اعتبر معارضون سوريون أن مجرد التفكير في الذهاب إلى جنيف - 2، بعد مجازر النظام واستخدامه السلاح الكيميائي بحق المدنيين العزل، هو خيانة عظمى، في حين اعتبر آخرون أن النظام يوجه عبر مجازره رسالة للعالم مفادها بأن لا خيار الا الحرب حتى آخر سوري.


رأى سمير العيطه، عضو المنبر الديمقراطي السوري، أن الجرائم التي ارتكبت من قبل النظام مروّعة مهما كان نوع السلاح المستخدم. وقال لـquot;إيلافquot; إن ما حصل في ريف دمشق أمس للأطفال والأهالي العزل في سوريا يندى له كل جبين. وأشار إلى أن هذا الجنون يجب أن يدفع جميع السوريين إلى التوحد لإيقاف هذه الحرب التي تقتل السوريين وسوريا كوطن.

واعتبر أن استخدام النظام السلاح الكيميائي ومقتل ما يقارب من 1600 سوري هو نقلة نوعية في الإجرام، تذكر كثيرًا بما حدث حين أتى المراقبون العرب ثم الدوليون، ويحمل في مضمونه رسالة أن لا خيار إلا الحرب حتى آخر سوري.

جنيف-2 خيانة عظمى

ودعا مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق كتائب وألوية الجيش الحر للتوحد ونبذ الخلافات، وتصعيد الهجوم على قوات النظام السوري، بعد المجازر التي قام بها الأربعاء. واعتبر المجلس في بيان له أن المجازر الكيميائية هي دليل على استحقار النظام لمجلس الأمن ولجمعيات حقوق الإنسان ولأي عمل سياسي.

وحمّل البيان داعمي النظام مسؤولية هذه المجازر أمام المحاكم بالتساوي مع هذا النظام. ورأى المجلس أن مجرد التفكير في أية مفاوضات سياسية في جنيف-2 مع هذا النظام وأعوانه خيانة عظمى.

إلى ذلك، دعا التجمع الوطني الحر للعاملين في الدولة، وهو تجمع للمنشقين عن النظام السوري، كل شعوب العالم إلى اتخاذ موقف تعبر من خلاله عن رفضها لهذه الوحشية الهمجية التي تتحدى الضمير الإنساني كله.

وطالب التجمع الهيئات الرسمية العربية والدولية بالعمل السريع لوضع حد لهذا التحدي، الذي يعبر عنه نظام الأسد في تصميمه على إبادة الشعب السوري، مستخدمًا كل أنواع الأسلحة بما فيها تلك المحرمة دوليًا، quot;وقد بات شعبنا يشعر بالخذلان من هشاشة المواقف الدولية، التي كثيرًا ما تكتفي بالإدانة والشجب، وتطلق التصريحات النارية التي تحذر مما تسميه خطوطًا حمراء، وبات نظام الإجرام يسخر منها وهو يراها تتحول إلى مادة تنفيس يستخدمها الإعلام للاستهلاك وتمرير الوقت، على الرغم من كونها تصدر عن قادة كبار في العالمquot;.

قانون حماية المدنيين

ناشد هاشم سلطان، عضو الائتلاف العلماني الديمقراطي السوري، المجتمع الدولي التدخل الفوري لحماية المدنيين السوريين واستخدامه كافة الوسائل لذلك، بما فيها التدخل العسكري. وقال: quot;النظام الأسدي المجرم في سوريا لن يسقط إلا كما سقط مثيلاه نظام الديكتاتور صدام حسين في العراق ونظام القذافي في ليبياquot;.

واعتبر الائتلاف العلماني في بيان، تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، أن فشل المعارضة السورية، لا سيما الائتلاف الوطني، في القيام بمسؤوليتها وواجباتها إزاء الشعب السوري، ووقوعها ضحية ازمات مكوناتها البنيوية، وتأخرها في طلب تدخل المجتمع الدولي وتحميله مسؤولية حماية المدنيين السوريين، ثم عجزها عن إتباع تقنيات سياسية ومنهجيات عمل تدفع إلى هذا التدخل، هذا الفشل ساهم في إدخال الوضع السوري في نفق معتم، يضج بالمجازر الواحدة تلو الأخرى، من دون أي أفق لخلاص أو أمل بنهاية.

وأضاف البيان: quot;رغم ذلك، على الائتلاف الوطني في هذه المرحلة، وبعد هذا الإجرام غير المسبوق للنظام، أن يتحرك فورًا عبر بعض الدول العربية والدولية التي تعترف به ممثلًا للشعب السوري، للمطالبة وبدون أي تحفّظ أو مواربة بالتدخل العسكري السريع من خارج مجلس الأمن، ومن خلال التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة بتطبيق قانون مسؤولية حماية المدنيين للجم النظام، بإقامة حظر جوي وتدمير مواقعه العسكرية والضغط بهذا الاتجاه من دون إبطاءquot;.