أكد جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، أن المتعهد السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن، الذي لا يزال عالقًا في مطار موسكو، بعد تسريبه وثائق الوكالة، يعتزم كشف المزيد من الأسرار التي ما زالت بحوزته، وأن لا حيلة بيد الحكومة الأميركية لمنعه.


قال أسانج المقيم في سفارة الإكوادور في لندن خلال مقابلة تلفزيونية: quot;ليس هناك ما يمكن أن يوقف عملية النشر في هذه المرحلة، وان احترازات كبيرة اتُخذت للتوثق من بقاء سنودن في منأى عن ضغوط أي دولة لوقف عملية النشرquot;.

كانت الوجبة الجديدة من وثائق وكالة الأمن القومي التي سرّبها سنودن لصحيفة دير شبيغل الألمانية وصحيفة الغارديان البريطانية كشفت أن الاستخبارات الأميركية كانت تتجسّس على مكاتب الاتحاد الأوروبي في واشنطن ونيويورك وبروكسل وسفارات دول حليفة، مثل فرنسا وإيطاليا.

أوروبا مصدومة
وأثار ما نشرته الصحيفتان سخط الحلفاء الأوروبيين، الذين لوّحوا بأن ما كُشف يمكن أن يجهض المفاوضات الجارية بشأن اتفاقية تجارة حرة عبر الأطلسي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وقالت مفوضة العدل في الاتحاد الأوروبي فيفيان ريدنغ: quot;إن الشركاء لا يتجسسون على بعضهم البعضquot;، فيما أعرب رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز عن صدمته.

وما زال سنودن، الذي اتهمته السلطات الأميركية بالتجسس، يبحث عن دولة تمنحه اللجوء، مثل الإكوادور. وأكد أسانج أن منظمة ويكيليكس، التي كشفت على موقعها عن آلاف الوثائق المصنفة والبرقيات الدبلوماسية الأميركية، على اتصال بسنودن، وتعمل من أجل ضمان الكشف في نهاية المطاف عمّا في حوزته من وثائق سرية.

وأصبحت منظمة ويكيليكس المحامي الدولي الرئيس المدافع عن سنودن، وعادت المنظمة إلى الواجهة مستثمرة ردود الأفعال الغاضبة على برامج التجسس الأميركية، بما في ذلك التنصت على الاتصالات الهاتفية ومراقبة الانترنت.

البطل والمحامي
وقال أسانج في مقابلة مع شبكة quot;أي بي سيquot; إن سنودن quot;بطل قال لشعوب العالم والولايات المتحدة إن هناك عمليات ضخمة غير قانونية للتنصت على مكالماتهم أكبر من أي شيء حدث في زمن نكسونquot;، في إشارة إلى فضيحة quot;ووترغيتquot;، التي أسقطت الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون في السبعينات. وأضاف أسانج quot;أن أوباما لا يستطيع أن يلتفت مثل نيكسون، ويقول: quot;لا ضرر في ما إذا كان الرئيس هو من يفعل ذلكquot;.

وفي حين أن وزير الخارجية جون كيري ذهب إلى حد القول إن تسريبات سنودن يمكن أن تكلف أميركيين حياتهم، فإن أوباما أشار إلى أنه لن يبذل جهودًا كبيرة من أجل تسليم سنودن إلى الولايات المتحدة لمحاكمته، واصفًا المسؤول عن واحد من أكبر الاختراقات الأمنية في تاريخ الولايات المتحدة بأنه quot;قرصان إلكترونيquot; لا أكثر.

ورغم محاولة أوباما التقليل من تداعيات الكشف عن أسرار وكالة الأمن القومي، فإن مراقبين يرون أنه من المتوقع أن تبقى قضية سنودن وما لديه من أسرار أخرى قد يكشف عنها في مركز اهتمام إدارة أوباما في المستقبل المنظور. وأثار سنودن نقاشًا داخل الولايات المتحدة حول إيجاد توازن بين صيانة الأمن القومي واحترام خصوصية المواطن. وقال أوباما إنه يرحّب بهذا النقاش.

ونقلت صحيفة واشنطن تايمز عن مايكل هايدن المدير السابق لوكالة الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية أن غضب الأوروبيين quot;ليس مبررًا، وأن على زعماء أوروبا أن ينظروا ويروا ما تفعله أجهزتهم قبل أن يحتجواquot;.

لكن هايدن أضاف أن المطلوب من أوباما أن يكشف للأميركيين حجم التجسس الداخلي. وقال هايدن quot;إن علينا أن نفعل المزيد لشرح ما نفعلهquot;.

أوباما وبوتين كلفا رئيسي جهاز الاستخبارات الروسي والإف بي آي تسوية قضية سنودن
إلى ذلك، كلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما رئيسي جهازي المخابرات quot;إف إس بيquot; وquot; إف بي إيquot; في البلدين بتسوية حالة إدوارد سنودن، المستشار السابق لدى الاستخبارات الأميركية اللاجئ في مطار موسكو، بحسب ما أعلن الاثنين مسؤول روسي (التفاصيل).