رغم الوعود الأميركية بتسليح المعارضة السورية لمواجهة الجيش النظام إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن بحسب روايات قادة الثوار، وينقسم الكونغرس حيال هذه المسألة خشية وقوع هذه الاسلحة بيد جماعات متطرفة بعد سقوط الأسد.


مر أكثر من شهر على إعلان البيت الأبيض عن تعزيزه المساعدات والأسلحة التي سيقوم بمنحها للمعارضة السورية، إلا أن قادة الثوار أوضحوا أنهم لم يشاهدوا ما يدل على أن تلك الأسلحة الأميركية قد دخلت البلاد بالاتساق مع بدء تحول الأمور لصالح نظام الرئيس بشار الأسد، وهو ما أثبتته المتغيرات الحاصلة على أرض الواقع.
وفي الوقت الذي لم تتضح في الأسباب التي وقفت وراء هذا التأخير، فقد أشار مسؤولو الإدارة الأميركية إلى أنهم سيتفحصون الجماعات الثورية لضمان عدم وصول الأسلحة في نهاية المطاف إلى أيدي قوى المعارضة الموالية لتنظيم القاعدة.
وتقوم القوات الموالية للرئيس الأسد في غضون ذلك بفرض ضغوط على الثوار في حمص، تلك المدينة الإستراتيجية التي توفر خطوط إمداد إلى دمشق من البحر المتوسط.
ونقلت في هذا الإطار صحيفة يو إس إيه توداي الأميركية عن إليزابيث أوباغي، المحللة لدى معهد دراسة الحرب، قولها: quot;إن تمكنت قوات النظام من إحكام سيطرتها على ثالث أكبر المدن السورية، فإنها ستترك خطوط إمداد النظام بلا منازعquot;.
وجاءت تلك التطورات بعد قيام قوات النظام مدعومة بعناصر تابعة لحزب الله بإخراج الثوار من مدينة القصير قرب الحدود اللبنانية. وكان البيت الأبيض قد أعلن الشهر الماضي أنه سيتقدم بدعم مباشر للأجنحة العسكرية والمدنية للمعارضة في سوريا بعدما خلص إلى أن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد استعانت بأسلحة كيميائية.
وأشار المسؤولون إلى أن هذا الدعم سينطوي على أسلحة نظراً لأن استعانة الأسد بالأسلحة الكيميائية تعد تجاوزاً quot;للخط الأحمرquot;. فيما عبّر قادة الثوار عن شكواهم من أنهم لم يتحصلوا على الأسلحة الأميركية حتى الآن، وهو ما أكدته إليزابيث أوباغي.
وقال مايكل روبن المحلل لدى معهد اميركان انتربرايز: quot;البرنامج مخيب للآمال ولم يتم الانتهاء منه حتى الآنquot;. ولم يعلق البيت الأبيض بشكل مباشر عن الأسباب التي تقف وراء هذا التأخير، واكتفى بالتأكيد على أنه ملتزم بتقديم المساعدات للثوار.
وفي المقابل، أوضح محللون أن جيش الأسد يحظى بدعم عناصر من حزب الله، وأنه يتعلم على ما يبدو من أخطائه. وقال جيرمي بيني المحرر لدى مجلة آى إتش إس جينز الدفاعية الأسبوعية quot; هناك أدلة متزايدة على أن السوريين يتحسنون مع الأسلحة المجمعة ( في إشارة من جانبه للاستخدام المتناغم للقوات البرية والدعم من الطائرات والمدفعية ). وبدأ يستعين الجيش السوري بالمشاة إلى جانب الدباباتquot;.
ولفت بيني في السياق عينه أيضاً إلى أن القوات المسلحة السورية تؤسس كذلك ميليشيات محلية يمكنها استخدامها في إحكام السيطرة على المناطق التي تم إخلائها، وهو ما يجعل للجيش مطلق الحرية كي يتنقل أينما أراد. وأشارت تقارير مؤخراً إلى أن الثوار نجحوا في الحصول على أسلحة روسية وصينية الصنع وسط حالة من الغموض بخصوص الآلية التي تحصلوا من خلالها على تلك النوعية من الأسلحة.
ورغم رفض خالد صالح، المتحدث باسم المعارضة، التعليق بشكل علني على الدعم الأميركي، إلا أنه أكد أن الثوار بحاجة إلى أنظمة مضادة للطائرات وأنظمة مضادة للدروع. وشدد محللون على أن الدعم الأميركي قد يساعد في تدريب المجموعات الثورية ويشجع على التنسيق، في حين يمتلك الثوار إمدادات كافية من الأسلحة الصغيرة.