لم تقدّم الحكومة البريطانية أيه تفاصيل رسمية عن اجتماع الهيئة الذي عقد إثر الجريمة التي أودت بحياة جندي في جنوب شرق لندن، ودافع رئيس الحكومة ديفيد كاميرون عن المسلمين قائلاً إن الجريمة من فعل متطرفين.


عمّان: ترأس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجتماع أزمة صباح الخميس، لدراسة التدابير الأمنية التي يجب اتخاذها، بعد مقتل جندي بطريقة وحشية قرب معسكر للجيش جنوب شرق لندن الاربعاء، على أيدي رجلين يعتقد أنهما ينتميان إلى التيار الإسلامي المتطرف.
ولم تعط الحكومة البريطانية اية تفاصيل رسمية عن اجتماع الهيئة التي لا تنعقد إلا للغايات الأمنية الضرورية القصوى، ولكن يعتقد أنها ستتخذ ترتيبات أمنية طارئة لمواجهة أية افعال إرهابية محتملة.
وأكد كاميرون خلال مؤتمر صحافي أمام مقر رئاسة الحكومة في10 داونينغ ستريت، أن بريطانيا لن تستسلم للإرهاب، ودافع كاميرون عن المسلمين الذين يقدمون الكثير لبريطانيا، وقال ان الجريمة من فعل متطرفين وعلينا مواجهتهم.
وقال إن مختلف فئات المجتمع البريطاني متحدة في مواجهة مثل هذه الافعال الدموية، مشيراً إلى أن الشرطة توالي تحقيقاتها لمتابعة التفاصيل الدقيقة لتداعيات الحادث الاجرامي quot;وهي تحظى بدعم الجميعquot;.
وقال إن هناك لجنة استخبارات أمنية تتابع هذه القضية بكل تفاصيلها الدقيقة، حيث ستعلن النتائج للجمهور وقت انتهاء كافة التحقيقات.

هوية الإرهابي

وإلى ذلك، انكشفت اليوم الخميس بعض المعلومات عن هوية أحد الإرهابيين وهو مايكل أديبولاجو، ذات الأصول النيجيرية، كان مسيحياً لكنه اعتنق الاسلام، ولكن المصادر البريطانية لا تعتقد أن له علاقة بالحركة الاسلامية المتطرفة في ذلك البلد الأفريقي (بوكو حرام) التي تمارس أعمالا إرهابية في عديد من المدن والقرى النيجيرية.
وأُخذت هذه المعلومات من جهاز حاسوب تمت مصادرته من منزل انتوني أديبولاجو (56 عاما) والد الجاني في مقاطعة لينكولينشير، وهو يعمل ممرضاً في مصلحة التأمينات الصحية البريطانية الحكومية.
وكانت الحكومة أعلنت مساء الأربعاء عن تشديد التدابير الأمنية في معسكر ووليتش شمال شرق لندن، حيث وقعت المأساة وفي كل ثكنات العاصمة البريطانية.

اجتماع quot;كوبراquot;
وضم اجتماع لجنة quot;كوبراquot; إلى جانب كاميرون، كلا من وزيرة الداخلية تيريزا ماي، ورئيس بلدية لندن بوريس جونسون، وقادة أجهزة الاستخبارات الداخلية (ام آي 5 ) والخارجية (ام آي 6 ) وقائد شرطة اسكتلنديارد وخبراء امنيين، وكانت اللجنة عقدت اجتماعا مساء الأربعاء لم يحضره كاميرون لتواجده في باريس.
وأوضح قائد اسكتلنديارد برنارد هوغان-هوي مساء الأربعاء أن المهاجمين اللذين جرحا بنيران الشرطة، ونقلا إلى المستشفى، اعتقلا وأن شعبة مكافحة الارهاب تتولى التحقيق في الجريمة.

تفاصيل الجريمة
وكان رجلان داكنا البشرة هاجما في حي ووليتش جندياً بالملابس المدنية وطعناه عدة طعنات بسكين مطبخ وساطور، وتركاه ممدداً في منتصف الطريق ثم راحا يدعوان المارة لتصوير المشهد.
واظهر شريط فيديو التقطه أحد المارة وعرضته قناة (اي تي في) احد القاتلين يعلن بلهجة لندنية quot;لن تكونوا أبداً في مأمن. اسقطوا الحكومة، انهم لا يهتمون بكمquot;.
وقال الرجل الذي تلطخت يداه بالدماء، quot;علينا مقاتلتهم كما يقاتلوننا، العين بالعين والسن بالسنquot; وقد بدا القتيل ممدداً على بعد بضعة أمتار منه على الطريق. واضاف quot;نقسم بالله العلي العظيم اننا لن نكف عن مقاتلتكمquot;.

تقارير موسعة

ونشرت الصحف البريطانية كافة اليوم الخميس تقارير عن الحادث الإرهابي البشع، ونقلت صحيفة (إندبندانت) تفاصيل الحادث عن شاهدة عيان حيث أعطت وصفاً تفصيليا لمواجهتها مع مهاجمي وولتش.
وتقول الصحيفة إن إنغريد كينيت، كانت تستقل حافلة في طريقها إلى قلب لندن عندما توقف السائق واستطاعت أن ترى شخصاً ممدداً على الأرض وسيدة أخرى تحاول مساعدته ونظراً لكونها قد تدربت على القيام بالإسعافات الأولية فقد اعتقدت أنها قد تتمكن من المساعدة فهرعت إلى هناك على الفور.
ونقلت الاندبندانت شهادة مفصلة لكيننيت، التي أشارت إلى أنها عندما وصلت إلى الشخص الملقى على الأرض حاولت قياس نبضه فلم تجد نبضاً على الإطلاق كما أنها لم تر شيئا يدل على أنه جندي، و لم تلحظ أي دليل على محاولة القاتلين قطع رأسه.
ومضت الصحيفة في نقل الأقوال التفصيلية للشاهدة، التي أكدت أن شخصا أسمر اللون يحمل سلاحاً نارياً وسكيناً كبيراً طالبها بعدم الاقتراب من الجثة، مشيرة إلى أنها لم تشعر بالخوف منه لأنه كان من الواضح أن الرجل لم يكن تحت تأثير الخمر أو المخدرات، بل كان متزناً إلى حد كبير ويعرف ما يفعل.
وقالت الشاهدة إنها تحدثت مع الجاني لمدة خمس دقائق كاملة وسألته عن السبب الذي دفعه ليقتل الرجل، فأجابها قائلا quot;إن القتيل كان جنديا في الجيش البريطاني، وقام بقتل نساء وأطفال في كل من العراق وأفغانستانquot;، مضيفة أنه كان يشعر بالغضب من وجود القوات البريطانية في كلا البلدين.
ونقلت الصحيفة عن الشاهدة قولها إنها عادت إلى الحافلة مع وصول الشرطة، حيث قام الرجل الأسود برفقة آخر بمحاولة الهجوم على سيارة الشرطة فور رؤيتها، لكن شرطيا وشرطية هبطا منها، وأطلقا الرصاص عليهما في الأرجل قبل أن يتم نقلهما من المكان.