عبّر دبلوماسي فرنسي عن خشيته من أن تبيع أميركا دولته، وذلك على خلفية ما يشاع عن بدء تحول في موقف واشنطن من الأزمة السورية واستعدادها لقبول محادثات سلام مع روسيا تبقي الرئيس بشار الأسد في السلطة وتضع حدًا للنزاع المستمر منذ عامين.


على خلفية مشاعر الاستياء المتزايدة من جانب المعارضة السورية، يبدو أن واشنطن بدأت تظهر علامات في مناقشاتها مع الجانب الروسي تتحدث عن احتمالية قبولها إجراء محادثات سلام بشأن سوريا مع استمرار الرئيس السوري المحاصر بشار الأسد في السلطة، وذلك في تحوّل مثير ومريب في الوقت نفسه بالموقف الخاص بالولايات المتحدة تجاه الأزمة المشتعلة في سوريا منذ أكثر من عامين.

جاء هذا التطور في الوقت الذي كانت تلقي فيه السفيرة الأميركية لدى لبنان، مورا كونيللي، محاضرة أمام جمعية المصارف في لبنان عن الطريقة التي يمكن من خلالها تجنب انتهاك العقوبات أحادية الجانب الدولية والأميركية بشأن سوريا وإيران.

ونقلت وكالة وورلد نيت دايلي الإخبارية الأميركية في هذا السياق عن دبلوماسي فرنسي سابق قوله: quot;ليس غريبًا على الأميركيين أن يبيعونا. فهم معتادون على ذلكquot;، وذلك في إشارة من جانبه إلى احتمالية حدوث تحول في موقف الولايات المتحدة.

المعارضة خيّبت الآمال
أضاف الدبلوماسي: quot;إن كان يريد بشار الأسد أن يخترع معارضة تناسبه، لما وجد معارضة أفضل من تلك التي تناضل في الوقت الحالي من أجل الإطاحة به من السلطةquot;. وتابع الدبلوماسي: quot;من خلال انشطارها وتسليمها مفاتيح الصراع لجهاديي القاعدة وجبهة النصرة، فقد تسببت تلك المعارضة في إحباط كل الآمال التي كانت مُعَوَّلة عليهاquot;.

وأكمل quot;وحتى إن ظلت تصلي إسرائيل عند حائط المبكى لمدة 200 عام، فإنها لما كانت لتحصل على نتيجة أفضل مما تراه الآن في سوريا، حيث أسفرت عمليات القتال عن تدمير البني التحتية للدولة، وأنهكت قوى الجيش وأدت إلى ترسيخ الصراع الطائفيquot;.

مضت الوكالة تشير في هذا السياق إلى أن ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا يقومون باتصالات quot;من تحت الطاولةquot; مع دمشق. وتعترض تلك الدول على مبدأ تسليح المعارضة، على عكس فرنسا وبريطانيا، اللتين تناديان بضرورة تزويد المعارضة بالسلاح.

قائمة quot;دمشقquot; الإرهابية
وقدمت دمشق من جانبها إلى الأمم المتحدة قائمة لمجموعة من quot;الإرهابيينquot; وquot;الإرهابيين الخطرينquot; من 28 دولة عربية وغير عربية، ما أدى إلى تزايد المخاوف في العواصم الأوروبية، التي تخشى هي الأخرى من احتمالية وقوع هجمات إرهابية.

وعلمت الوكالة من مصادرها أن كثيراً من الأسماء التي قدمتها دمشق هي مدرجة بالفعل في قوائم الإرهاب لدى الولايات المتحدة وأوروبا. وتعتقد المعارضة السورية أن واشنطن تحاول الآن أن تتوصل إلى اتفاق ما مع موسكو، وهو الأمر الذي تراه مزعجاً.

وكشفت مصادر للوكالة عن أن الرئيس الأسد ربما يسعى إلى إعادة ترشيح نفسه، وأنه قد يفوز، بالنظر للطريقة التي تمضي من خلالها السياسة في سوريا.

وأضافت المصادر نفسها أن أي نقاش بين واشنطن وموسكو بشأن سوريا قد تم نقله إلى منتصف الشهر المقبل، لمنح إدارة أوباما الوقت الكافي لبدء ما يرقى إلى حملة علاقات عامة لإقناع الرأي العام الأميركي بتحول موقفها بخصوص السعي إلى تسوية مع دمشق.