حذر تقرير من أن جامعة اوكسفورد العريقة تُعرض سمعتها للخطر بقبولها طلاباً أجانب أثرياء رغم علاماتهم الضعيفة، وذلك لأسباب تجارية محضة.

في جامعة أوكسفورد المرموقة، يدفع الطالب الأجنبي المنتسب، الذي تكون علاماته عمومًا أدنى من علامات الطالب الذي يُقبل عادة في اوكسفورد، رسومًا تصل إلى 13 الف جنيه استرليني للفصل الواحد، ويجوز له الاستمرار في الدراسة سنة كاملة. ورغم أن مثل هؤلاء الطلاب ليسوا من المسجلين رسميًا في الجامعة، فإن شخصيات أكاديمية مرموقة في اوكسفورد أكدت أنهم يشكلون خطرًا جسيمًا على سمعة الجامعة، لأن مستوياتهم الأكاديمية متدنية، كما نقلت صحيفة ديلي تلغراف.
غالبيتهم أميركيون
وجاء في التقرير أن كليات في جامعة اوكسفورد لها حرية تحديد سياسة القبول الخاصة بها، وتقبل هؤلاء الطلاب لأسباب تجارية محضة. وصدر التقرير في ختام تحقيق أُجري بسبب القلق من عدد الطلاب الأجانب المنتسبين إلى هذه الكليات وعلاقتهم بجامعة أوكسفورد. وأجرى التحقيق فريق برئاسة البروفيسور بول سلاك، نائب رئيس اوكسفورد السابق. ونُشرت نتائج التحقيق بعد اتهام جامعات بريطانية باستخدام الطلاب الأجانب كبقرات تدر مالًا، بفرض رسوم تصل إلى 35 الف جنيه استرليني في السنة للحصول على شهادة جامعية اولية. ويبلغ الحد الأعلى لرسوم الدراسة التي يدفعها الطالب البريطاني حاليًا 9 آلاف جنيه استرليني. ويُقبل في اوكسفورد سنوياً نحو 300 طالب أجنبي منتسب من خلال جهات ثالثة هي التي تدفع الرسوم.
ويتقاضى مجلس واشنطن للدراسات الدولية، الذي يقول إنه أكبر برنامج لدراسة الطلاب الأجانب في اوكسفورد، 20900 جنيه استرليني هي أجور فصل دراسي واحد مدته 13 اسبوعًا. وتذهب نحو 4000 جنيه استرليني من اجمالي هذا المبلغ إلى كلية اوكسفورد، ويمكن للطالب أن يواصل الدراسة مدة عام. ويتيح المجلس للطلاب المرشحين، الذين غالبيتهم طلاب اميركيون، التسجيل في كليات معروفة في جامعة اوكسفورد مثل ترينتي وكرايست تشيرتش ونيو كوليدج وماجدلين.
على السيرة الذاتية
لا يتعين على هؤلاء الطلاب أن يكونوا بمستويات اكاديمية كتلك المطلوبة من الطلاب الذين يُقبلون وفق الشروط المتعارف عليها، لكنهم يستطيعون أن يكتبوا في سيرتهم الذاتية انهم درسوا في جامعة اوكسفورد. وقالت شخصيات اكاديمية رفيعة في اوكسفورد إنها تخشى أن يكون من الصعب على القارئ غير المطلع أن يكتشف أي فارق كبير في مستوى الطلاب الذين درسوا في اوكسفورد لفترة محدودة ومستوى الطلاب المتفرغين للدراسة كل السنوات المطلوبة منهم. وتبين الأرقام الرسمية أن الكليات ذات العلاقة ما زالت تقبل العديد من هؤلاء الطلاب المرشحين. ففي السنة الأكاديمية 2010 ـ 2011، قبلت كلية كرايست تشيرتش 48 طالبًا منتسبًا، متقاضية عنهم رسومًا زادت على 50 الف جنيه استرليني. وقبلت كلية سانت كاثرين غير العضو في مجلس واشنطن للدراسات الدولية 33 طالبًا. واشار التقرير إلى أن رسوم المكتبة وحدها التي تلقتها جامعة اوكسفورد من الطلاب الأجانب المنتسبين زادت على مليون جنيه استرليني منذ العام 2009.