تعامل السوريون بجدية مع أنباء توجيه ضربة عسكرية غربية إلى نظام بشار الأسد، لكن تأجيل تلك الضربة جعل سلاحهم الوحيد في مواجهة الاحباط هو السخرية والتهكم ونشر الرسوم الكاريكاتورية التي لم تستثنِ أحدًا.


بهية مارديني: يقوم النظام السوري عبر كافة أدواته ووسائل اعلامه وشبكات اتصالاته بتجييش السوريين ضد ما يسميه quot;المؤامرة الكونيةquot; التي تتمثل في الضربة العسكرية الغربية المرتقبة ضدّه.

ولأنّ الضربة تأجّلت على ما يبدو، بعد دخول برلمانات لندن وباريس والكونغرس الاميركي في نقاشات وشد وجذب بخصوصها، فإنّ المؤيدين والمعارضين لنظام بشار الأسد على حد سواء، تشاركوا في الاستهزاء من تلك الضربة quot;المؤجّلةquot;.

إرساليات ساخرة

تلقى مشتركو شبكات الاتصالات في سوريا رسائل مجانية تسخر من الضربة بعنوان quot;خبرني يا كيري قبل غيري عن موعد الضربة العسكرية لسوريا مقابل 25 ليرةquot;.

ورسالة أخرى من نوع quot;تم تحديد موعد الضربة الأميركية لسوريا الساعة الخامسة للرجال والسادسة للنساء، والدعوة عامة، أوعوا ما تجواquot;.

صور كاريكاتورية

تناقل المؤيدون والمعارضون صورًا كاريكاتورية للرئيس الاميركي باراك أوباما منها صورة له تجمعه بفنانة سورية موالية للنظام مع عبارتها الشهيرةquot; انها ستصد الضربة بصدرها العاريquot;، وصورة أخرى لاوباما تجمعه مع لاعبي كرة قدم أمام المرمى وهو يقول quot;سنوجه ضرباتنا الى الاماكن الحساسةquot;.

كما أرسل السوريون عبر هواتفهم رسمًا كاريكاتوريًا، يظهر خلاله أوباما قائلاً: quot;وكذلك يجب أن نأخذ موافقة مجلس الشعب السوري قبل أن نقوم بالضربةquot;.

اضافة الى صورة مشتركة بين اوباما والفنان المصري عادل امام في مسرحية مدرسة المشاغبين وعادل امام يقول لأوباما ساخرًا: quot;بتحط نفسك في مواقف بايخة quot;، وكاريكاتير آخر لاوباما يحمل وردة ويقطف أوراقها وهو يخمن ويتحزر quot;نقصف مانقصف نقصف او مانقصفquot;.

صورة أخرى لاوباما مع زوجته فيما يهاتف حماته ويسألها quot;هل يقصف النظام السوري أم لا ؟!quot;، كماتناقلوا كاريكاتيرًا للرئيس الأميركي وهو يكرر في خطاب له على المنصة وأمامه حبل ورق جرار طويل quot;ايام الاسد اصبحت معدودةquot; ، كما اتهمت بعض التعليقات أوباما بالكذب.

وتناقل السوريون صور فتاة غاية في السمنة تسبح في البحر، وكتبوا عليها quot; وصول المدمرة الاميركية الى سواحل البحر المتوسطquot;.

أوله جدّ وآخره هزل

تكشف الصور التي يتقاسمها السوريون عبر الشبكات الاجتماعية، خلال الفترة الأخيرة، تعاملاً جادًا مع أنباء الضربة العسكرية الأميركية ضد النظام الأسدي في البداية.

لكن تلك الجدية، سرعان ما انحرفت نحو الهزل والتهكّن خلال الساعات الاخيرة، مع ظهور بوادر لتأجيلها ايامًا أخرى.

وتناقل ناشطون الاسبوع الماضي صوراً لهاتف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعليه خمسونquot; ميس كولquot; من بشار الأسد، لم يرد عليها بوتين، كما تظهر الصور الهزلية ارساليات من الأسد الى نظيره الروسي جاء فيها باللغة الانجليزية: quot;أرجوك اتصلquot;... quot;أنا خائفquot;.