أحدثت ايران اختراقًا واضحًا في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم وتثبيت أجهزة الطرد المركزي التي تساعدها على تصنيع القنبلة النووية، فيما العالم متفرّغ للأزمة السورية.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: قد يكون ما تشهده منطقة الشرق الأوسط في الوقت الحالي من أحداث متلاحقة، سواء في سوريا أو العراق أو الأردن أو تركيا، هو أفضل ما يتمناه النظام في إيران، من منطلق أن هذا الوضع يصرف الانتباه عن التطور الذي يشهده برنامج البلاد النووي.

المشروع النووي يتقدّم

في ظل عمليات القتل والمجازر الحاصلة في سوريا والعراق واستقبال الأردن لحوالي نصف مليون لاجئ ممن لاذوا بالفرار من سوريا وتواصل معاناة تركيا في ما يتعلق بمواجهة تحديات اللاجئين والهجمات الإرهابية، كان من الطبيعي أن يتم التغاضي بكل سهولة عن التطور الأكثر أهمية في المنطقة وهو البرنامج النووي الإيراني.

وبينمالا يزال يفكر قادة العالم بشأن إمكانية وآلية التدخل في سوريا وطريقة التعامل مع الوضع في العراق وكيفية دعم الأردن وتركيا وكيفية التواصل مع روسيا، فإن المساعي المتعلقة بتطوير السلاح النووي ماضية على قدم وساق دون رقابة.

مخزون اليورانيوم

أشارت في هذا السياق اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أنه وفي ظل تأجج الأحداث في الشرق الأوسط، فقد نجح الإيرانيون في تجميع حوالي 182 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب لمستوى تسهل ترقيته إلى العمل في صناعة الأسلحة.

وأضافت الصحيفة أن هذا المخزون يفتقر للخط الأحمر الذي سبق أن تحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأن الإيرانيين يتحضرون سراً لتجاوزه.

مضاعفة الطرد المركزي

وعلمت الصحيفة كذلك أن الإيرانيين استغلوا انشغال الإعلام بما يحدث في الشرق الأوسط ليقوموا بتثبيت 16 ألف جهاز طرد مركزي ndash; وهو عدد ضخم وفق أي معيار ndash; معظمها تعمل بشكل سريع. كما أدخلت إيران 3000 جهاز طرد مركزي متطور ستضاعف تخصيبها ثلاث مرات على الأقل وبنسبة تزيد عن ضعف ناتجها الإجمالي.

واللافت أن أحداً لم يتمكن من متابعة ذلك، حيث تم كل شيء وسط حالة من الهدوء والسرية. كما نوهت الصحيفة إلى أن إيران تطور أيضاً محطات نووية إضافية سيتم تحصينها تحصيناً قوياً وقد تُبعَد عن متناول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ومن الجدير ذكره أن إيران احتفلت في الـ 8 من الشهر الماضي بـ quot;اليوم الوطني للتكنولوجيا النوويةquot; بافتتاحها موقعاً جديداً لمعالجة اليورانيوم تحت الأرض، بعد مرور يومين فقط على مشاركتها في محادثات كانت تهدف لإنهاء برنامج البلاد النووي العسكري.

ولفتت الصحيفة إلى حقيقة تأثر تلك المناقشات، التي تتم برعاية مجموعة 5 + 1، بما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أزمات. ورغم استمرار تضرر الاقتصاد والعملة المحلية نتيجة العقوبات المفروضة على إيران، إلا أن البرنامج النووي ماضٍ في طريقه.

تصميم على المواصلة

يقول المسؤولون الإيرانيون إنهم يدفعون ثمناً باهظاً من جانبهم، لكنهم سيحققون تطلعاتهم النووية في الأخير، خاصة وأنهم مقتنعون بأن التدخل العسكري لن يمنعهم من ذلك.

وفي مقابل ذلك، أكدت الصحيفة أن إسرائيل لن تقف مكبلة الأيدي، بل ستعمل بكل قوتها لمنع وصول الصواريخ المتطورة إلى حزب الله، وستراقب عن قرب حركة الأسلحة الكيميائية وغيرها من الأسلحة التي قد تغيّر قواعد اللعب في سوريا، إلى جانب تعاونها مع الولايات المتحدة بخصوص تطوير نظم متطورة مضادة للصواريخ الباليستية.