فيما تباحث اوباما مع كبار مستشاريه حول طرق الرد على استخدام الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق، يجتمع الأحد قادة جيوش الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الرئيسيين وتركيا والسعودية وقطر لمناقشة الوضع في سوريا.
في إطار مشاورات اللحظة الأخيرة قبل قرار الحسم الوشيك في شأن الأزمة السورية، والذي يبدو أنه عسكرياً، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما تلقى quot;عرضًا مفصلاً لمجموعة من الخيارات المحتملةquot; من كبار مستشاريه يوم السبت بخصوص كيفية رد الولايات المتحدة وحلفائها على هجوم مزعوم بأسلحة كيميائية لقوات الحكومة السورية.
ويبدو أن الهجوم الارهابي بالكيميائي على المدنيين في ريف دمشق أدى إلى تسريع أي خيار عسكري في الأزمة السورية.
وذكر البيت الأبيض أن أوباما تحدث أيضًا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حول سوريا واتفقا على التشاور بشأن quot;الردود المحتملة من جانب المجتمع الدوليquot;.
ولم يكشف البيت الأبيض عن تفاصيل بخصوص الخيارات التي تجري دراستها، ولم يقدم أي إشارة إلى الإطار الزمني الذي قد يتخذ فيه اوباما قراراً بشأن هذه القضية.
وكان اجتماع مطول، جزء منه عبر قناة فيديو مغلقة، عقده مستشارو الأمن القومي الأميركي مع الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض يوم السبت لبحث الخيارات المتاحة للرد على مزاعم استخدام الحكومة السورية أسلحة كيميائية الأسبوع الماضي.
وعارض أوباما التدخل في الحرب الأهلية المستمرة منذ اكثر من عامين في سوريا والتي وصفها بأنها quot;مشكلة طائفية معقدةquot;، وكان أوباما قال قبل عام إن الولايات المتحدة ستعتبر الأسلحة الكيميائية quot;خطاً أحمرquot; ويتعرض الآن لضغوط من أجل اتخاذ إجراء.
وشارك كل من وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاغل الموجودين في آسيا في الاجتماع عبر دائرة اتصال مغلقة.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض: quot;لدينا مجموعة من الخيارات متاحة وسنتصرف بتأنٍ حتى نتخذ قرارات تتسق مع مصالحنا القومية وتقييمنا لما يمكن أن يساعد على تحقيق أهدافنا في سوريا.quot;
اجتماع قادة الجيوش
وإلى ذلك تبدأ الأحد اجتماعات قادة جيوش الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الرئيسيين وتركيا والسعودية وقطر لمناقشة الوضع في سوريا. وكان أول الواصلين السبت رئيس الأركان القطري الفريق غانم الشاهين الغانم.
والاجتماع الذي يجري الاعداد له منذ شهرين سيكون الثالث الذي يعقده قادة الجيوش هذا العام بشأن سوريا، لكن الاجتماع نال أهمية جديدة بعد تقارير عن هجوم بأسلحة كيميائية قرب دمشق الأسبوع الماضي أدى إلى مقتل المئات.
وقال مصدر عسكري أردني إن من المتوقع أن يحضر الاجتماع قادة جيوش الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا بالإضافة إلى قادة جيوش كل من تركيا التي يمتد الصراع إلى حدودها، والسعودية وقطر اللتين تدعمان المعارضة السورية.
وأضاف المصدر قائلاً quot;يأتي الاجتماع في إطار استمرار التنسيق الأمني والعسكري والسياسي الجاري لتقييم الأحداث الجارية في سوريا وانعكاساتها على الأمن في المنطقة بشكل عام.quot;
وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية قال إن القيادة الوسطى الأميركية والقوات المسلحة الأردنية تستضيفان المحادثات الدفاعية الإقليمية التي ستعقد في الفترة من 25 إلى 27 أغسطس آب، وأن المؤتمر مقرر عقده منذ يونيو حزيران.
الهجوم الكيميائي
وحسب تقرير لـ(رويترز) فقد زاد الهجوم الكيميائي يوم الأربعاء الذي أشارت تقارير إلى أنه أسفر عن سقوط ما يتراوح بين 350 و1000 قتيل أو اكثر الضغوط من أجل تدخل خارجي في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من عامين.
وقالت الولايات المتحدة إنها تعيد تمركز قواتها البحرية في البحر المتوسط بما يتيح للرئيس باراك اوباما خيار توجيه ضربة عسكرية لسوريا رغم أن مسؤولين قالوا إن اوباما لم يتخذ أي قرار بشأن عمل عسكري.
ولواشنطن بالفعل مقاتلات إف 16 وصواريخ باتريوت متمركزة في الأردن الذي استقبل حوالي ربع اللاجئين السوريين الذين فروا إلى الخارج، والبالغ عددهم مليونين، وتدرس تزويد الأردن بطائرات استطلاع للمساعدة في مراقبة الحدود مع سوريا.
وقال مصدر عسكري أوروبي إن الأحداث في دمشق أعطت الاجتماع أهمية جديدة.
وتابع قائلا: quot;كنا نتوقع أن نتحدث بشكل اساسي عن تحقيق الاستقرار في الأردن... لكن سوريا ستسيطر على الاجتماع. الأمر كله فعليًا في انتظار الأميركيين، وما سيقررون أنهم يرغبون في عملهquot;.
التعليقات