تحادث السلطان قابوس مع الرئيس الإيراني حسن روحاني حول تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن تبادل وجهات النظر بشأن أهم القضايا الاقليمية والدولية.


أجرى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، الأحد، محادثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني فور وصله الى طهران في ثالث زيارة لإيران كانت أولاها في عهد الشاه السابق والثانية في عهد أحمدي نجاد، وهو أول زعيم عربي يلتقي روحاني منذ انتخابه.
يذكر أن السلطان قابوس حافظ طوال السنوات الماضية على علاقات متوازنة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعكس دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.
وقامت سلطنة عمان التي تطل على مضيق هرمز الاستراتيجي لمرات عديدة في مهمات وساطة ناجحة بين طهران وواشنطن، ومن بينها التوسط للأفراج عن مواطنين أميركيين كانت اعتقلتهم إيران في أوقات سابقة.
وقال الرئيس الايراني بعد المحادثات إن التعاون بين طهران ومسقط مؤثر وهام للغاية من اجل عودة السلام والاستقرار الى المنطقة، وان الجمهورية الاسلامية الايرانية تسعى لمتابعة هذه السياسة مع جهود سائر دول المنطقة، معربا عن ارتياحه لجهود السلطان قابوس لرفع مستوى العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية.
وأعرب روحاني عن رغبة الجمهورية الاسلامية الايرانية بتعزيز علاقاتها مع البلد الشقيق والصديق عمان في شتى المجالات وخاصة التجارية والاقتصادية.
قضايا اقليمية ودولية
وتحادث الجانبان في قصر سعد آباد في طهران مساء الأحد حول تنمية العلاقات الثنائية فضلا عن تبادل وجهات النظر بشأن أهم القضايا الاقليمية والدولية.
ورحب روحاني بسلطان عمان والوفد المرافق له، وأشار إلى الارضيات الواسعة المتاحة لتنمية العلاقات بين طهران ومسقط، وقال: ان كبار مسؤولي البلدين يبذلون جهودهم لترسيخ العلاقات وتطوير التعاون الثنائية اكثر من ذي قبل.
كما أشار روحاني إلى المكانة الممتازة لعمان على صعيد التعاون الاقليمي، وقال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترغب بتعزيز علاقاتها مع البلد الشقيق والصديق عمان، في شتى المجالات وخاصة التجارية والاقتصادية,
ومن جهته، أعرب السلطان قابوس في اللقاء الذي حضره كبار مسؤولي البلدين، عن ارتياحه للترحيب الذي ابدته حكومة وشعب الجمهورية الاسلامية الايرانية له وللوفد المرافق له، ووصف العلاقات بين البلدين بالجيد، داعيا الى رفع مستوى التعاون التجاري والاقتصادي بين طهران ومسقط.
ممر الشمال
كما أعلن السلطان قابوس استعداد بلاده للتعاون في زيادة فاعلية ممر الشمال - الجنوب التجاري، الذي تشترك فيه الجمهورية الاسلامية الايرانية وتركمانستان واوزبكستان وسلطنة عمان.
وكانت جرت للسلطان قابوس مراسيم استقبال بروتوكولية في في قصر quot;سعد آبادquot; المقر الرسمي للحكومة في طهران، بينما كان في استقباله حين وصوله الى مطار quot;مهرآبادquot; وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف.
وحضر المحادثات عن الجانب الايراني كل من رئيس مكتب رئاسة الجمهورية محمد نهاونديان ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ووزير النفط بيجن نامدار زنغنة ووزير الصناعة محمد رضا نعمت زادة ووزير الثقافة والارشاد الاسلامي علي جنتي ومستشار رئيس الجمهورية محمد رضا صادق ومساعد وزارة الخارجية للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان.
ويرافق السلطان قابوس في زيارته هذه التي تستغرق 3 ايام الى طهران وزراء الخارجية والنفط والداخلية. وسيبحث سلطان عمان مع كبار المسؤولين الايرانيين بشان تعزيز التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر بشان مختلف القضايا الاقليمية والدولية.
دور ايران - عمان
من جهته، تحدث السفير العماني في طهران يحيى العريمي عن المكانة المهمة للبلدين الجمهورية الاسلامية الايرانية وسلطنة عمان في المنطقة، مؤكدا بان زيارة السلطان قابوس الى طهران ستطلق مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين.
وفي تصريح خاص ادلى به لوكالة انباء quot;فارسquot; اعتبر السفير العريمي العلاقات بين بلاده وايران مبنية على حسن الجوار والقرب الجغرافي والاواصر التاريخية المستلهمة من المبادئ الاسلامية وقال، لقد بدأ البلدان في الاعوام الماضية مسيرة نامية من التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي، وان الزيارات المتبادلة لكبار مسؤولي البلدين تشير الى عمق العلاقات الثنائية وتوفر الارضية لتطوير العلاقات في جميع المجالات.
واشار السفير العماني الى ان زيارة السلطان قابوس الى طهران تعتبر ثاني زيارة له الى طهران خلال الاعوام الاربعة الماضية واضاف، ان البلدين بحاجة الى التعاضد والتعاون لايجاد الامن والاستقرار في المنطقة.
وتابع قائلا، انه بناء على ذلك فان المشاورات والمحادثات في اعلى المستويات السياسية والدبلوماسية تاتي بهدف ارساء الامن والاستقرار في المنطقة وتطوير العلاقات الثنائية.
واكد السفير العماني، ان القضايا الاقليمية والدولية تحظى باهمية خاصة للبلدين ايران وعمان، لذا فانه سيتم خلال زيارة سلطان عمان الى طهران البحث وتبادل وجهات النظر بشان القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي الختام، لفت السفير العريمي الى المصالح المشتركة بين البلدين في المنطقة واكد بان العلاقات بين البلدين ستبقى قوية وراسخة وستنتقل دوما من مرحلة الى اخرى افضل تطورا وعمقا.