بغداد:دعت بعثة الامم المتحدة في العراق الثلاثاء الى اجراء تحقيق محايد وشفاف بشان مقتل 52 من عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية التي وصفته quot;بالجريمة البشعةquot;.

واكد بيان صادر عن البعثة الاممية في العراق مقتل 52 شخصا، واوضحت في بيان انها quot;ابلغت من قبل منظمة مجاهدي خلق في معسكر اشرف الواقع شمال شرق بغداد، ان سبعة من اعضائها لايزالون في عداد المفقودينquot;.
ولقت عملية القتل التي تعرض لها اعضاء المنظمة ادانات دولية، لكن الامم المتحدة والحكومات الغربية حرصت على عدم القاء اللوم على جهة محددة وسط تضارب الروايات الكبير عن حقيقة ما جرى.
وشكل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لجنة تحقيق في اعقاب اعمال العنف هذه.
ووفقا لبيان للامم المتحدة فان quot;الوفد الاممي شاهد 52 جثة في داخل مشرحة مؤقتهquot;.
وافاد البيان ان quot;جميع المتوفين تعرضوا الى اطلاق نار غالبيتهم في الراس والجزء العلوي من الجسم، وكان العديد منهم مكتوفي الايديquot;.
بدورها، ناشدت شهابة باروتي (30 عاما) التي تقيم في معسكر ليبرتي قرب بغداد، الامم المتحدة التدخل العاجل للافراج عن والدتها quot;مهناز عزيزيquot; التي قالت انها احد الذين تم اختطافهم.
وقالت هذه اللاجئة التي قضت اكثر من 12 عاما في العراق quot;بدأت اضرابا عن الطعام ولن اتراجع حتى اعرف مصير اميquot;.
بدوره، دعا نائب رئيس المبعوث الخاص جيورجي بوستن العراق الى ضمان اجراء quot;تحقيق محايد وشفاف في هذه الجريمة البشعة بدون تاخير والاعلان عن النتائجquot;.
واكد بوستن خطورة الوضع في المخيم قائلا quot;يجب اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية أرواح سكان المخيم الى ان يتم نقلهم الى مكان آمنquot;، حسبما نقل البيان .
وقدم مسؤولون عراقيون ومنظمة مجاهدي خلق روايات متضاربة حول مقتل اعضاء المنظمة.
ففي الوقت الذي يؤكد فيه القادة العسكريون العراقيون ان السبب اقتتال داخلي، تشدد المنظمة على ان قوة عراقية دخلت الى معسكر اشرف وارتكبت هذه quot;المجزرةquot;.
وقال شهريار كيا المتحدث باسم المنظمة ان الجيش العراقي دخل المعسكر وقتل 52 من اعضاء المنظمة في quot;مجزرةquot; واضرم النار في ممتلكاتها.
وتطالب الحكومة العراقية المنظمة الايرانية اخلاء هذا المعسكر والانتقال الى معسكر ليبرتي، قرب بغداد، الذي انتقل اليه ثلاثة الاف معارض، لكنهم يرفضون ذلك قبل حسم موضوع ممتلكاتهم.
وجرى الانتقال الى معسكر ليبرتي بموجب اتفاق بين العراق والامم المتحدة يعتبر هذا المعسكر محطة للمعارضين الايرانيين قبل مغادرتهم العراق.
وكان نظام صدام حسين سمح لمنظمة مجاهدي خلق بالاقامة في معسكر اشرف (80 كلم شمال بغداد) بهدف مساندته في حربه ضد ايران (1980-1988).
وجرد معسكر اشرف من اسلحته بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفائها العراق في 2003، وتولى الاميركيون آنذاك امن المعسكر، قبل ان يتسلم العراقيون هذه المهمة في العام 2010.
وتأسست منظمة مجاهدي خلق، التي تشكل اكبر فصيل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، في 1965 بهدف الاطاحة بنظام الشاه بهلوي ثم النظام الاسلامي وقد طردت من ايران خلال الثمانينيات بعدما شنت عدة عمليات مسلحة.