انقرة: توقع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن تتم الضربة العسكرية المحتمل توجيهها إلى سورية قبل اجتماع مجموعة العشرين في موسكو الخميس المقبل، لكنه عبّر عن خشيته من أن تكون محدودة وقصيرة، مؤكداً ضرورة أن تؤدي الضربة إلى إسقاط النظام في دمشق. في هذه الأثناء حلقت طائرات عسكرية فوق قاعدة إنجرليك الجوية التركية التابعة لحلف شمال الأطلسي خارج مدينة أضنة حيث نُصب في وقت سابق هذا العام بعض أنظمة صواريخ باتريوت الهولندية في تحرك استهدف تعزيز دفاعات تركيا ضد تهديد الهجمات الجوية المحتملة من سورية.
وقال أردوغان خلال الاحتفال بالذكرى 91 لعيد النصر التركي في القصر الجمهوري للصحافيين laquo;لا يجب أن تكون الضربة محدودة أو قصيرة، بل يجب أن تؤدي هدفها، وهو إسقاط النظام أو على الأقل تمهيد الظروف على الأرض كي تستطيع المعارضة إسقاط النظام. وكما حدث في حرب كوسوفو يجب أن تستمر العملية حتى تؤتي ثمارها على الأرض. أما الضربة المحدودة فلا تلبي مطالبناraquo;. وتجنب أردوغان الحديث عن حجم المساهمة التركية المتوقعة، لكن مصادر حكومية وصحافية كانت أشارت إلى أن أنقرة تفضّل عدم المشاركة المباشرة في القصف لتجنب أي رد فعل انتقامي من دمشق، وأن يكون الدور التركي سرياً يقتصر على الدعم الاستخباراتي واللوجيستي. لكن الحديث عن صعوبة ذلك ازداد بعد انسحاب بريطانيا وزيادة الحاجة ربما لقاعدة إنجرليك الجوية في جنوب تركيا كبديل محتمل للقواعد البريطانية في قبرص.
وفي مقابل إصرار الحكومة التركية على المشاركة في الضربة المحتملة والتشديد على ضرورة توسيع مداها رفضت المعارضة البرلمانية وبعض الأصوات داخل الحزب الحاكم نفسه موقف الحكومة، ما دفع أردوغان للتصريح بأنه لا داعي لأخذ إذن من البرلمان للمشاركة في الضربة العسكرية، لأن الرئيس التركي عبدالله غل يملك صلاحية إعطاء مثل هذا الإذن خلال عطلة البرلمان الحالية.
واعتبر مقربون من غل أن هذا التصريح محاولة من أردوغان لتوريط الرئيس في هذا القرار مع علم أردوغان احتمال رفض البرلمان إياه، وذلك في تكرار لتجربة 2003 عندما حضّ غل، الذي كان حينها رئيساً للوزراء، نواب حزبه على رفض المشاركة في غزو العراق، فخرج تصويت البرلمان برفض المشاركة التي كان يريدها أردوغان عندما كان زعيماً للحزب الحاكم وممنوعاً من دخول البرلمان. وأكد غل أن الأولوية يجب أن تكون لخطة سياسية واضحة من أجل مستقبل سورية يتفق عليها الغرب والدول الداعمة للثورة السورية لأن أي عمل عسكري من دون وجود هذا التصور لن يكون له فائدة عملية على الأرض.
وخرجت صحف إسلامية تندد بموقف أردوغان الداعم لضربة عسكرية على سورية، واتهمته بشن حملة إعلامية مضللة للشعب من خلال الصحف الموالية له للترويج للضربة، بينما بدا لافتاً تجاهل هذه الصحف خبر رفض البرلمان البريطاني المشاركة في الضربة العسكرية.
رفسنجاني يدعو الى رد quot;حذر وواعquot;
ووصل وفد برلماني إيراني برئاسة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوری الإيراني علاء الدين بروجردي الى دمشق لدراسة آخر التطورات التي تمر بها الأزمة السورية.
وسيبحث الوفد مع المسؤولين السوريين آخر التطورات في سورية والسبل الكفيلة التي تستطيع استيعاب هذه التطورات وإعادة الاستقرار إلی سورية.
ولفت عضو اللجنة منصور حقيقت بور إلى أن الوفد سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد حيث ستشمل الزيارة أيضاً العاصمة اللبنانية بيروت واللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وقال المتحدث باسم اللجنة حسين نقوي إن الوفد يحمل ثلاث رسائل للمسؤولين في البلدين laquo;تتمثّل الاولى بتأكيد موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعم لجبهة المقاومة بصورة شاملة بما فيها المقاومة الفلسطينية في مواجهة اعتداءات الكيان الغاصب للقدس وقوى الهيمنةraquo;، فيما تمثل الرسالة الثانية laquo;رفض إيران أي تدخل عسكري أجنبي في شؤون سوريةraquo;. والرسالة الثالثة، تتمثل بالتشديد على الموقف الرافض لاستخدام الأسلحة الكيماوية التي تمنحها الدول الغربية لحلفائها.
وقال بروجردي إن الوفد سيبلغ القيادة السورية بموقف إيران الثابت في إدانة أي هجوم علی سورية والإضرار بالشعب السوري laquo;وإدانة استخدام الأسلحة الكيماوية التي لا تشكل خطراً علی الشعب السوري فحسب وإنما تعتبر خطراًَ حقيقياً علی الأسرة الدوليةraquo;.
ورأی أن المعلومات تتحدث عن laquo;حصول الجماعات الإرهابية علی السلاح الكيماوي وأنهم استخدموا هذا السلاح بعد الخسائر الفادحة التي منوا بهاraquo;، معرباً عن أمله في وضع نهاية لهذه المأساة الإنسانية laquo;وأن الحل الوحيد لحل الأزمة السورية هو من خلال الطرق السياسية التي تقودها منظمة الأمم المتحدة ومندوبها الأخضر الإبراهيميraquo;.
إلی ذلك، أعرب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني عن قلقه الشديد حيال تطور أزمات الدول الإسلامية laquo;التي بلغت ذروتها في سوريةraquo;، معتبراً أن ما يجري في المنطقة لا يخص سورية فحسب وإنما يخص كل منطقة الشرق الأوسط. واتهم في اجتماع المجمع أمس الذي حضره الرئيسان حسن روحاني ومحمود أحمدي نجاد، الدور الإسرائيلي في إشعال نار الحرب، معتبراً أن آثار الهجوم المحتمل علی سورية لن ينحصر داخل الحدود السورية laquo;وإنما ستشمل آثار هذه اللعبة الخطرة كل دول المنطقةraquo;.
ورأی أن الولايات المتحدة قد تكون البادئة في الحرب لكن نهايتها لن تكون بيديها، مشيراً إلی أهمية سورية الاستراتيجية مقابل إسرائيل laquo;ويجب أن يكون رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمواجهة المغامرات الأميركية حذراً وواعياً لأن دخانها سيملأ سماء المنطقةraquo;.
وحذر رفسنجاني من مغبة laquo;التصريحات التي تصدر خارج إطار القنوات الرسمية والتي تؤثر سلباً في سياسة إيران الخارجيةraquo; داعياً إلى الابتعاد عن التصريحات المتشددة والتركيز علی القنوات الرسمية في بيان المواقف الإيرانية...
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أجرى محادثات هاتفية الجمعة مع الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي لـ laquo;يحذر من أي مغامرة ستكون لها عواقب خطيرةraquo; على كل المنطقة.
التعليقات