توصل التحقيق في تفجيرات لبنان الأخيرة إلى خيوط تشير إلى أن المشغل واحد، من بئر العبد إلى الرويس إلى طرابلس، وتمتد إلى ضابط سوري مسؤول عن فرع المخابرات في طرطوس.


بيروت، الوكالات: بعد أسبوع على جريمة التفجير المزدوجة أمام مسجدي التقوى والسلام في طرابلس شمال لبنان، توصل المحققون إلى خيوط مهمة، على طريق الكشف عن المخططين والمنفذين والأهداف المرجوة من التفجيرين.

فقد ادعى القضاء اللبناني اليوم الجمعة على خمسة اشخاص هم ثلاثة لبنانيين بينهم رجلا دين، وسوريان احدهما نقيب في الجيش، في قضية تفجير سيارتين مفخختين الاسبوع الماضي في طرابلس (شمال) تسببتا بمقتل 45 شخصا، بحسب ما افاد مصدر قضائي.

وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على quot;الموقوفين الشيخ احمد الغريب ومصطفى حوري وكل من يظهره التحقيق، في جرم تأليف عصابة مسلحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها والتعرض لمؤسساتها المدنية والعسكرية وتشكيل خلية ارهابية لوضع عبوات وسيارات مفخخة وتفجيرها امام المسجدين في الشمالquot;.

كما ادعى على quot;الموقوف الشيخ هاشم منقارة بجرم عدم إخبار السلطات بالمعلومات عن التحضير لتفجير السيارتينquot;. ويرأس منقارة quot;مجلس قيادة حركة التوحيد الاسلاميةquot; السنية، وهي مجموعة منشقة عن حركة التوحيد. وتتخذ الحركتان من طرابلس مقرا وهما معروفتان بقربهما من النظام السوري. ويتهم سكان طرابلس (غالبية سنية) المتعاطفون اجمالا مع المعارضة السورية منقارة بتلقي السلاح والمال من حزب الله الشيعي المتحالف مع دمشق.

من طرطوس

وقالت تقارير متصلة بالتحقيق الأولي مع منقارة إن هذا التحقيق ختم مساء الخميس بسرعة، بإشراف صقر الذي سيدّعي على منقارة والغريب بتهمة الاشتراك في جنايات القتل وارتكاب أعمال إرهابية، ليحيلهما مع حوري على قاضي التحقيق العسكري، للتوسع في التحقيق معهم.

وأفادت جريدة الجمهورية اللبنانية بأنّ التحقيقات كشفت أن منقارة والغريب كانا على اتصال وثيق بإدارة المخابرات العامة السورية، التي يرأسها اللواء علي المملوك، المطلوب من القضاء اللبناني في إطار ما سمي ملف سماحة - مملوك، فأبلغتهما بأنّ سيارات مفخّخة سترسل من مركز المخابرات السورية في طرطوس إلى طرابلس خلال اسبوعين لتفجيرها امام المسجدين، من دون إبلاغهما بساعة الصفر.

كما أبلغتهما المخابرات العامة السورية نيتها تصفية المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي والنائب خالد الضاهر والشيخ سالم الرافعي، وطلبت من منقارة تأمين شباب لقيادة السيارات المفخّخة وركنها في مكان الأهداف المحدّدة. تضيف الجمهورية أن منقارة لم يؤمّن الشباب، بل شكّل جزءًا من مراقبة الأهداف في طرابلس، إذ كلّف أشخاصًا القيام بهذه المهمّات، بمعرفة الشيخ الغريب.

ونقلت النهار اللبنانية عن مصدر أمني مطلع على التحقيق قوله إن ضابط المخابرات السوري برتبة نقيب الذي أعد المخطط هو مسؤول المخابرات في طرطوس، الذي يسعى المحققون لتبيان هويته. وذكرت المستقبل اللبنانية، عن مصادرها الخاصة، أن الموقوف الحوري كان يعلم بالتخطيط للجريمة، وكان يتابع تفاصيلها مع الغريب، لكنه انقطع في الفترة الأخيرة عن متابعتها بعد خلاف بينهما لأسباب مالية.

المشغل واحد

أما في ما يتعلق بمتفجرة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية، فقد نقلت التقارير عن مصدر رسمي تأكده أن التحقيق بلغ مرحلة متقدمة على صعيد تحديد المسار الذي سلكته السيارة التي تم تفجيرها، وهوية الجهة التي أقدمت على تقديم تسهيلات لوجستية ومعلوماتية ساعدت في اختيار المكان، وهي الجهة نفسها التي سهلت تفجير بئر العبد. كما وضعت صورة أولية من خلال الكاميرات للشخص الذي أقدم على ركن السيارة.

ونقلت جريدة السفير اللبنانية عن هذا المصدر الرسمي قوله أن مديرية المخابرات في الجيش، بالتعاون مع باقي الأجهزة الأمنية، توصلت إلى قناعة مفادها أن المُشغل واحد والشبكة واحدة من بئر العبد إلى الرويس.

ولم تستبعد المخابرات أن تكون الجهة التي نفذت تفجيرات الرويس وطرابلس واحدة، وذلك استنادًا إلى معلومات أوردتها صحيفة النهار، تفيد بأن التحقيقات في السيارات التي استخدمت في انفجارات الرويس والشمال أظهرت أن سيارتي انفجاري الرويس في الضاحية الجنوبية ومسجد السلام في الميناء بطرابلس قد نقلت ملكيتاهما مرارًا، قبل إرسالهما إلى سوريا ثم اعادتهما مجددًا إلى لبنان لتنفيذ التفجيرين، في حين أن لا تزال هوية السيارة المفخخة التي انفجرت أمام مسجد التقوى في طرابلس مجهولة.