اعتبر الناشط الأميركي المخضرم القس جيسي جاكسون أن الحكومات البريطانية المتعاقبة أخفقت في القضاء على التمييز العنصري، مؤكداً في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة لا تمتلك حقاً أخلاقياً في التجسس على العالم.


قال الناشط المخضرم من اجل الحقوق المدنية القس جيسي جاكسون إن بريطانيا بحاجة إلى خطة للعمل الايجابي تستوحي خبرة الولايات المتحدة لإنهاء أجيال من الظلم العرقي ومنع الفجوة بين البيض والآخرين من الاتساع.
ويقوم جاكسون بجولة في بريطانيا بمناسبة مرور 50 عامًا على خطاب مارتن لوثر كنغ التاريخي الذي كانت له قوة تعبوية بالغة الأثر في الحركة الجماهيرية من اجل إنهاء التمييز العنصري وترددت اصداؤه في أنحاء العالم بعبارته الشهيرة quot;عندي حلمquot;.
وقال جاكسون في مقابلة مع صحيفة الغارديان إن الحكومات البريطانية المتعاقبة أخفقت في القضاء على التمييز العنصري فظلت الأقليات العرقية محرومة من العدالة الاجتماعية.
ورفض جاكسون الرأي القائل إن بإمكان الفرد أن يحقق النجاح عن استحقاق دون إجراءات حكومية إضافية لمعالجة مظالم تاريخية.
نسخة من العمل الإيجابي
وقال جاكسون إن بريطانيا تحتاج إلى نسختها الخاصة من العمل الايجابي لإنهاء مظالم متوارثة عبر الأجيال مثل استبعاد الأقليات العرقية عن مراكز السلطة والمال وصنع القرار.
ويُسجل للعمل الايجابي في الولايات المتحدة زيادته عدد العاملين في قطاعات حساسة وإستراتيجية من أفراد الأقليات العرقية وخاصة السود. ولكن القانون البريطاني يحظر مثل هذا التمييز الايجابي.
وقال جاكسون إن الأقليات العرقية في بريطانيا quot;حرة لكنها مستبعدةquot; عن مراكز السلطة والعدالة الاجتماعية ولكي تصبح حرة في نهاية المطاف يجب أن تكون هناك خطة تردم الفجوة بينها وبين الأغلبية البيضاء.
ودعا جاكسون رئيس الوزراء البريطاني الحالي ديفيد كاميرون ومن يأتي بعده إلى إعداد وتنفيذ خطة لمكافحة الظلم العرقي وقال quot;إن التمييز ليس نظامًا طبيعيا بل نظام اجتماعي، وهو نظام اجتماعي ظالمquot;.
وأشار جاكسون إلى الرياضة حيث قال إن السود يحققون نتائج طيبة ويقدمون مستوى عاليا من الأداء لأن القواعد واضحة وما يعتبر نجاحا يُقاس بمعايير موضوعية دون أن تتدخل فيها تحيزات عنصرية.
وأكد الناشط الأميركي من اجل الحقوق المدنية أن من مصلحة بريطانيا فتح الأبواب الموصدة بوجه الأقليات المستبعدة.
تدني نسبة مشاركة الاقليات
وشدد جاكسون خلال جولته في بريطانيا على دعوة أفراد الأقليات العرقية الذين يحق لهم التصويت إلى التسجيل للمشاركة في الانتخابات حيث تبين الأرقام تدني نسبتهم وعدم اقتناعهم بجدوى التوجه إلى صناديق الاقتراع.
وأصبحت مشاركة الأقليات العرقية في الانتخابات ذات أهمية بالغة بما تحمله من إمكانات التغيير بسبب التطورات السكانية التي حدثت في المجتمع البريطاني حيث يمكن لأصوات الأقليات أن تقرر نتيجة الانتخابات في عام 2015.
وأظهرت دراسة أن عدد الدوائر التي يمكن لأصوات الناخبين السود والآسيويين ان تقرر نتيجة الانتخابات فيها ارتفعت بنسبة 70 في المئة بالمقارنة مع انتخابات 2010.
وقال جاكسون إن على الأقليات العرقية أن تستخدم هذه القوة التصويتية الجديدة لردم الفجوة العنصرية والمطالبة بالعدالة.
واعتبر جاكسون أن الشرطة البريطانية ما زالت عنصرية رغم ادعاءات قادتها بالإصلاح ولاحظ أن سياسات مثل إيقاف الأشخاص وتفتيشهم، التي تستهدف السود على نحو غير متناسب، دليل على استمرار التمييز واصفا هذه الممارسة بأنها مهينة. ولاحظ أن مثل هذه السياسات لم تكن ضرورية لحماية الأمن القومي الأميركي من خطر الهجمات الإرهابية.
وأعلن جاكسون أن الولايات المتحدة لا تمتلك حقا أخلاقيا في التجسس على العالم وان تاريخ الولايات المتحدة يبين أن أشخاصا مثل مارتن لوثر كنغ تعرضوا لإجراءات استثنائية اتخذتها الدولة بحقهم.
كان جاكسون عمل مع كنغ ورشح مرتين، في 1984 و1988، طامحا في أن يصبح أول رئيس إفريقي. أميركي في الولايات المتحدة.