تدخل حزب الله في القصير أجّج النعرات الطائفية في سوريا، وأحد مظاهر ذلك إقدام مقاتلي المعارضة على مهاجمة شيعة في دير الزور، وقتل 60 من مقاتليهم وإحراق منازلهم، أمام عدسات آلات التصوير.


بيروت: مسلسل القتل الطائفي مستمر في سوريا، ولا يبدو أنه سينتهي قريبًا، مع اشتداد المعارك، ومع تواتر الأنباء عن تدفق آلاف المقاتلين الشيعة من لبنان والعراق، لنصرة النظام السوري ومنعه من السقوط.

فأمس الثلاثاء، أفادت التقارير الواردة من محافظة دير الزور شرق سوريا مقتل نحو 60 مسلحًا من الشيعة الموالين لنظام الأسد، بعدما شن مقاتلو المعارضة السورية هجومًا عنيفًا على قرية حطلة، في ريف دير الزور، والتي تقطنها غالبية سنية وأقلية شيعية سلحهم النظام السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية، بحسب ما بينه رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي قال إن مقاتلي المعارضة سيطروا على حطلة، وتشهد البلدة حركة نزوح عامة، بعد حرق المقاتلين منازل شيعية.

وكان المرصد افاد بأن الاشتباكات في حطلة اندلعت الاثنين إثر هجوم شنته الكتائب المقاتلة على بلدة حطلة، بعدما شن مسلحون شيعة هجومًا على مركز للمقاتلين المعارضين، وقتل فيها عشرة معارضين على الاقل.

هذه نهايتكم

والمرصد السوري نفسه عرض على قناته على موقع يوتيوب مقاطع فيديو تظهر احتفال مقاتلين اسلاميين متشددين بمقتل 60 شيعيًا، غالبيتهم من المسلحين. وفي احد المقاطع التي عرضها المرصد، يقول المصور: quot;لواء الصادق الامين يستعد لاقتحام بيوت الشيعة الموالين لنظام الاسد في قرية حطلةquot;، ثم يظهر نحو 12 مسلحًا في باحة منزل، يتحلقون حول جثة واحدة على الاقل، مغطاة بغطاء أصفر اللون، ويكشف أحد المسلحين عن وجه شاب مصاب بطلق ناري في الرأسquot;.

ويتحدث مسلح ملتحٍ، يرتدي ملابس سوداء، وقد لف رأسه بعصابة كتب عليها quot;لا اله الا الله محمد رسول اللهquot;، مناديًا السنة، قائلا: quot;نحاججكم يوم الله، انصروا دينكمquot;.

وفي مقطع مصور ثان، يرفع عشرة مسلحين رشاشاتهم في الهواء، بينما يعلن المصور quot;رفع راية لا اله الا الله فوق بيوت الروافض المرتدين الشيعة، على يد الابطال الاشاوس مجاهدي دير الزورquot;. وعلى وقع التكبير واطلاق النار في الهواء، يتابع المصور قائلًا: quot;ها هم المجاهدون يحتفلون بدخول بيوت الروافض، الله اكبر تم حرق جميع بيوت المرتدينquot;، وتظهر في خلفية المقطع منازل تحترق.

تقدم بطيء

الصراع السوري مستمر في التوغل بطائفيته، على الرغم من التحذيرات المتكررة من أطراف دولية عدة من خطورة هذا الأمر على المنطقة بأسرها، خصوصًا بعد تورط حزب الله الميداني في معارك في أنحاء مختلفة في سوريا. وكانت الامم المتحدة حذرت من أن النزاع السوري بات طائفيًا في شكل واضح، كما ادت مشاركة حزب الله الشيعي الى جانب القوات النظامية في المعارك داخل سوريا لا سيما في منطقة القصير، الى تصعيد الخطاب المذهبي والتوتر بين السنة والشيعة في سوريا ولبنان.

ومقاتلو حزب الله يشاركون القوات السورية في كافة معاركها، وخصوصًا في حمص، التي قال عبد الرحمن إن النظام سيطر على اجزاء واسعة من حي وادي السايح في حمص، ويتقدم بحذر في هذا الحي الذي يشهد اشتباكات عنيفة ويتعرض للقصف من القوات النظامية. واوضح ان القوات النظامية كانت موجودة أصلًا في الحي خلال الفترة الماضية، لكنها لم تكن قادرة على التقدم بسبب وجود قناصة من المقاتلين المعارضين.

واعتبر عبد الرحمن ان التقدم في الحي يأتي ضمن محاولة للسيطرة على كامل مدينة حمص، وان سيطرة النظام على وادي السايح تسهل سيطرته على احياء حمص القديمة والخالدية.