تحدّث خبراء سياسيون إلى quot;إيلافquot;، عن السيناريوهات المتوقعة ليوم 30 حزيران (يونيو) في مصر، اذ ينتظر بعضهم تدخل العسكر لتولي مقاليد الحكم من جديد في حال كانت التظاهرات ضد الاخوان شاملة ورافقها عنف شديد وقتلى.


أحمد قنديل من دبي: قال خبراء وباحثون سياسيون ومصريون مقيمون في دولة الإمارات، إن مظاهرات 30 حزيران (يونيو) 2013 التي تنظمها المعارضة المصرية وحركة quot;تمردquot; في كل المحافظات المصرية، تمثل الفرصة الاخيرة لتلك القوى وكل الشعب المصري للإطاحة برئيس الجمهورية المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين، وإبعاده عن سدة الحكم واسقاط جماعته التي تسعى إلى التوغل في مفاصل ومؤسسات الدولة وتعمل على أخونتها بكل شراسة.
وأضافوا لـquot;إيلافquot; أن نظام الإخوان في مصر شارف على نهايته، وأن الجيش ينتظر الدعم الشعبي ونزول ملايين المصريين المعارضين لاستمرار مرسي في الحكم، للانقلاب عليه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. مبينين quot;أن 30 يونيو قد يكون يوم القضاء على الاخوان، تحت عنوان ثورة الكهرباء والمياه والبنزينquot;.

عودة الجيش
قال الباحث السياسي محمد فتحي إن هناك مجموعة من العوامل ستحدد نجاح تلك المظاهرات في تحقيق هدفها وهو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ما يؤدي إلى عودة الجيش إلى تولي مقاليد الأمور وتسييرها دون أن يحكم موقتًا، أي عبر تشكيل مجلس رئاسي مدني موقت، وهي نزول ملايين المصريين للاحتجاج والاعتصام في شوارع وميادين كافة المحافظات وتزايد حالات الغضب الشعبي واستمرار الاعتصامات وتماسكها، فضلاً عن اتساع دائرة العنف، وما قد يصاحبها من سقوط قتلى وسفك غزير للدماءquot;. موضحًا أن كل هذا سيدفع إلى تدخل الجيش لمنع انهيار الدولة ودخولها في دائرة الحرب الاهلية.
وأشار إلى أن فشل مظاهرات 30 يونيو في إسقاط الرئيس مرسي يعني سيطرة الإخوان على الدولة بشكل تام، وتحويلها معتقلًا كبيرًا لكل من يخالفهم.

كل طرف يريد القضاء على الآخر
أما الخبير والباحث السياسي محمد عبدالحليم، فيتوقع نزول ملايين المصريين في 30 يونيو للمطالبة باسقاط نظام الاخوان المسلمين، بعد تردي الأوضاع المعيشية والانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه والنقص الدائم في البنزين والسولار، في أغلبية المناطق وتعطيل الحياة اليومية للمواطنين.
إلى جانب الاعتراض على ما قام به الاخوان من تقسيم للدولة وزرع الفتنة بين ابناء الشعب الواحد، quot;مسلمين ومسيحيينquot;، وليبراليين واسلاميينquot;، وquot;سلفيين معتدلين وسلفيين جهاديينquot;.
وأضاف عبدالحليم أن الكثير من الدماء سيسيل في تلك الأحداث المرتقبة، إما نتيجة حدوث صدامات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، او نتيجة التصادم المتوقع بين المتظاهرين المؤيدين والمعارضين لمرسي في معظم المحافظات في ظل رغبة كل طرف في القضاء على الآخر.

حجم التظاهرات هو المحدد
وعن امكانية نجاح تلك المظاهرات في إسقاط نظام مرسي والاخوان، أوضح عبدالحليم أن ذلك يتوقف على حجم الاحتجاجات المعارضة لمرسي ومدى انتشارها وقدرتها على الصمود لأيام او لأسابيع أو لأشهر في مواجهة نظام الإخوان.
وتابع عبد الحليم أن ذلك يتوقف أيضاً على رغبة الجيش في الاطاحة بمرسي، مبينًا أنه quot;اذا وجد الجيش أن أعداد المظاهرات المناهضة لمرسي هائلة ومنتشرة في البلاد وأن أعداد المتظاهرين المؤيدين لمرسي ضئيلة وغير مؤثرة ولا يمكن مقارنتها بتلك المعارضة، وأن المتظاهرين لن يعودوا إلى منازلهم إلا بعد اسقاط نظام الاخوان، فإنه سيلجأ لممارسة ضغوط هائلة على الرئيس للرضوخ لبعض أو كل مطالب المحتجين، خاصة اذا سقط العديد من القتلى والجرحى جراء الاشتباكات المتوقعة.
وفي حال رفض مرسي، فسيقع صدام مؤكد بينه وبين المجلس العسكري، ما قد يدفع إلى تكرار سيناريو تنحي مبارك، لكن ليس عبر تولي الجيش لمقاليد السلطة كاملة، بل بلجوء المجلس العسكري إلى تشكيل مجلس رئاسي مدني موقت، يتولى إدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية قد لا تتجاوز الـ3 أو 6 أشهر، لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يكون المجلس العسكري هو الضامن لنزاهتهاquot;.
ولفت عبدالحليم إلى أنه لا يتوقع أن يمر يوم 30 يونيو وما يعقبه من أيام مرور الكرام، بل سيكون يومًا مؤثرًا وحاسمًا في تاريخ مصر الحديثة، سواء باسقاط حكم الاخوان أو بتمكينهم من حكم مصر لسنوات طويلة لا تقل عن 20 عامًا، اذا فشلت المعارضة في حشد الشعب ضدهم.

مرسي اخترق الأمن القومي
وأكد الباحث السياسي إبراهيم محمود أن قرار الرئيس محمد مرسي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، ومطالبته حزب الله اللبناني بضرورة سحب مقاتليه، جاء في هذا التوقيت بالذات لإرضاء السلفيين في مصر، وكسب تأييدهم قبل مظاهرات 30 يونيو كي لا ينضموا إلى صفوف المعارضة المطالبة برحيله هو وجماعته عن الحكم.
وتساءل: quot;لماذا لم يتخذ مرسي ذلك القرار منذ فترة عندما قررت الدول الخليجية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع نظام بشار الاسد؟ ولماذا يتخذ مرسي ذلك القرار الآن رغم وجود علاقات قوية بينه وبين حزب الله وايران؟.quot;
وذكر محمود أن quot;كل المعطيات تشير الآن إلى أن الجيش المصري وجهاز المخابرات العامة، على قناعة تامة بعدم القدرة على حماية أمن مصر القومي في ظل استمرار محمد مرسي على رأس الدولة، خاصة بعد اتخاذه قرارات فردية خطيرة، تضر بالأمن القومي وفشله ومؤسسة الرئاسة في التعاطي مع الأزمات الداخلية والخارجية التي تواجهها الدولة ومن اهمها مشروع سد النهضة الاثيوبي، ورفضه التام لهدم الأنفاق التي تربط بين قطاع غزة وسيناء المصرية، وعدم رغبته في إصدار اوامر صريحة بالقضاء على كافة التنظيمات الجهادية الموجودة بكثافة في سيناء، فضلًا عن الشكوك التي تدور حول تورطه وجماعة الاخوان في قضية خطف الجنود المصريين السبعة في سيناء، والسيناريو الغامض الذي رافق عملية الإفراج عنهم دون القبض على الجناة، علاوة على تردي الأوضاع المعيشية في مصر في غياب السولار أو البنزين والانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه عن معظم محافظات الدولة لساعات طويلةquot;.

السيناريو الإيراني
وأوضح السيد عبدالله quot;موظفquot; أنه quot;إذا لم تنجح مظاهرات 30 يونيو في الإطاحة بالإخوان المسلمين من الحكم، سيتعرض المصريون لما لم يشهدوه من قبل حتى في حكم الدول الاستعمارية، لأن جماعة الإخوان إذا نجحت في الخروج من هذه المظاهرات دون خسائر ستحول مصر إلى معتقل وحشي كبير، تتصرف فيه على طريقتها بكل المعارضين وشباب الثورة، وستضيع مصر وسيضيع المصريون وسنصبح دولة دينية قامعة لأي ديمقراطية وشبيهة بإيرانquot;.

إرادة الشعب
وذكرت ليلي السعيد quot;مدرّسةquot; أنه quot;لا توجد أي قوة في العالم تستطيع أن تكسر إرادة الشعب.. فالإخوان أقلية في مصر ولكنهم يحاولون إثبات العكس وتخويف الشعب وإثارة الرعب في نفوس من يرغبون في التظاهر ضدهم بالترويج عبر شيوخ الفضائيات الدينية المنتمية لتنظيمهم غير الشرعي بامتلاكهم أسلحة وميليشيات كبيرة، وأنهم سيحولون مصر إلى بركة من الدماء إذا ما سعت المعارضة الى إسقاط حكم مرسي.. هذا غير صحيح، ولن يقدر الاخوان على فعل شيء في 30 يونيو اذا نزل ملايين الناس ضدهم. وأعتقد أن الجيش سيكون الى جانب الفئة الغالبة من الشعب وسيرضخ لمطالبهاquot;، على حدّ تعبيرها.