منذ شهر تموز (يوليو) 2012، أبلغت إيران الولايات المتحدة الأميركية أن مقاتلي المعارضة السورية حصلوا على أسلحة كيميائية، ودعت واشنطن إلى نقل إنذارها للثوار بأنها ستحملهم مسؤولة استخدامها.


وفقًا لمراسلات ديبلوماسية مسربة حصلت عليها صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، فإن إيران حذرت واشنطن منذ تموز (يوليو) 2012 من أن المقاتلين السنة حصلوا على أسلحة كيميائية، ودعت الولايات المتحدة إلى quot;إصدار إنذار فوري وجادquot; لجماعات المتمردين بعدم استخدامها.
تحذيرات إيرانية
قالت ايران في الرسالة المسربة إن الولايات المتحدة بصفتها مؤيدة للمعارضة السورية، ستكون مسؤولة عن أي استخدام للأسلحة الكيميائية من قبل الجماعات المقاتلة.
وأعادت إيران التشديد على تلك التحذيرات خلال الاسبوع الماضي، في أقوى تصريحات علنية لها حتى الآن تربط بين الثوار والأسلحة الكيميائية، مؤيدة رفض روسيا للتأكيدات الأميركية بأن قوات الرئيس بشار الأسد هي المسؤولة.
وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الأحد: quot;هناك معلومات استخباراتية تقول إن الجماعات التكفيرية تملك أسلحة كيميائيةquot;، مضيفًا أن المتطرفين والتكفيريين يشكلون تهديدًا للمنطقة بأسرها.
ويشار إلى أن الرسائل المسربة التي كشف عنها تشير إلى تاريخي 18 تموز (يوليو)، والأول من كانون ثاني (ديسمبر) 2012. ووفقًا لمصادر مطلعة في إيران، زودت كريستيان ساينس مونيتر بالرسائل، فإن تلك المراسلات أجريت في عهد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.
ورفض مسؤول في الخارجية الأميركية تقديم معلومات من أجل التحقق من صحة الرسالة، قائلا: quot;نحن لا نعلق على المراسلات الديبلوماسيةquot;.
من جانب واحد
وفقًا للترجمة التي ترافق وثيقة فارسية من صفحة واحدة، قالت الرسالة: quot;هناك أخبار مقلقة عن استعداد الثوار في سوريا لاستخدام الأسلحة الكيميائيةquot;. وتابعت الرسالة أن إيران تحمّل المسؤولية للجماعات العنيفة، إلى جانب البلدان المؤيدة لها وعلى رأسها الحكومة الأميركية، عن أي استخدام للأسلحة الكيميائية من قبل تلك القواتquot;.
وتمت كتابة الرسالة الإيرانية من منظور مؤيد لسوريا، وجاء فيها أيضًا: quot;التجارب الحديثة في الأزمة السورية تدل على أن المجموعات العنيفة، التي تحظى بتشجيع ودعم بعض الدول السياسي والعسكري الشامل بما فيها الولايات المتحدة، لم تفرض حتى الآن أي قيود على ممارسة العنف أو الجرائم الوحشية ضد الناس الأبرياءquot;.
وتضيف الرسالة أن ايران لن تدخر جهداً لإيجاد حل سلمي، وتحث الحكومة الأميركية على منع أي تقويض لسياسة عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل وتجنب مأساة إنسانية محتملة من خلال إرسال إنذار فوري وجدي لقوات المتمردين في سوريا لعدم اللجوء إلى الأسلحة الكيميائية.
ولا تشير الرسالة إلى إمكانية استخدام أسلحة كيميائية من قبل حكومة سوريا نفسها، التي تملك أكبر ترسانة كيميائية في العالم. كما أنها لا تعترف أنه إذا تم تطبيق المبدأ ذاته، فإن إيران وروسيا ستكونان مسؤولتان عن استخدام النظام للأسلحة الكيميائية.