مانيلا: بدأ الفيليبينيون الاثنين التصويت في انتخابات نيابية ومحلية تعتبر بمثابة استفتاء حول الرئيس بنينيو اكينو ومحاولات الاصلاح التي يقوم بها في احدى اكثر دول اسيا فقرا وفسادا.

وصرحت المتحدثة باسم القصر الرئاسي ابيغيل فالتي لوكالة فرانس برس quot;ان الرئيس يطلب من الناخبين ان يضعوا ثقتهم في الاشخاص الذين سيساعدونه على مواصلة برنامجه الاصلاحيquot;.

وكان اكينو نجل المعارض الابرز للدكتاتور فرديناند ماركوس الذي اغتيل عند عودته من المنفى في العام 983، انتخب على راس البلاد في حزيران/يونيو 2010 لولاية من ست سنوات غير قابلة للتجديد بموجب الدستور.

وطغى على برنامج حملته الانتخابية مكافحة الفساد السبب الرئيسي للفقر في هذا البلد البالغ عدد سكانه مئة مليون نسمة.

وتظهر استطلاعات الراي ان اكينو وبعد ثلاث سنوات على انتخابه لا يزال احد اكثر الرؤساء شعبية في الفيليبين.

وتسجل الفيليبين احد اعلى مستويات النمو في اسيا (+6.6% في 2012) بالاضافة الى ثقة متزايدة من قبل المستثمرين. ورفعت اثنتان من وكالات التصنيف هما فيتش وستندارد اند بوروز الدين السيادي للبلاد الى فئة quot;استثمارquot; وذلك للمرة الاولى في تاريخ الفيليبين.

الا ان البلاد تواجه مع ذلك صعوبات كبيرة للخروج من الفقر الذي يعاني منه قسم كبير من السكان كما ان بروز الطبقة الوسطى ابطا بكثير مما هو عليه في الدول المجاورة.

وعلى الرغم من جهود حكومة اكينو لتحقيق نمو اكثر شمولية الا ان التقدم كان محدودا على صعيد تغيير الهيكلية التي اوجدت احد اكبر الفوارق بين الاثرياء والفقراء في اسيا بحسب خبراء الاقتصاد.

وتعتبر الانتخابات التي تجري في منتصف ولاية اكينو ويجري التنافس فيها على اكثر من 18 الف منصب في مختلف انحاء الارخبيل لاختيار مستشاريين في البلديات وحكام للولايات ونواب واعضاء في مجلس الشيوخ، حاسمة بالنسبة الى جهود بينينيو اكينو لادخال اصلاحات اجتماعية في البلاد.

وسيراقب اكينو عن كثب نتائج مجلسي الكونغرس اذ سيتيح له الحصول للمرة الاولى على غالبية في مجلس الشيوخ التمكن من تمرير القوانين بسهولة اكبر.

ويتعين على اكينو الحصول على موافقة مجلسي البرلمان لتوقيع اتفاق سلام يتم التفاوض عليه مع جبهة مورو للتحرير الاسلامي حركة التمرد الرئيسي في جنوب البلاد الذي اودى بحياة 150 الف شخص وانعكس سلبا على الامن والنمو في البلاد.

كما يامل اكينو ايضا بتحسبن جباية الضرائب التي تشكل احد الملفات السلبية في الاقتصاد.

الا ان المشاكل المتأصلة في الفيليبين منذ عقود ستنعكس سلبا دون شك على انتخابات الاثنين وستكون جزءا لا يتجزأ من المشهد السياسي لفترة طويلة حتى بعد انتهاء ولاية اكينو الرئاسية.

وتتنافس شخصيات معروفة في هذه الانتخابات منها ماني باكياو الملاكم الشهير الذي سيحاول تجديد ولايته في مجلس النواب.

وباكياو جمع ثروة طائلة، وستترشح زوجته جينكي لمنصب نائب حاكم ولاية جنوبية رغم ان لا خبرة سياسية لديها في حين سيترشح احد اشقائه على عضوية مجلس الشيوخ.

اما ايميلدا ماركوس زوجة الدكتاتور الراحل فرديناند البالغة ال83 من العمر، ففوزها مؤكد لتولي ولاية ثانية في مجلس النواب لتمثل ولاية شمالية. كما ان ابنتها فهي المرشحة الوحيدة لتولي منصب حاكم ولاية.