكراد إلى الحكومة والبرلمان العراقيين بعد مقاطعة استمرت اكثر من شهر وكشف عن توجيه رئاسة الإقليم دعوة إلى المالكي للقاء مسعود البارزاني في أربيل خلال الفترة المقبلة مشيراً الى أن المالكي أبدى موافقته على الدعوة ووعد بعقد اجتماع لمجلس الوزراء العراقي في أربيل. واوضح انه تم الاتفاق على الذهاب الى مجلس النواب من اجل ترسيم الحدود الإدارية للمحافظات المتنازع عليها.
واعلن نجيرفان بارزاني عن اتفاقه مع المالكي على تشكيل لجان مختصة تعمل على حل الملفات العالقة بين بغداد واربيل بالشكل التالي:
1- تشكيل لجنة مشتركة لحسم قانون النفط والغاز على أساس الاتفاق السابق الذي ابرم في شباط 2007 بين الجانبين.
2- تعديل قانون موازنة العام 2013.
3- معالجة مشاكل قياديات عمليات دجلة ونينوى والجزيرة، حيث ستكون إدارة الملف الأمني في المناطق المتنازع عليها بشكل مشترك بين الإقليم وبغداد.
4- يعمل الجانبان للمصادقة على مشروع قانون ترسيم الحدود الادارية للمدن والمناطق والتي تم تغييرها في زمن النظام البائد ضمن سياسات التعريب وتخريب الأوضاع الأثنية والمذهبية، هذا المشروع الذي قدم من قبل رئيس الجمهورية جلال طالباني الى مجلس النواب.
5- ادارة ملف تأشيرات الدخول والمطارات بصورة مشتركة بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية.
6- ان تقوم الحكومة الاتحادية بتعويض ضحايا القصف الكيمياوي والمؤنفلين والانتفاضة الشعبانية والمرحلين الكرد الذين نزحوا إلى دول الجوار.
7- لتعزيز التعاون وتبادل المعلومات سيتم تعيين ممثل لإقليم كردستان في بغداد وممثل للحكومة الاتحادية في إقليم كردستان.
وكان نجيرفان بارزاني اجرى يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين مباحثات في بغداد قال انها استهدفت إجراء حوار حول مستقبل العملية السياسية في العراق quot;والتي تواجه تحديات تتطلب العمل من جميع الأطراف من اجل تجاوزها وإيجاد الحلول التي تخدم جميع مكونات الشعب العراقي وحل المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية والإقليمquot;.
وتبادل التحالفان الوطني والكردستاني خلال الأسبوعين الأخيرين الرسائل والوفود لغرض معالجة القضايا العالقة وأبرزها المادة 140 من الدستور ومستحقات الشركات النفطية الأجنبية ومصير قوات البيشمركة والشراكة الوطنية. وهناك مشاكل قديمة بين بغداد وأربيل بشأن مناطق متنازع عليها وإدارة الثروة النفطية، وكذلك ميزانية حرس الإقليم quot;البيشمركةquot; وغيرها.
وتميّزت علاقة كردستان بالتوتر الشديد مع الحكومة الاتحادية خلال الولاية الثانية لرئيس الوزراء نوري المالكي الذي تتهمه القيادة الكردية بالتفرد في القرارات وقيادة البلاد نحو الدكتاتورية.
وقال بيان رئاسي كردي ان الوفد الكردي برئاسة بارزاني أجرى مباحثات مع القادة العراقيين بشكل مباشر وصريح الأوضاع الراهنة في العراق بشكل عام والعلاقات بين حكومة إقليم كردستان وحكومة العراق الفيدرالي على وجه الخصوص، والقضايا العالقة بين أربيل وبغداد حيث تطابقت آراء الجانبين على ضرورة حل المشاكل والخلافات بموجب الدستور وعبر الحوار والتفاهم المشترك، واتفق الجانبان على وضع آلية مناسبة لحل المشاكل بين أربيل وبغداد الواحدة تلو الأخرىquot;.
وشدد نجيرفان بارزاني على أن القضية الرئيسة لإقليم كردستان هيquot; هل أن إقليم كردستان شريك في العملية السياسية في العراق أم لا؟quot;. وأكد أن العراق الجديد تمت إعادة بنائه بتعاون وتحالف الكرد مع الأطراف العراقية الأخرى، لذا يجب مشاركة الجميع في إدارته، كما اوضح أن إقليم كردستان، وكما يؤكد دائماً، مستعد لحل جميع الخلافات عن طريق الحوار والتفاهم والعودة إلى الدستور.
وكانت الإدارة الأميركية وبعثة الأمم المتحدة في العراق قد رحبتا بزيارة نجيرفان بارزاني إلى بغداد ومباحثاته مع المالكي وبقية القادة السياسيين. وقالت السفارة الأميركية في بغداد quot;إن المسؤولين الأميركيين دأبوا على فتح قنوات اتصال وثيق مع القادة السياسيين الذين يمثلون جميع الأطياف في العراق من أجل تشجيع الخطوات الإيجابية مثل تلك الخطوة التي ترمي إلى تهدئة الأزمة الحاليةquot;.
كما رحبت الأمم المتحدة أيضًا بمساعي التهدئة والتوصل إلى حلول للازمة بين بغداد واربيل خلال زيارة نجيرفان بارزاني، واكد رئيس بعثتها في العراق مارتن كوبلر في تصريح صحافي ارتياحه للاجتماع، وقال: quot;آمل حقًا أن يسهم هذا الاجتماع في إيجاد حلول طويلة الأمد تستند إلى الدستور للتغلب على الأزمة الراهنة في العراق وعودة الوزراء الاكراد إلى عملهم في مجلس الوزراء الاتحادي قريبًاquot;.
وقالت مصادر كردية إن مباحثات بارزاني هدفت الى إعطاء المحادثات دفعة قوية لتسوية الخلافات بين حكومتي بغداد وأربيل، والأزمة السياسية ككل في البلاد، في ظل الرغبة القائمة في التمسك بالحوار والابتعاد عن العنف.