اسطنبول: يخيم هدوء حذر الاربعاء على ساحة تقسيم في اسطنبول بعد عنف الليلة الفائتة بين شرطة مكافحة الشغب ومتظاهرين وذلك قبل ساعات على لقاء يعتبره البعض زائفا بين رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وquot;ممثلينquot; للمحتجين.

وفي صبيحة اليوم الـ13 للاحتجاجات ضد اردوغان بدت الساحة الشهيرة في قلب اسطنبول خاضعة لسيطرة مكثفة لقوى الامن التي تحصنت خلف مدافع المياه على مدخل كل من الشوارع المتفرعة. وتمت ازالة الاعلام واللافتات والحواجز والسيارات المحروقة والبلاط وعبوات الغاز المسيل للدموع المستخدمة اي جميع اشارات الاحتجاجات والمواجهات الكثيفة التي جرت حتى الفجر.

فصباح الثلاثاء فاجات قوى الامن الجميع وسيطرت على ساحة تقسيم بعد مغادرتها في الاول من حزيران/يونيو بحيث باتت معقلا للتحرك الاحتجاجي. واتى انسحاب الامن بعد 24 ساعة من المواجهات العنيفة بين الشرطة وعدد من الشباب الذين ردوا بالحجارة وقنابل مولوتوف، ما ادى الى عشرات الجرحى بعضهم اصابتهم حرجة.

وبمحاذاة الساحة وحدها حديقة جيزي التي شكل الاعلان عن تدميرها شرارة انطلاق الاحتجاجات في 31 ايار/مايو ما زالت الاربعاء تثير استياء الشرطة. ففيما غادر بعض المعتصمين خيمهم تحت المطر خشية اخلاء الشرطة للحديقة ليلا اصر المئات منهم على امضاء ليلة اخرى بلا راحة للدفاع عن quot;حديقتهمquot; واشجارها الـ600.

وصرحت فوليا دالي طالبة الحقوق البالغة 21 عاما quot;لم يعد الناس يخشون الحكومة، وهذا امر احرزناه و لن نتخلى عنهquot;. وتابعت quot;نريد ان يستيقظ الناس...لذلك لن نغادرquot;. في العاصمة انقرة تدخلت الشرطة كذلك في وقت متاخر ليل الثلاثاء لتفريق حوالى 5000 شخص هتفوا quot;طيب (اردوغان)، استقل!quot;

صباح الاربعاء سعت الشرطة الى اخلاء حديقة كوغولو في وسط العاصمة من عشرات المتظاهرين الذين يعتصمون فيها بحسب مراسل فرانس برس. غداة عرض القوة الذي قدمه اردوغان يفترض ان يستقبل بعد ظهر اليوم (13,00 ت غ) وفدا من حوالى 20 quot;ممثلاquot; (منظمات غير حكومية، مجتمع مدني، خبراء، فنانون...) عن المتظاهرين.

لكن لائحة هؤلاء التي وافقت عليها السلطات لقيت تنديد المتظاهرين الذين يعتبرون ان هذا اللقاء الاول ليس الا لذر الرماد في العيون. وصرحت المتظاهرة في حديقة غازي انيسة quot;نريد ان تحاور الحكومة ممثلينا نحن، ولا من اختارت هيquot;.

ولم يتم دعوة هيئة تنسيق المتظاهرين في الحديقة وهي منصة مؤلفة من 116 جمعية تنظم الاحتجاجات، فيما رفضت هيئات مدعوة على غرار غرينبيس المشاركة تنديدا بعملية الشرطة الثلاثاء وتشدد رئيس الوزراء.

وفي تصميم واضح على انهاء الاحتجاجات السياسية غير المسبوقة التي تهز بلاده اكد اردوغان امام نواب حزبه، حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي، ان حكومته لن تبدي quot;اي تسامحquot; بعد الان حيال المتظاهرين.

وقال في كلمته quot;اتوجه الى اولئك الذين يريدون مواصلة هذه الاحداث، والذين يريدون الاستمرار في زرع الرعب: ان هذه المسألة انتهت الان. لن نبدي بعد الان اي تسامحquot; واصفا المحتجين مجددا بانهم quot;متطرفينquot; او quot;عصابات نهبquot;. وابدى اردوغان التشدد مستندا الى ثقته بتاييد اكثرية من الاتراك له منذ بدء الازمة. ففي انتخابات 2011 التشريعية فاز حزب العدالة والتنمية بحوالى 50% من الاصوات.

ودعا رئيس حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدارولو الرئيس التركي عبد الله غول الذي يعرف بانه اكثر اعتدالا من اردوغان الى جمع الاحزاب كافة لمحاولة الخروج من الازمة.

وادى تشدد اردوغان ورد الشرطة الوحشي الى تصاعد الانتقادات لاردوغان حول العالم حيث دعا امين عام الامم المتحدة الى quot;الهدوءquot; وquot;الحوارquot; واعرب البيت الابيض عن quot;القلقquot; حيال مجرى الاحداث. كما اعتبرت منظمة العفو الدولية ان تصريحات اردوغان quot;ستفاقم العنفquot;.

واشارت الحصيلة الاخيرة التي نشرتها نقابة الاطباء الاتراك الثلاثاء الى مقتل اربعة اشخاص منذ انطلاق الاحتجاجات في البلاد هم ثلاثة متظاهرين وشرطي فيما اصيب حوالى 5000 بجروح من بينهم العشرات اصاباتهم خطيرة.