اسلام اباد: شهدت باكستان الجمعة اجواء من التوتر، عشية انتخابات نيابية تشهد منافسة حادة بين المرشح الاوفر حظا نواز شريف ونجم رياضة الكريكت السابق عمران خان، في ظل التهديدات المتكررة لحركة طالبان، التي نصحت الناخبين بألا يدلوا بأصواتهم حتى يبقوا على قيد الحياة.

ولأنهم لم يتمكنوا من التشويش على العملية الانتخابية، التي يعتبرونها quot;غير اسلاميةquot;، هدد متمردو حركة طالبان الباكستانية بمهاجمة اقلام الاقتراع السبت. وكانت حركة طالبان الباكستانية، المتحالفة مع القاعدة، اعلنت مسؤوليتها عن معظم الهجمات التي اسفرت عن 127 قتيلًا على الاقل خلال الحملة الانتخابية، وفق حصيلة لفرانس برس.

والجمعة، اسفرت هجمات نسبت الى الاسلاميين عن عشرة قتلى، بينهم مرشح لانتخابات الجمعية المحلية في ولاية السند (جنوب) قتل في كراتشي مع اثنين من انصاره، بحسب مصدر طبي. وتعرّض موكب ينقل بطاقات اقتراع في بلوشستان (جنوب غرب) لهجوم بقذائف الهاون، ادى الى مقتل شخصين كانا يرافقانه، واصابة خمسة اخرين، وفق ما افادت السلطات المحلية.

وصباحا، قتل اربعة اشخاص واصيب 15 اخرين بانفجار وقع في سوق تجاور مكاتب مرشحين للانتخابات في المنطقة القبلية المحاذية لافغانستان. ولم تتبن اية جهة هذه الهجمات، لكنها تذكر بتهديدات طالبان الباكستانية، وخصوصًا انها وقعت في وزيرستان الشمالية، معقل المتمردين الاسلاميين في المنطقة القبلية.

وقال المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية احسان الله احسان، في رسالة تسلمتها وكالة فرانس برس، ان quot;الديموقراطية نظام غير اسلامي، نظام كفار. لذلك اطلب من السكان تجنب مراكز الاقتراع اذا ارادوا عدم المجازفة بفقدان حياتهمquot;.

وكانت مصادر طالبان اكدت امس ان المتمردين اختاروا انتحاريين لتحضير اعتداءات وثني السكان عن المشاركة، وخصوصًا الذين ينتمون الى احزاب علمانية اعضاء في التحالف السابق. ودعي اكثر من 86 مليون باكستاني الى ان ينتخبوا السبت 324 نائبا في الجمعية الوطنية من بين 4670 مرشحا، وممثليهم في الجمعيات الاقليمية الأربع من بين حوالى 11 الف مرشح.

وستفتح اقلام الاقتراع، التي يناهز عددها 70 الفا، ابتداء من الساعة 8,00 (3,00 ت غ) وحتى الساعة 17,00 (12,00 ت غ). وستبدأ اللجنة الانتخابية الباكستانية باعلان النتائج الاولية مساء السبت.

وادلى الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري بصوته بوساطة البريد بعدما توعدت طالبان حزبه في شكل مباشر. وكانت زوجة زرداري، رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو قتلت العام 2007. واعلن مسؤول في حزب زرداري ان نجله بيلاوال بوتو زرداري عدل عن التصويت خشية على حياته.

ويراهن معظم المراقبين على فوز الرابطة الاسلامية (وسط يمين) التي يتزعمها نواز شريف الذي تسلم رئاسة الوزراء مرتين. في المقابل، ثمة تكهنات كثيرة حول النتيجة، التي قد تحصل عليها حركة الانصاف الباكستانية بزعامة عمران خان.

وقد اضطر حزب الشعب الباكستاني، الذي تسلم السلطة في السنوات الخمس الاخيرة، والذي توجّه اليه الانتقادات بسبب حصيلته الاقتصادية والامنية السيئة الى القيام بحملة انتخابية بالحد الادنى بسبب تهديدات طالبان المصممة على جعله يدفع ثمن تحالفه مع الولايات المتحدة.

وسيدعى الفائز في الانتخابات الى تشكيل تحالف، واذا تعذر عليه ذلك، يليه الحزب الذي يحل في المرتبة الثانية، ما سيفتح في الحالتين الباب لمشاورات كثيفة في الاسابيع التي تلي التصويت. وستتيح هذه الانتخابات لحكومة مدنية تسليم الحكم الى حكومة اخرى بعد ان تنهي ولايتها المحددة بخمس سنوات، ما يشكل سابقة في هذا البلد الذي نال استقلاله في 1947 ويتسم تاريخه بالانقلابات.

ونسبة المشاركة التي كانت بحدود 44% في الانتخابات الاخيرة في 2008، ستكون احد مفاتيح الانتخابات. ويواجه المراقبون صعوبة في معرفة ما اذا كانت المشاركة القوية للشبان المتعطشين للتغيير سترفعها، ام ما اذا كان الخوف من الاعتداءات سيؤدي الى تراجعها.

وسيتم تكليف اكثر من 600 الف عنصر امني حماية اقلام الاقتراع التي يعتبر نصفها quot;معرضا للخطرquot;. واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه من اعمال العنف خلال الحملة وطلب من جميع الباكستانيين ان يشاركوا سلميا في الانتخابات.

وكانت ابرز موضوعات الحملة ازمة الطاقة الرهيبة واستئصال الفساد وضرورة تطوير الخدمات الاساسية في بلد تبلغ نسبة الفقراء فيه 30% من اصل 180 مليون نسمة.