عمّان: قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاربعاء في عمّان ان بلاده ترى بأنه ليست هناك امكانية لحلّ النزاع الدائر في سوريا مع بقاء بشار الاسد على رأس السلطة.

وقال هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة ان quot;موقف المملكة المتحدة منذ أمد بعيد هو أن الاسد يجب ان يرحل، وانه ليست بإمكاننا رؤية أي حل ينطوي على بقائهquot;.

اضاف quot;إذا كان النظام (السوري) يعتقد ان بامكانه تحقيق انتصار عسكري، والعودة إلى الوضع السابق، فانا أعتقد أنه يرتكب خطأ فادحا، خطأ كارثياquot;، مشيرا الى انه quot;ينبغي أن يكون هناك حل سياسي، بغضّ النظر عن الوضع على الارضquot;. واوضح هيغ ان quot;مؤتمر جنيف 1 (...) يتحدث عن تشكيل حكومة انتقالية مع سلطات تنفيذية كاملة، تتشكل على أساس الموافقة المتبادلةquot;.

تابع quot;في النهاية، فان العامل الحاسم هو مدى استعداد النظام للتفاوض (...) حيث تريد روسيا بوضوح (مشاركة كل الاطراف المنخرطة بالنزاع) في عملية التفاوض، ثم يأتي السؤال حول مدى جدية (النظام) ورغبته في هذا التفاوضquot;.

من جانبه، اعاد جودة التأكيد على موقف بلاده quot;الثابت والمستمر الداعي الى الاسراع في التوصل الى حل سياسي، يضمن امن وامان سوريا ووحدتها الترابية بمشاركة كل مكونات الشعب السوريquot;.

واستضافت المدينة السويسرية في 30 حزيران/يونيو 2012 مؤتمرًا دوليًا نتج منه اتفاق جنيف، الذي يدعو الى وقف العنف في سوريا، ووضع مسار لحكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، من دون التطرق بشكل مباشر الى مصير الرئيس الاسد، الذي تنتهي ولايته في العام 2014.

ويشكل مصير هذا الاخير العقدة الاساسية في اي تفاوض حول حل سياسي. اذ ترفض المعارضة اي نقاش في حل النزاع الذي اودى باكثر من 94 الف شخص، قبل تنحي الاسد عن السلطة.

من جهته، يرفض النظام السوري، الذي يعتبر ان مقاتلي المعارضة ارهابيونquot;، اي حديث عن استقالة الاسد من منصبه، ويشدد على ان اي حوار يجب ان يجري من دون شروط وبعد القاء السلاح.

كما تبدو مواقف الدول الكبرى على تعارض في ما يتعلق بالازمة السورية، اذ تطالب واشنطن وباريس ولندن برحيل رأس النظام في سوريا، في حين تشدد موسكو ابرز الداعمين الدوليين للرئيس الاسد، على بقائه في منصبه، مع استمرارها في تزويد قواته النظامية بالسلاح.

من هنا، يبدو عقد المؤتمر، الذي اطلقت فكرته موسكو وواشنطن في محاولة لتقريب وجهات النظر حول النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، مهمة معقدة.

يشار الى ان الهدف من مؤتمر quot;جنيف 2quot; هو التوصل الى تشكيل حكومة انتقالية quot;برضى متبادلquot; تتمتع بـ quot;كامل الصلاحياتquot; مما يستبعد، كما تقول المعارضة وداعموها اي دور للرئيس السوري بشار الاسد.

وتأتي تصريحات هيغ قبل ساعات قليلة من اجتماع لمجموعة quot;اصدقاء سورياquot;، الذي يعقد في عمّان بمشاركة وزراء خارجية 11 دولة تمثل المجموعة الاساسية لـquot;اصدقاء سورياquot;، وهي الاردن والسعودية والامارات وقطر ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والمانيا وايطاليا.

يعقد الاجتماع بحضور المعارضة السورية، في محاولة للدفع باتجاه سعي واشنطن وموسكو الى عقد مؤتمر دولي لحل الازمة اصطلح على تسميته quot;مؤتمر جنيف 2quot; بمشاركة طرفي النزاع والمقرر عقده في الشهر المقبل.

السفير السوري في عمّان يدين الاجتماع
هذا ودان السفير السوري في عمّان بهجت سليمان الاربعاء اجتماع مجموعة quot;اصدقاء سورياquot;، الذي سيعقد في عمّان في وقت لاحق من مساء اليوم، معتبرًا إياهم quot;اعداء لسورياquot;.

وقال سليمان في مؤتمر صحافي عقده في مبنى السفارة السورية في عمّان ان quot;ما تواجهه سوريا هي حرب كونية عدوانية إرهابية، يقودها من سموا أنفسهم بأصدقاء سوريا ضد الدولة السورية بشعبها وجيشها وقيادتها، وهذا ما دفع بالدولة السورية إلى الدفاع عن نفسها، وخوض حرب دفاعية مقدسة، في ظل حملات إعلامية ظالمة لم يشهد لها التاريخ مثيلًاquot;.

ووصف السفير السوري مؤتمر مجموعة quot;اصدقاء سورياquot; بأنه quot;مؤتمر أصدقاء إسرائيل ومؤتمر أعداء سورياquot;. واضاف مخاطبا مجموعة أصدقاء سوريا ان quot;من يريد إنهاء المأساة في سوريا يحتاج أول ما يحتاج التوقف عن تسليح وتدريب العصابات الارهابية المسلحة في سوريا، ويحتاج التعاون مع الدولة السورية الوطنية الشرعية، كما فعل ويفعل أصدقاء سوريا الحقيقيون، ويحتاج التوقف عن اتهام ما يسمونه النظام السوري بالتسبب في تدمير سورية وذبح الشعبquot;.

وانتقد سليمان على وجه الخصوص الولايات المتحدة، التي قال quot;انها لم تكن في يوم من الأيام صديقة للعرب، وهي التي خاضت عشرات الحروب ضد دول العالم الثالث، من أجل فرض الهيمنة عليها وتحقيق استتباعها وإلحاقها بالقرار السياسي والاقتصادي الاميركي، واحتضنت جسمًا سرطانيًا في قلب أقدس أرض في العالم العربي، هي فلسطين التي حوّلوها الى اسرائيلquot;.

وحذر من اقحام الأردن بالأزمة السورية واستغلال ظروفه المادية، قائلًا quot; نحن نقدر ما يتعرّض له الاردن من ضغوط، لكن ندعو الأردن إلى عدم الانجرار لحرب مع سوريا، لكون أمن عمّان من أمن دمشقquot;. واعتبر سليمان ان quot;سوريا تقوم بمحاربة ادوات اسرائيل في المنطقةquot;، واصفًا النزاع في سوريا بـ quot;بحرب لم يشهد لها العالم مثيلًا جيّشت فيها حملة اعلامية شوّهت الحقائق واظهرت العصابات المسلحة كثوار والجيش العربي السوري كقتلةquot;.

واوضح ان quot;اللاجئين لا يأتون الى الاردن كحالات انسانية، انما بسبب المغريات المادية، او انهم ارهابيون او لهم علاقة بارهابيينquot;، مشيرا الى ان quot;السلطات الاردنية لا تسمح للسفارة السورية في عمّان بالتواصل مع رعاياها النازحين على الرغم من عشرات المخاطبات والكتب الرسمية لوزارة الخارجيةquot;.