حيث يعيش الأردن، جار سوريا الجنوبي، حال طوارىء قصوى غير معلنة والوضع سيّان في لبنان، خشية تداعيات أي عمل عسكري، وهما بلدان ظلّا موضع quot;تهديدquot; من جانب نظام بشّار، ركز تقريران صحفيان بريطانيان الثلاثاء على الموقف في البلدين مع تداعيات الأزمة السورية. يذكر أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين أكد دعم بلاده لجهوزية الجيش الأردني في مواجهة أية إشارات خاطئة من الجانب السوري.


اتخذت السلطات الأردنية على مدى الشهر الفائت إجراءات احترازية قصوى على المستويات العسكرية والأمنية والمدنية تحسبًا للتداعيات والتبعات التي قد تتعرض لها المملكة جراء أي ضربة توجه لجارتها الشمالية، فيما يؤكد المسؤولون الحكوميون أن الأردن لن يكون منطلقًا لأي عمل عسكري ضد سوريا.

ويخشى الأردنيون من أن بلادهم ستدفع ثمن أي تدخل في المنطقة، وهم قلقون بشأن التبعات المحتملة لضربة أميركية على أمن بلادهم واقتصادها الهش، كما أنهم يتحفظون على دوافع الولايات المتحدة للتدخل في الأزمة التي أغرقت الأردن بأكثر من 600 ألف لاجئ.

كلمات حذرة

وإلى ذلك، قال تقرير لصحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية إن الأردن يعزز دفاعاته العسكرية، فيما تختار حكومته كلماتها بحذر وسط مخاوف من رد فعل عنيف محتمل من جانب دمشق إذا تعرضت الحكومة السورية لهجوم بقيادة الولايات المتحدة.

ويضيف التقرير أن الأردن quot;ينظر إليه على أنه عرضة للهجوم إذا قررت حكومة بشار الأسد الرد على غارات أميركية بالتصعيد ضد حلفائهاquot;. وقال موسى شتيوي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية للصحيفة: quot;الناس خائفة من أن بشار سيصعّد. إنهم يخشون سيطرة جماعات مسلحة على سوريا، ويخشون وفود المزيد من اللاجئينquot;.

ويقول تقرير الصحيفة إن الأردن يخشى على أمنه وعلى الاستقرار الإقليمي بسبب تزايد الجماعات الإسلامية المتشددة التي تحارب حكومة الأسد، quot;فالكثير من الأردنيين يتذكرون كذلك حرب العراق، عندما أصبحت محافظة الأنبار المجاورة ملاذًا للجهاديينquot;.

لاجئون في لبنان

ومن الأردن، فإن صحيفة (التايمز) نشرت تقريرًا أعدته كاثرين فيليب، مراسلتها في سهل البقاع اللبناني، عن آراء اللاجئين السوريين بشأن الضربة العسكرية المحتملة في بلادهم.

وتقول كاتبة التقرير إن آلاف اللاجئين الذين يعبرون الحدود يوميًا quot;منقسمون بشدةquot; بشأن الحكمة من دخول الولايات المتحدة الحرب الأهلية الطاحنة في سوريا. ولإيضاح الصورة تستعرض كاثرين آراء عدد من اللاجئين بشأن الضربة المحتملة.

البعض مثل لميس، التي يقاتل شقيقها قوات الحكومة السورية في دمشق، تحث الرئيس الأميركي باراك اوباما على أن quot;يضرب الأسد بقوة ويجلب الحرية لنا جميعًاquot;. بينما يرى آخرون مثل شيرين، وهي مسيحية من أنصار الأسد، أن الضربات من شأنها إطلاق حرب عالمية ثالثة. وتضيف شيرين أن الضربة quot;ستسلم بلدنا بالكامل إلى (تنظيم) القاعدةquot;.

خشية الضربة

آخرون ممن سئموا الحرب من اللاجئين مترددون ولا يحدوهم سوى القليل من الإيمان بأن التدخل سيحدث فرقًا، ومن هؤلاء نُهاد التي تقول إن quot;المدنيين هم المتضررون دائماً، بغض النظر عن هوية من يطلق النيرانquot;.

وتعرب نُهاد - وهي من مدينة السفيرة القريبة من حلب - عن خشيتها من أن الضربات الأميركية قد تعجّل بلحظة انتقال الحرب إلى لبنان. وتضيف: quot;انظري ماذا حدث عندما دخل الأجانب الحرب. ساء كل شيءquot;، وذلك في إشارة إلى ما شهدته مدينتها من قتال بعدما دخلها مئات المقاتلين من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

ويبدو التفريق بين أنواع الأسلحة في اتخاذ قرار الضربة محيراً بالنسبة للاجئين من مدينة السفيرة، والذين شهدوا تدمير مدينتهم بنيران المدفعية التقليدية، بحسب كاتبة التقرير. وتقول لاجئة تدعى ليلى quot;إذا أرادوا إنقاذ أرواحنا، كان بوسعهم أن يفعلوا ذلك آنذاك. الأسلحة التقليدية تقتل بدورهاquot;.