يستمر القتال عنيفًا بين الإسلاميين والأكراد في عدد من قرى الرقة والحسكة، أوقع 17 قتيلًا وعشرات الجرحى، وينذر بنشوب صراع عرقي قومي بين العرب والأكراد.


بيروت: الصدامات العسكرية مستمرة بين الأكراد والمسلحين الاسلاميين لليوم الثامن على التوالي، وقد تحولت إلى اشتباكات ضارية في الحسكة بالشمال السوري، ما أسفر عن مقتل 17 مقاتلًا من الطرفين، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الأربعاء.

واضاف المرصد أن المسلحون الأكراد تمكنوا من طرد مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة من عدد من القرى بالرقة والحسكة، بعدما اخرجوهم في 23 تموز (يوليو) من مدينة راس العين الحدودية مع تركيا.

انشقاقات

القرى مختلطة بين العرب والأكراد في الرقة، ما ينذر بصراع قومي عرقي، خصوصًا أن التشنج المتصاعد زاد من عمق الهوة بين الطرفين، ما دفع بمقاتلين من لواء جبهة الاكراد التابع للجيش الحر للانضمام إلى وحدات حماية الشعب التابعة تنظيميًا لحزب الاتحاد الوطني الكردي، وبمقاتلين من كتائب اخرى في الجيش الحر للانضمام إلى النصرة.

من هذه القرى قرية مشرافة جنوب رأس العين، التي أكد المرصد اندلاع اشتباكات عنيفة فيها بعد منتصف الليل الماضي بين مسلحين من وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلين من الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، بعدما شن الاسلاميون هجومًا على حاجز مشترك لوحدات حماية الشعب وقوات الشرطة الكردية.

وأفاد المرصد ظهر اليوم الأربعاء بأن المعارك في هذه القرية مستمرة، إلى جانب معارك أخرى في قرى تابعة لناحية جل آغا المعروفة بالجوادية، أسفرت عن مقتل اربعة مقاتلين اكراد واصابة ستة اخرين بجروح، ومصرع ما لا يقل عن 13 مقاتلًا من الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة ومقاتلين آخرين معهم واصابة اكثر من عشرة بجروح.

كما قال المرصد إن رجلًا فجّر نفسه فجر اليوم في سيارة مفخخة على حاجز للشرطة الكردية ببلدة الذخيرة، التي تبعد نحو كيلومتر واحد عن جل آغا، ما اسفر عن مصرع عنصرين من الشرطة.

تل أبيض

وكان المرصد أفاد أمس الثلاثاء بأن تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية شن هجومًا مباغتًا على منطقة تل أبيض في الرقة، مستهدفًا الأكراد، بعدما رفضوا مبايعة أمير الدولة أبو مصعب، الذي اعتقله مسلحون أكراد الاثنين ليفرجوا عنه لاحقًا في صفقة لتبادل أسرى بين الطرفين.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن عضو لجان التنسيق المحلية في سوريا ميرال برودا إن العديد من القرى الكردية في تل أبيض تتعرض للقصف بقذائف المدفعية، وإن دولة العراق والشام الإسلامية خيرت الأكراد عبر مآذن الجوامع ومكبرات الصوت بين مغادرة المدينة فورًا أو مبايعة أمير الدولة، واعتقلت 60 كرديًا على حواجزها المنتشرة في تل أبيض.

وأضاف: quot;انتقال الصراع في مناطق الرقة وجوارها من صراع بين التيار العلماني والتيار المتطرف إلى صراع بين الأكراد والعرب أمر خطير جدا وسيضر بالثورة كثيرًاquot;. وأكد المرصد وصول تعزيزات إلى مقاتلي النصرة ودولة العراق والشام الإسلامية من بوابة تل أبيض الحدودية ومن مدينة الرقة، وتعرض الأحياء الكردية في تل أبيض لعمليات سلب من قبل بعض الكتائب المعارضة.

ووردت أنباء تتحدث عن قيام جبهة النصرة ودولة العراق والشام الإسلامية بقصف قرى يابسة وتل فندر وتل أخضر وسوسك. ونقلت تقارير صحفية عن أحد قادة حركة أحرار الشام الإسلامية تأكيده أن القتال موجه ضد فصيل كردي معين، هو حزب الاتحاد الديمقراطي المتحالف مع النظام، وليس ضد الأكراد.