يقوم العاهل الأردني بزيارة إلى بريطانيا اليوم لإجراء محادثات مع المسؤولين البريطانيين. وتتزامن زيارة الملك عبدالله الثاني إلى لندن مع اختتام فعاليات قمة الثماني، وسط انقسام حاد حول الأزمة السورية بين روسيا من جهة والغرب من جهة أخرى.


عمّان: يطير العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى لندن اليوم الثلاثاء في زيارة عمل يجري خلالها محادثات مع القادة البريطانيين وبصفة خاصة رئيس الحكومة ديفيد كاميرون ووزير الخارجية وليام هيغ، كما يلقي محاضرة في كلية الدفاع البريطانية، وهي محاضرة سنوية معتادة له.

ومحادثات الملك عبدالله الثاني في لندن تكتسب أهمية خاصة وquot;بالغة الدقةquot; في الوضع الراهن كونها تتزامن مع قمة الثماني التي تختم فعالياتها اليوم في ايرلندا الشمالية ببيان ختامي وسط انقسام حاد حول الأزمة السورية بين روسيا من جهة والغرب من جهة أخرى.

على أن قادة مجموعة الثماني رغم هذه الاختلافات اتفقوا على الخطوط العريضة لوقف تصاعد الأزمة، وخصوصًا quot;ضرورة وقف العنف والمضي قدمًا لعقد مؤتمر جنيف 2 للسلام.

وسيستمع الملك عبدالله الثاني إلى إيجاز من كاميرن ووزير خارجيته عن نتائج القمة، وهو من جانبه سيعرض، كقائد لبلد يجد نفسه في قلب الصراع وكجار لسوريا ويتأثر سلبًا وإيجابًا جراء ذلك، موقفه من تداعيات الأزمة.

ووسط quot;زوابع وأعاصيرquot; وquot;أجندات واقتراحات وتحركاتquot; كثيرة ومتباينة من مختلف الأطراف، يجد الأردن نفسه في موقف quot;لا يحسد عليهquot;، فإن قرار الكبار لمواجهة نظام بشّار الأسد ومحاصرته بمنطقة عازلة أو حظر جوي سيجد الأردن نفسه منخرطًا في العملية نظراً للبُعد الجيوستراتيجي وجواره من سوريا جنوباً.

وفي الوقت الذي يجري فيه الحديث عن دور للأردن في أية إجراءات ضد سوريا، فإنه رغم النفي الرسمي المستمر من جانب عمّان للانخراط في أي دور، فإن الملك عبدالله الثاني اعترف ضمنيًا في خطاب له يوم الأحد بذلك، فهو قال: quot;أما بالنسبة للتحديات الإقليمية، وأهمها الآن الأزمة في سوريا الشقيقة، فقد فرضت علينا معطيات صعبة جداً، ولكنها أصعب بكثير على الأشقاء السوريين، وخاصة الذين أجبرتهم الظروف على ترك بيوتهم وأرضهم ونزحوا إلى دول الجوارquot;.

يذكر أن الولايات المتحدة أعلنت قبل أيام أن صواريخ (باتريوت) التي بدأ نشرها في الأردن إضافة إلى مقاتلات (إف 16) ستظل في الأردن بعد انتهاء مناورات (الأسد المتأهب) التي تجري حاليًا بمشاركة 15 دولة على الأراضي الأردنية.

حماية أنفسنا

وأكد الملك عبدالله الثاني في هذا المجال أن مسؤولية الأردن تجاه أشقائنا هي مسؤولية أخلاقية، quot;حيث تطورات الأوضاع ترتب علينا مسؤوليات وتضحيات كبيرةquot;.

وقال الملك: quot;في كل تعاملنا مع الأزمة السورية، كانت حماية مصالح الأردن وشعبنا العزيز هي هدفنا الأول والأخيـر. أما إذا لم يتحرك العالم، ويساعدنا في هذا الموضوع كما يجب، أو إذا أصبح هذا الموضوع يشكل خطراً على بلدنا، فنحن قادرون في أية لحظة على اتخاذ الإجراءات التي تحمي بلدنا ومصالح شعبناquot;.

أما على الصعيد السياسي لحل الأزمة السورية، قال العاهل الهاشمي: نحن نعمل بكل إمكانياتنا بالتعاون والتنسيق مع الأشقاء العرب، والمجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، وروسيا، والدول الأوروبية من أجل إيجاد حل سياسي يحافظ على وحدة سوريا واستقرارها، ويضمن عمل مؤسسات الدولة السورية في رعاية مواطنيها، لتشجيع الإخوة اللاجئين السوريين، ليس في الأردن فقط بل في جميع دول الجوار، على العودة إلى بلدهم.

ومن جهة ثانية، العمل من أجل توفيـر الدعم المالي الدولي لتكاليف استضافة هؤلاء اللاجئين.