أكد أرشاد هورموزلو، كبير مستشاري الرئيس التركي عبدالله غول، أن صبر بلاده قد نفذ تجاه الممارسات العدوانية التي يمارسها النظام السوري، والتي استهدف آخرها منطقة الريحانية قرب الحدود السورية، مشيراً إلى أن بلاده سترد بحسم وقوة في حال تكررت الاعتداءات.


اسطنبول: أكد كبير مستشاري الرئيس التركي عبدالله غول أن صبر بلاده على الممارسات العدوانية للرئيس السوري بشار الأسد ضدها قد نفذ، وحذّر من أنها سترد عليه بقوة وحسم في حال تكرارها، ورأى انه لامكان له في مؤتمر جنيف الثاني المنتظر، وبدد مخاوف العراق من انسحاب مسلحي العمال التركي الكردستاني من الأراضي التركية إلى العراقية، مشيراً إلى أن هذا يقوم على أساس ايقافه للعمليات الإرهابية المسلحة.

الإعتداءات السورية

وقال هورموزلو في حديث مع quot;إيلافquot; في مدينة اسطنبول اليوم السبت، إن تركيا كانت مع الحل السلمي، منذ أول يوم تفجرت فيه الأحداث في سوريا قبل اكثر من عامين، لكن العالم يشاهد الآن أن البلد تدمر نفسها بنفسها والسوريون الذين دفعوا من دمهم وأموالهم لشراء أسلحة يصدون بها أعدائهم، فإن الأسد يستخدمها ضدهم الآن.

وحول الطريقة التي سيتم بها جمع المعارضة والنظام على طاولة المفاوضات، وفيما اذا كان للأسد مكان فيها، أشار هورموزلو أن بلاده توافق على ما يتفق عليه السوريون ويرضيهم. وشدد على أنه من الضروري التوصل إلى حل سياسي، لمرحلة انتقالية تلبي طموحات الشعب في الديمقراطية والحياة الحرة الكريمة. وعبّر عن الأمل في أن يتمكن مؤتمر جنيف الثاني من الوصول إلى موقف دولي موحد يوقف نزيف الدم في سوريا quot;وان كان الموقف الدولي هذا قد تأخر بشكل غير مقبول في التعامل مع النظام السوري، وهو ما ألقى بظلاله السلبية على المنطقة وأمنها واستقرارها وعلى وحدة سوريا أرضاً وشعباًquot;.

وأضاف المسؤول التركي، أن بلاده مع ما يقرّره الشعب السوري، وهذا الشعب يرى أن مستقبله لابد أن يكون بدون الأسد، وهو أمر يستدعي إعادة دول مثل روسيا والصين النظر في مواقفها المؤيدة له، وان تدركا أن الوقت قد حان للتغير في سوريا. وشدد هورموزلو على أن مستقبل سوريا يجب ان يكون بدون الأسد وان تؤسس سوريا الجديدة على اسس من الديمقراطية والحرية التي لا مكان فيها للقمع والقتل والترهيب.

تركيا سترد بحسم

وعن تواصل التفجيرات التي تستهدف السكان الاتراك، وتتهم أنقرة نظام الأسد بالمسؤولية عنها، أشار المسؤول هورموزلو إلى ان الأسد يسعى إلى جر تركيا إلى اتون الحرب وتصعيد المشاكل، لكن تركيا دولة مؤسسات تضع خطوطها وتصرفاتها على هذا الاساس، ولا تنطلي عليها محاولاته اثارة الفتنة في المنطقة. وحذر من ان صبر تركيا على اعتداءات الأسد ضدها قد نفذ وأنها سترد عليه بحسم اذا عاود ارتكابها، حيث ستقرر الحكومة التركية طبيعة هذا الرد بحسب قوله. وأكد ان تركيا قادرة على حماية أراضيها وسلامة مواطنيها وأمن المقيمين عليها.

وأمس الجمعة قال مسؤولون اتراك إن الشرطة التركية ألقت القبض على رجل يعتقد أنه أحد المنفذين الرئيسيين لتفجيرين بسيارتين ملغومتين أسفرا عن مقتل أكثر من 50 شخصاً في منطقة الريحانية قرب الحدود السورية. وكانت تركيا قد اتهمت سوريا بالضلوع في التفجيرين اللذين وقعا الأسبوع الماضي في بلدة الريحانية وأذكيا المخاوف من امتداد الحرب الأهلية في سوريا إلى دول مجاورة حيث تنفي دمشق أي علاقة لها بهذا.

وقال حاكم إقليم هاتاي، جلال الدين لكسيز، إن الشرطة ألقت القبض على رجل أشار إلى اسمه بحرفي quot;م.جquot; قبل منتصف الليلة الماضية بمنطقة سامانداج قرب الحدود السورية، وإنها تعتبره أحد المشتبه بهم الرئيسيين. ومن جانبه، أشار حسين جيليك، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، إن السيارتين اللتين استخدمتا في التفجيرين مسجلتان باسم الرجل الذي اعتقل، وإنه قاد إحداهما إلى موقع أحد التفجيرين في الريحانية.

وقال وزراء اتراك أن التفجيرين - وكانا من أكبر الهجمات من حيث عدد القتلى في تاريخ تركيا الحديث - نفذتهما جماعة لها صلات مباشرة بحكومة الرئيس الأسد.

الاسلحة الروسية المتطورة إلى الأسد

وحول موقف بلاده من تزويد روسيا الأسد بأسلحة متطورة في وقت يوجه فيه اسلحته إلى شعبه، قال هورموزلو إن هذه الاسلحة متعاقد عليها منذ زمن لكنها بالتأكيد ستطيل من عمر النظام السوري ولذلك يجب أن يعاد النظر في اتمام صفقتها.

وأضاف إن هذا يتطلب من روسيا أيضا العمل مع الشركاء الدوليين من أجل التوصل إلى حل سلمي حقيقي في سوريا، لكنه أوضح أن تركيا لاتستطيع التحرك بمفردها إزاء هذا الأمر، لذلك يجب ان يكون هناك قرار دولي يلتزم به الجميع.

وكانت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية قالت أمس الجمعة نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن روسيا أرسلت صواريخ quot;كروزquot; مضادة للسفن إلى سوريا، في خطوة توضح عمق دعمها للأسد. وأوضحت أن روسيا قدمت في السابق طرازاً من الصورايخ يطلق عليه ياخونت إلى سوريا، لكن تلك الصواريخ التي تم تسليمها مؤخراً، مجهزة برادار متقدم يجعلها أكثر فعالية بحسب مسؤولين أميركيين على اطلاع بالتقارير الاستخباراتية السرية.

وأضافت أنه على عكس السكود وغيرها من الصواريخ quot;أرض-أرضquot; التي استخدمتها الحكومة السورية ضد قوات المعارضة، فقد زود نظام الصواريخ المضاد للسفن ياخونت الجيش السوري بسلاح قوي، للتصدي لأي جهد من قبل قوات دولية لتعزيز مقاتلي المعارضة السوريين، عن طريق فرض حظر بحري أو منطقة حظر طيران أو تنفيذ ضربات على نطاق محدود. وقالت إن الكشف عن عملية التسليم تأتي في الوقت الذي تخطط فيه كل من روسيا والولايات المتحدة لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى إنهاء النزاع الوحشي في سوريا والذي قتل أكثر من 70 ألف شخص.

وأشارت الصحيفة إلى أن سوريا طلبت نسخة الدفاع الساحلي من نظام ياخونت من روسيا عام 2007 وتسلمت أولى البطاريات فى مطلع عام 2011 وأن الطلبية المبدئية غطت 72 صاروخاً و36 مركبة إطلاق ومعدات دعم.

مخاوف العراق من العمال الكردستاني

وفيما يخص اعتراضات العراق، واعتراضه على سماح تركيا لمسلحي حزب العمال التركي الكردستاني الإنسحاب من الأراضي التركية إلى العراقية، أشار مستشار الرئيس التركي إلى ان بلاده أعلنت أكثر من مرة أنها لا تريد للعراق إلا أن يكون متصالحاً مع شعبه وجيرانه، وهي تساعد في ضمان وحدة وسلامة أراضيه وسيادته، ولذلك فلا مبرر لمخاوف العراق من تدخل تركيا في شؤونه الداخلية.

وقال إن مسلحي حزب العمال، كانوا دخلوا تركيا من جهة العراق والآن يعودون أدراجهم، وتدرك حكومات تركيا وإيران والعراق، أن الأراضي التي يتواجد عليها اولئك المسلحون، لا تخضع لسيطرة أي منها. وأكد بالقول إن المهم في هذه القضية هو استباب الأمن ووقف سفك الدماء في المنطقة مشيرا إلى ان التفاهمات مع حزب العمال تنص على وقف عملياته الإرهابية المسلحة ضد الأراضي التركية، وهو امر ينسحب على الأراضي العراقية ضمناً.

وعن رد تركيا على التوضيحات التي طلبها العراق منها حول هذا الأمر، اشار أرشاد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي عبد الله غول، إلى انه سيكون هناك حديث بين الطرفين عبر القنوات الرسمية والدبلوماسية على أساس أن من مصلحة الحكومة العراقية ايضا استتباب الامن في تركيا والعراق من اجل شرق اوسط ينعم بالأمن والسلام.

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد طلب الخميس الماضي من القائم بأعمال السفارة التركية في بغداد، آفه جيلان، توضيحات من حكومته حول التفاهمات التي أجرتها مع حزب العمال الكردستاني والتي تم بموجبها دخول مجموعات مسلحة تابعة للحزب إلى الأراضي العراقية مؤخرا من دون علم وتنسيق مع الحكومة العراقية. واعتبر زيباري أن هذه الممارسات تتعارض مع علاقات حسن الجوار والإحترام المتبادل بين الدول المجاورة quot;كما تعتبر إنتهاكاً لسيادة العراق وحرمة أراضيهquot;.

وأكد زيباري بأن العراق يدعم كل المبادرات السلمية بين الحكومة التركية والمعارضة الكردية المسلحة لتسوية النزاع الداخلي ووضع حد للعنف وإراقة الدماء لكنه لن يقبل أن تكون هناك أية إجراءات تركية على حساب سيادة وأمن العراق.