قال بسام الدادا إن الجيش الحر نفذ عملية التفجير في الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفًا أحد قياديي حزب الله، لكن لؤي المقداد نفى ذلك جملة وتفصيلًا، مؤكدًا أن لا صلة للدادا بالجيش الحر.

بيروت: بعدما دوّى الانفجار العنيف في بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت، مسفرًا عن جرح 53 مواطنًا بحسب مصادر شبه رسمية، دوّت التصريحات الشعبية في الضاحية، موجّهة أصابع الاتهام إلى أطراف لبنانية، وصفها السكان هناك بأنها أدوات إسرائيلية، تنفذ مخططًا يستهدف المقاومة وبيئتها الحاضنة. ولا يمكن استغراب هذه الردود القاسية، والمغرقة في تشنجها المذهبي، خصوصًا بعدما صرّح بسام الدادا، الذي يعرف عن نفسه بالقيادي في الجيش السوري الحر، قائلًا إن الانفجار في بئر العبد نتج من عملية نفذتها إحدى كتائب الجيش الحر في الضاحية الجنوبية، ستتبناها لاحقًا بشكل رسمي.
وأضاف الدادا لأحد المواقع اللبنانية أن الانفجار استهدف موكبًا قياديًا لحزب الله، قد يكون موكب أمين عام الحزب حسن نصرالله.
إلا أن تصريح الدادا استلزم ردًا سريعًا من لؤي المقداد، الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر، استنكر فيه أولًا تفجير بئر العبد، وحمل المسؤولية عنه ثانيًا لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، بشكل مباشر أو غير مباشر، مؤكدًا: quot;لا علاقة لبسام الدادا بالجيش الحر، وما قاله بشأن التفجير غير صحيحquot;.

إدانة واتهام إسرائيل
وتوجيه الاتهام إلى الجيش السوري الحر ليس جديدًا. فقد وجه الاتهام نفسه حين سقط صاروخان على أطراف الضاحية الجنوبية في أيار (مايو) الماضي، وذلك على خلفية الصراع بين الجيش الحر وحزب الله في سوريا، بعد تورط الحزب في الحرب السورية. وحينها، نفى اللواء سليم إدريس، رئيس أركان الجيش الحر، ضلوع أي كتيبة من كتائب الجيش السوري الحر، في إطلاق الصواريخ على الضاحية الجنوبية.
إلا أن معظم التصريحات المستنكرة لتفجير الضاحية اليوم اتهمت إسرائيل ومخابراتها بالتخطيط للانفجار وبتنفيذه. فقد استنكرت الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار جريمة التفجير، وطالبت الأجهزة الأمنية والقضائية الرسمية بأخذ التدابير اللازمة لمعرفة من وراء هذا الحادث الأليم ومعاقبته. كما اعتبرت أن استهداف اية منطقة في لبنان هو استهداف لكل لبنان، لأن الخلاص يكون للجميع أو لا يكون وبالجميع أو لا يكون.
وأدان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الانفجار، وجدد الدعوة إلى التفاهم والحوار وإلتزام اعلان بعبدا والاقلاع عن مثل هذه الاساليب في الرسائل السياسية، واحترام أمن المواطنين اللبنانيين مهما بلغت حدة الخلاف السياسي. واستنكر النائب قاسم هاشم من تكتل التغيير والاصلاح الانفجار، لافتًا إلى أن هذا العمل الاجرامي الذي يستهدف الاستقرار الوطني العام محاولة واضحة لاستكمال مشروع إثارة الفتنة التي لا تخدم الا مصلحة العدو الاسرائيلي، أيا تكن الادوات التي نفذت هذا الاعتداء. وأضاف: quot;ما جرى اليوم هو الانذار الذي يحتم على اللبنانيين بكل مكوناتهم الانتباه والحذر مما ينتظرنا في هذا الوطن اذا ما استمر المناخ الموتور الذي يلف الواقع السياسي، لأن الامن والاستقرار هو مناخ سياسي قبل ان يكون اداة وآلة عسكريةquot;.
أما أكد النائب عن حزب الله علي عمار، فقال من موقع الانفجار في بئر العبد: quot;ليس غريبًا على الضاحية حاضنة المقاومة أن تستهدف بمثل هذه الاعمال الدنيئة والخبيثة، التي تتضح من خلالها بصمات اسرائيلquot;.