عبّر اسرائيليون عن غضبهم بعد إفراج حكومتهم عن 26 سجينًا فلسطينيًا كانوا يقضون أحكامًا بالسجن معظمها مدى الحياة، وهي خطوة وافقت عليها الحكومة الإسرائيلية مقابل عودة الفلسطينيين إلى مباحثات السلام.

القاهرة: اندلعت حالة من الغضب الشديد في إسرائيل، عقب الإفراج في وقت متأخر من ليلة أمس عن 26 سجيناً فلسطينياً، خاصة وأن كثيرين منهم مدانون بقتل مدنيين إسرائيليين ومتعاونين فلسطينيين مشتبه بهم.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إن الحافلات التي تقل السجناء غادرت سجن ايالون وسط إسرائيل ليلة أمس، نصفها ذهب للضفة الغربية والنصف الآخر لقطاع غزة.
وذكرت تقارير صحافية أن ذلك القرار تسبب في حدوث حالة من الغضب في إسرائيل، خاصة بين أقرباء هؤلاء الأشخاص الذين قتلوا في الهجمات الفلسطينية.
وبالاتساق مع ذلك، كان يتم التخطيط لتنظيم احتفالات في الأراضي الفلسطينية، حيث ينظر للسجناء على أنهم أبطال قدموا تضحيات شخصية في الصراع من أجل الاستقلال.
واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن هؤلاء الأسرى المطلق سراحهم، ثم قاموا بعدها بوضع اكليل من الزهور على قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات. وهنأ عباس السجناء المفرج عنهم عبر كلمة مقتضبة وأكد أنه لن يستريح إلا أن يتم إطلاق سراح جميع السجناء. ومعروف أن هناك ما يقرب من 4500 فلسطيني في السجون الإسرائيلية. وأضاف quot; أنتم فقط البداية وسيتم الإفراج لاحقاً عن الباقينquot;.
وجاء هذا الإفراج كجزء من اتفاق تم بوساطة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، من أجل دفع إسرائيل والفلسطينيين مرة أخرى للعودة إلى طاولة المفاوضات لإجراء محادثات سلام بين الطرفين سبق وأن تمت عرقلتها بشكل كبير منذ عام 2008.
وتحدثت صحيفة الدايلي ميل عن مشاعر الغضب الجمة التي سادت الأجواء في إسرائيل عقب اتخاذ القرار الخاص بإطلاق سراح هؤلاء المساجين، الذين ينظر إليهم كثير من الإسرائيليين على أنهم quot;إرهابيونquot;، خاصة وأن معظمهم كانوا مدانين في جرائم قتل مدنيين إسرائيليين، وجنود ومتعاونين فلسطينيين مشتبه بهم، في الوقت الذي سبق أن تورط فيه آخرون في محاولات خاصة بالقتل والاختطاف.
هذا ويبدأ الإسرائيليون والفلسطينيون محادثات في مدينة القدس، في أعقاب جولة تحضيرية تم إجراؤها في واشنطن قبل أسبوعين. وكان يرفض الجانب الفلسطيني استئناف المفاوضات مع نظيره الإسرائيلي، إلا بعد وقف نشاطه الاستيطاني في الأراضي التي يريدها المواطنون الفلسطينيون لبناء دولتهم في المستقبل.
وبعد ست زيارات إلى المنطقة، نجح كيري في إقناع الرئيس أبو مازن بالتخلي عن موضوع المستوطنات كشرط لإجراء المفاوضات، وذلك من أجل البدء في عملية التفاوض. وفي المقابل، وافقت إسرائيل بدورها على إطلاق سراح هؤلاء الأسرى.
وقالت المسؤولة الفلسطينية البارزة، حنان عشراوي، إن خطط الاستيطان الخاصة بإسرائيل تمثل صفعة على وجه الفلسطينيين وكيري. وأكملت تصريحاتها بالقول :quot; فتلك الخطط لا تمثل فحسب تخريباً متعمداً للمحادثات،بل تدميراً بالفعل للنتيجةquot;.