الهجمات الارهابية الدامية التي شنتها حركة طالبان الباكستانية مؤخرا وأوقعت مئات القتلى، لم تمنع عددا كبيرا من النساء من تحدّي سلطان الخوف والتهديد والادلاء بأصواتهنّ في الانخابات.


لاهور: في لاهور، لدى سايما علي رسالة بسيطة الى النساء في اليوم الانتخابي في باكستان: تجاهلن تهديدات طالبان وصوتن. وهو شعار تم التزامه في كل انحاء البلاد رغم اصطدامه بالواقع المر في معاقل المتمردين الاسلاميين.

توجهت سايما بزيها الملون ووشاحها الاصفر صباح السبت مع حماتها للادلاء بصوتها في حي رايلواي رود في لاهور (شرق) حيث يقيم ابناء الطبقة الوسطى. وتشكل مدينة لاهور ثقلا سياسيا في البلاد في يوم الانتخابات التشريعية المصيري لتعزيز الديموقراطية الوطنية الهشة.

وتقول سايما وهي ربة منزل، ان quot;النساء هن السلطة في هذا البلد، النساء هن الركن الاساسي لهذا المجتمع. عليهن الادلاء باصواتهن لاحداث التغيير الذي تحتاج اليه البلادquot;. وتومىء حماتها شاهين براسها موافقة على ما تقوله كنتها.

وتضيف quot;لدينا امال كبيرة بهذه الانتخابات، لذا جلبنا كل افراد العائلة الى مركز الاقتراعquot;، مؤكدة انها ستصوت لصالح quot;الاسدquot;، رمز حزب الرابطة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق نواز شريف الاوفر حظا للفوز في هذه المعركة.

وقتل اكثر من 130 شخصا في الاشهر الاخيرة جراء اعتداءات تتصل بالحملة الانتخابية تبنت حركة طالبان الباكستانية غالبيتها معلنة رفضها لانتخابات quot;غير اسلاميةquot; يشارك فيها العلمانيون والنساء.

وتضم القوائم الانتخابية اسماء نحو 86 مليون ناخب هم 48,5 مليون رجل و37,5 مليون امراة، علما بان النساء يشكلن غالبية في باكستان.

وهذه الهوة في الارقام بين الرجال والنساء تبلغ ذروتها في المناطق القبلية بشمال غرب البلاد المحاذية لافغانستان والتي تعتبر معقلا لمتمردي طالبان وحلفائهم من مقاتلي القاعدة.

في هذه المناطق ترتدي النساء البرقع، ولا يستطعن العمل خارج المنزل او السير بمفردهن.

في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية حيث نفوذ الاسلاميين كبير، دعا الائمة المصلين عبر مكبرات الصوت الى منع النساء من التصويت، وفق ما نقل سكان لفرانس برس.

وفي وقت سابق هذا الاسبوع، تم توزيع مناشير في ميرانشاه، كبرى مدن الاقليم، تهدد زعماء القبائل الذين سيسمحون لزوجاتهم او بناتهم بالتصويت.

واكدت هذه المناشير التي حملت توقيع quot;المجاهدينquot; انه ستتم معاقبة اي شخص يشجع امراة على الادلاء بصوتها.

وفي ونا باقليم وزيرستان الجنوبية المجاور، قال المسؤول المحلي شحيح علي خان ان النساء يصوتن quot;ولكن ليس باعداد كبيرةquot; بسبب quot;التقاليد المحليةquot;.

واوضح ادريس خان (35 عاما) الذي يقيم في وزيرستان الجنوبية في اتصال هاتفي quot;ليس هناك منع او تهديدات ضد تصويت النساء. سنصوت معهن، لكن عددهن فعلا محدودquot;.

في العام 2008، راوحت نسبة مشاركة النساء في مناطق الشمال الغربي بين 10 و15 في المئة بحسب مسؤولين محليين. لكن الامل لا يزال كبيرا وخصوصا في مدينة ديرة اسماعيل خان حيث ادلت نساء كثيرات يتحدرن من المناطق القبلية باصواتهن بعدما نزحن هربا من اعمال العنف خلال الاعوام الاخيرة.