حتى الساعة، باءت كل محاولات التوافق على توسعة الائتلاف السوري المعارض في تركيا بالفشل، بعدما فضحت التداولات في هذا الأمر شهية المعارضين السوريين للسلطة والمناصب، ما عرضهم لتعنيف فرنسي قاسٍ.
لندن: من اجتماع إلى اجتماع ومن فندق إلى فندق، تستمر محاولات لم شمل الائتلاف الوطني السوري المحطم، بحضور دبلوماسيين ومعارضين وناشطين، لكن يبدو أن كل المحاولات بعد خمسة أيام من الاجتماعات المتواصلة في اسطنبول باءت بالفشل. وانتقل اليوم مؤتمر الهيئة العامة للائتلاف الوطني المعارض إلى فندق آخر، نظرًا لانتهاء فترة الحجوزات في فندق غونين قبل انهاء ملف توسعة الائتلاف، وقبل الوصول إلى قرار بخصوص المشاركة في جنيف-2.
تفاهم مستحيل
أكد عمر كوش، الكاتب والصحافي السوري، لـquot;ايلافquot; أن لا جديد حتى اليوم وما زالت القائمة النهائية التي ستنضم إلى الائتلاف عرضة للتغيير. وكشف كوش انسحاب عضوي الائتلاف توفيق دنيا وبسام يوسف.
غادر الدكتور كمال اللبواني، عضو الائتلاف الذي جمد عضويته سابقًا، اسطنبول إلى السويد في ظل ما اعتبره استحالة التفاهم والتفاوض على قائمة كانت منتهية ومحسومة للانضمام إلى الائتلاف، لتحقيق التوازن الوطني المطلوب ما بين التيارات المحسوبة على الاسلاميين والتيارات المحسوبة على الديمقراطيين، بمن فيهم بعض الاسلاميين الديمقراطيين، مع الاصرار على أن يكون تيار التغيير الوطني والأكراد خارج الائتلاف، رغم وجود الدكتور عمار القربي، الامين العام لتيار التغيير، في القوائم الاولى للانضمام إلى الائتلاف، وطرحه بقوة، إلا أن اسمه قد ظهر مشطوبًا في القائمة الاخيرة التي تم التصويت عليها.
انسحاب جماعي؟
وميشال كيلو، الذي يستبسل للوصول إلى توافق، رفض اضافة ثمانية اسماء، خمسة منها فقط محسوبة على الديمقراطيين، واستغرب أن تتقلص القائمة من 25 إلى 21 إلى 17 إلى 11 وإلى 8 فقط.
ويرى ناشطون أن الوضع معقد جدًا، وانه لا يمكن الوصول إلى حل في ظل مصادرة القرار الوطني والتدخلات الاقليمية وشهوة السلطة لدى المعارضين.
وكان الفنان جمال سليمانيريد الانسحاب من الائتلاف بعد انضمامه ضمن قائمة الثمانية التي توسع بها الائتلاف، ليكون بذلك قد انضم إلى فرح الاتاسي التي اعلنت استقالتها فور اعلان اسمها ضمن القائمة، وقالت إنها لن تكون ضمن أي ائتلاف أو حكومة. لكن اصدقاء سليمان طلبوا منه التريث حتى انتهاء الاجتماعات والكشف عما ستسفر عنه النتائج، والتهديد بانسحاب جماعي لعشرات الاسماء في حال لم يتم الوصول إلى قرار.
تكريس المكرس
انضمت اسماء غير معروفة للائتلاف بالقائمة الاخيرة، وتساءل معارضون في تصريحات متفرقة لـquot;ايلافquot; عن كيفية القفز بالمظلات وعن بوابات العبور نحوه، فذاك صهر مستقبلي لمؤسس الائتلاف، وتلك قريبة شخص بارز في الائتلاف. ويرى عبد الجليل السعيد، الناشط الاعلامي، في تصريح لـquot;ايلافquot; أن كل التأخير في اجتماعات الائتلاف دون التوصل إلى قرار هو أمر مدروس وممنهج، quot;وذلك لتكريس المكرس أي لابقاء جورج صبرا رئيسًا للائتلاف ومصطفى الصباغ امينًا عامًاquot;.
وعبّر عن أسفه لأن الواقع في الداخل ومأساة السوريين لم يجرِ التطرق اليها على الاطلاق، بل كان كل الحديث عن تقسيم المكاسب في توسعة الائتلاف، في ظل هيمنة كبيرة على القرارات من المعارض رياض سيف ومصطفى الصباغ.
واعتبر السعيد أن الديمقراطية والانتخاب آخر الاولويات في اجندة الائتلاف إن وجدت، quot;فكل ما جرى وهمي وللاستهلاك الاعلامي فقط ومحاولة تغييب لأصوات المعارضة الحقيقيةquot;.
تعنيف غربي
في سابقة من نوعها في تاريخ المعارضات، وجه السفير الفرنسي المكلف بالملف السوري اريك شوفالييه لقادة الائتلاف خلال اجتماعه معهم كلامًا قاسيًا من عيار: quot;أنتم لا تستحقون المساعدة، ولستم اصحاب كلمة، ولا تلتزمون بعهودكم ووعودكم، انتم معارضة هشةquot;.
ورصد ناشطون تحركات كثيفة وتصريحات مؤيدة للصباغ من السفير الاميركي روبرت فورد، وتعنيف ضد كل من يقف ضد الصباغ، وهو يتماهى في ذلك الموقف مع الموقف القطري حين استضافت الدوحة أخيرًا قادة الائتلاف لتأكيد مواقفها الداعمة، الا أن هاتفاً مفاجئًا من جون كيري، وزير الخارجية الاميركي، إلى فورد خلال اجتماعات الائتلاف قلب المعادلة، ليسأل فورد الصباغ: quot;هل تريد اسقاط النظام أم تريد البقاء في منصبك؟quot;، ليرد الصباغ: quot;الاثنان معًاquot;، بحسب ما نقله معارضون.
وكان اللافت ضمن المشهد الحالي أن تحقق المعارضة السورية انتصارات لا علاقة لها بها، فيما هي تختلف في اسطنبول، من قبيل رفع الاتحاد الاوروبي حظر توريد الاسلحة للمعارضة السورية، بضغط بريطاني فرنسي.
التعليقات