تتصارع قوميات وهويات عدة في بريطانيا في ما بينها، لتبدو وحدة المملكة البريطانية التي تضم انكلترا وإسكتلندا وويلز على المحك. ويرى كثيرون أن الهوية الانكليزية ستغلب على نظيرتها البريطانية، ويؤيد معظم الانكليز الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.


إنهم الانكليز quot;المتذمّرونquot; quot;الساخطونquot;. وأثبتوا هذا المزاج مرة أخرى في استطلاع أظهر أن غالبية الذين يعتبرون هويتهم وجنسيتهم quot;انكليزيةquot;، وليست quot;بريطانيةquot;، يرفضون الارتباط بالاتحاد الأوروبي، وينظرون بارتياب إلى مواطنيهم الإسكتلنديين.

وقالت غالبية الانكليز، التي تعيش في انكلترا، إن quot;لا خير في الاتحاد الأوروبي وعضويتهquot;، فيما أكد 58 في المئة منهم أنهم سيصوّتون مع الانسحاب منه إذا أُجري استفتاء على عضوية بريطانيا.

وفي عموم بريطانيا، لا في انكلترا وحدها، قال 70 في المئة ممن يعتقدون أنهم انكليز، وليس بريطانيين، أنهم سيصوّتون مع الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

صراع الهويات المزدوجة
كما أظهر الاستطلاع، الذي أجراه معهد أبحاث السياسة العامة وجامعتا كارديف في ويلز وأدنبرة في إسكتلندا، أن صفة quot;البريطانيةquot; تتراجع كإحساس بالهوية بين كثيرين في انكلترا لا يشعرون بأنهم بريطانيون. وفي حين أن الإحساس بالهوية المزدوجة ما زال قويًا في انكلترا، فإن أعدادًا متزايدة يقولون إن الهوية الانكليزية تغلب على الهوية البريطانية.

وتوقع محللون أن تثير نتائج الاستطلاع، الذي شمل أكثر من 3500 شخص يعيشون في انكلترا، قلق رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. فالمعروف أن كاميرون يدعم حملة للحفاظ على وحدة المملكة البريطانية، التي تضم انكلترا واسكتلندا وويلز، قبل الاستفتاء على استقلال إسكتلندا وانفصالها في العام المقبل.

كما وجد الاستطلاع أن هناك علاقة قوية بين معادة الاتحاد الأوروبي ورفض السلطات الواسعة التي تتمتع بها الحكومة الإقليمية في إسكتلندا وويلز.

وتبيّن نتائج الاستطلاع أن الذين يرفضون العضوية في الاتحاد الأوروبي أو يتحفظون إزاءها يعتقدون أيضًا أن إسكتلندا quot;تحصل على حصة أكبر مما تستحقه من الإنفاق الحكوميquot; (72 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع)، وأن النواب الإسكتلنديين في مجلس العموم يجب أن يُمنعوا من التصويت على قوانين لا تعني إلا انكلترا (91 في المئة).

لكن 30 في المئة من الانكليز أبدوا تأييدهم لانفصال إسكتلندا، مقابل 49 في المئة قالوا إنهم يريدونها أن تبقى جزءًا من بريطانيا. كما أظهر الاستطلاع أن نسبة من المشاركين في الاستطلاع يعتبرون أن حزب الاستقلال البريطاني اليميني المعادي للمهاجرين والداعي إلى الانسحاب من الاتحاد الأوروبي هو أفضل quot;المدافعين عن المصالح الانكليزيةquot;.

وقال خبراء إن الاستطلاع يبيّن أن الأحزاب السياسية الرئيسة لم تفعل ما يكفي لمواجهة الأهمية السياسية المتزايدة للمشاعر القومية الانكليزية.

أسهم الانكليزية ترتفع
ونقلت صحيفة الديلي ميل عن مدير معهد دراسات السياسة العامة نك بيرس quot;إن الهوية الانكليزية في صعود، وهي تجد تعبيرها على نحو متزايد بمفردات ترفض الاتحاد الأوروبي والحكم الذاتيquot; في إستكتلندا وويلز. وأضاف بيرس أن الموقف من الاتحاد الأوروبي والموقف من اتحاد انكلترا مع إسكتلندا وويلز quot;موقفان مترابطان، وهما وجهان لعملة واحدة تمثل استياء الانكليزquot;.

وأكد بيرس quot;أن على الأحزاب السياسية الرئيسة أن تراعي الهوية الانكليزية، وتأخذها بجدية، وتجد سبلًا جديدة تتيح لها التعبير السياسي عن نفسهاquot;.

وحذر بيرس من أن الاستمرار في تجاهل هذه الظاهرة أو أسوأ من ذلك إنكارها سيؤدي quot;إلى رد فعل داخل انكلترا ضد المملكة المتحدةquot;.

وقال ريتشارد واين جونز، أستاذ السياسة في جامعة كارديف، الذي شارك في إعداد الدراسة حول نتائج الاستطلاع، quot;يبدو أن الانكليز المغتربين عن أوروبا وعن الأمم الأخرى في المملكة المتحدة، يزدادون تذمّرًا من وضعهم. ولكن الطبقة السياسية البريطانية تبدو عاجزة أساسًا عن الاعتراف بوجود مشكلة، ناهيكم عن اقتراح حلول مناسبة لهاquot;، واصفًا نتائج الاستطلاع بأنها ناقوس إنذار.