أكد خبراء أن التقريرين المنفصلين، اللذين صدرا قبل أيام من جانب المدعي العام الأرجنتيني بخصوص التفجير الذي استهدف مركزًا يهوديًا في بوينس آيرس في العام 1994، ومن جانب وزارة الخارجية الأميركية بخصوص تقارير الدول عن الإرهاب للعام 2012، يشكلان أحدث مؤشر إلى أن شبكة إيران الإرهابية العالمية آخذة في الازدياد، وأن الجمهورية الإسلامية تمضي نحو تعزيز تواجدها في أميركا الجنوبية.


القاهرة: وجد تقرير الخارجية الأميركية أن العام الماضي كان ملحوظًا في ما يتعلق بإثبات تجدد رعاية إيران للإرهاب، من خلال الحرس الثوري الإسلامي التابع للنظام الإيراني ووزارة الاستخبارات، وكذلك تنظيم حزب الله المقرب من الجمهورية الإسلامية.

بناء خلايا نائمة
فيما لفت تقرير المدعي العام الأرجنتيني ألبيرتو نيسمان، وهو المحقق في حادث تفجير مركز quot;أمياquot;، والذي جاء في 500 صفحة، إلى أن إيران حاولت كذلك بناء شبكة خاصة من الجواسيس والخلايا النائمة الإرهابية في كل أنحاء أميركا الجنوبية.

أسفر هذا التفجير الذي وقع عام 1994 عن وفاة 85 شخصًًا وإصابة مئات آخرين. وقال محققون فيدراليون إن الهجوم تم بتدبير من الحكومة الإيرانية ونفذه حزب الله. ونقلت في هذا الإطار صحيفة quot;ذا واشنطن فري بيكونquot; الأميركية عن مجموعة من الخبراء قولها إن تقارير كهذه تظهر أن إيران تقوم بمجهود مكثف لتعزيز نفوذها العالمي.

يعيشون في الماضي
وقال مايكل روبن، وهو خبير مقيم متخصص في الشأن الإيراني وشؤون الإرهاب لدى معهد أميركان أنتربرايز، quot;المسؤولون الأميركيون، الذين يعتبرون إيران قوة إقليمية، يعيشون في الماضي. أما الإيرانيون فيصفون أنفسهم بكونهم قوى كبرى في عموم المنطقة، ويأملون في أن يصبحوا قوة عالمية، مع أن ذلك قد يبدو سخيفاً بالنسبة إليناquot;.

وأشار إيمانويل أوتولينغي، الزميل البارز لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إلى إن إيران خصصت جزءًا كبيراً من وقتها وأموالها لتطوير العلاقات مع بلدان أميركا الجنوبية، لكن الفوائد من وراء ذلك جاءت محدودة للغاية من حيث أوجه النشاط التجاري.

وتابع أوتولينغي quot;إن نظرت إلى الميزان التجاري بين إيران وأميركا اللاتينية، ستجد أنه لا توجد تجارة عمليًا بين إيران ودول منظمة الألبا (التحالف البوليفاري لشعوب أميركا) ndash; وهي الدول التي استثمرت فيها إيران بشكل كبير على الصعيدين السياسي والاقتصاديquot;.

أكمل أوتولينغي حديثه بالقول: quot;أما معظم النشاط التجاري فهو قائم بين إيران والبرازيل (الشريك الأول) وإيران والأرجنتين ( الشريك الثاني). وحتى في هاتين الحالتين، تجد أن كفة الميزان التجاري تميل بشكل غريب لمصلحة البرازيل والأرجنتينquot;.

وأوضحت الصحيفة أن أنشطة تجسس وشبكات إيران الإرهابية، التي تم تحديدها في تقرير تفجير مركز quot;أمياquot;، قد تكون السبب وراء سعي طهران إلى تعزيز تواجدها في أميركا الجنوبية.

مصالح تجمع اليسار والإسلاميين
جاء التقرير، الذي أعده المدعي العام الأرجنتيني ليضع محسن رباني، الملحق الثقافي السابق في السفارة الإيرانية في بيونس آيرس، في قلب شبكة إيران الإرهابية في أميركا الجنوبية، ليشير إلى أن هناك ثمانية مسؤولين إيرانيين كبار سابقين أو حاليين مطلوبين من قبل الانتربول للاشتباه في صلتهم بتفجير quot;أمياquot;، بمن فيهم اثنان من المرشحين لانتخابات الرئاسة المقبلة. ولا يزال هؤلاء المشتبه فيهم طلقاء، ولم تصدر ضدهم أية أحكام إدانة في الأرجنتين.

وعاود روبن ليقول إن السبب وراء سعي دولة راعية للإرهاب الإسلامي، مثل إيران، إلى إنشاء تحالفات مع دول أميركا الجنوبية ذات الميول اليسارية، هو وجود التقاء خطير في المصالح بين اليسار والإسلاميين.