ما كاد حسن نصرالله يختفي عن الشاشة التلفزيونية التي يخطب منها، حتى تلقت مدينة طرابلس وابلًا من الصواريخ، أطلقها مقاتلون سوريون، ردًا على خطاب أكد فيه أن القصف لا يأتي من عرسال، وأنه سيجد حلًا لهذه المسألة.


لوانا خوري من بيروت: بعد ساعات قليلة من خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله، سقطت تسعة صواريخ على مدينة بعلبك، وتحديدًا في منطقة الكيال، من الجانب السوري.
وأفادت مصادر أمنية أن أحد هذه الصواريخ سقط قرب منزل الشيخ حسن شمص، وأدى الى سقوط جريحين. كما أصيبت منال سليمان رمضان بعد سقوط صواريخ قرب منزلها في منطقة البساتين.

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أفادت عن سقوط خمسة صواريخ على مدينة بعلبك في منطقة الكيال من الجانب السوري، وتلتها أربعة أخرى.

ردًا على نصرالله

وقالت قناة المنار، الناطقة باسم حزب الله، إن انفجار الصواريخ ادى إلى اضرار في منزل الاسير المحرر من السجون الاسرائيلية سليمان رمضان، حيث سقط صاروخ بالقرب منه، فتحطم زجاج منزل رمضان واصيبت ابنته بجروح طفيفة. كما نقلت المنار عن مصادر أمنية تأكيدها أن هذه الصواريخ مصدرها سهلات غبّش، وهي تبعد عن بلدة عين الجوزة البقاعية الحدودية مع سوريا نحو ثمانية كيلومترات، في اعالي سلسلة الجبال الشرقية الحدودية من الجانب السوري.

وفي رد آخر على خطاب نصرالله، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن مقاتلين من جبهة الاصالة والتنمية في ريف حلب الغربي قصفوا بصاروخ غراد بلدة الفوعة التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية, وبأنهم قالوا إن هذا القصف هو رد على خطاب نصرالله.

وكان نصرالله في خطابه أمس دعا العقلاء والعلماء والوجهاء في بعلبك الهرمل إلى قطع أي مسعى للفتنة، خصوصًا بعدما شاع أن الصواريخ التي تسقط في بعلبك تنطلق من بلدة عرسال الحدودية، المعروفة بمناصرتها للثوار السوريين.
وقال نصرالله إن مصدر الصواريخ ليس من بلدة عرسال السنية وإنما الجماعات المسلحة من داخل الأراضي، واعدًا بأنه سيجد حلًا لهذه المسألة.

تمرد خارجي

وفي رد فعل رسمي على القصف الذي طال بعلبك، شدد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان على وجوب قيام الجيش اللبناني بملاحقة مطلقي الصواريخ، معتبرًا أن مثل هذه الاعمال التي تطاول المناطق اللبنانية الامنة مرفوض من أي جهة أتت، quot;وسيكون موضع ملاحقة من الدولة اللبنانية لردع القائمين بها والحفاظ على أمن المواطنين اللبنانيين في المناطق كافةquot;.

ويأتي هذا التشديد من جانب سليمان بعدما توعد القوات السورية بالرد، إثر الغارة الجوية التي نفذتها مروحيات سورية على وسط بلدة عرسال.

وكانت هذه المسألة خلقت جوًا من التوتر بين سليمان ووزير الخارجية عدنان منصور، لامتناعه عن تقديم شكوى إلى مجلس الأمن وإلى جامعة الدول العربية ضد النظام السوري بسبب هذه الغارة. فقد اكدت مصادر في الخارجية اللبنانية للمنار أن لا إبلاغ ولا شكوى ضد سوريا، لا إلى الجامعة العربية ولا إلى مجلس الامن الدولي، وأن الملف عولج ضمن القنوات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا. إلا أن تقارير أخرى نقلت انزعاج سليمان من موقف منصور، الذي عده تمردًا على الشرعية اللبنانية.

وبسبب هذا التمرد، تحركت رئاسة الجمهورية باتجاه السفير نواف سلام، مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة، الذي يتحضر لاتخاذ الخطوات المطلوبة في اطار المنظمة الدولية، بعد مشاورات بين سليمان ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.