تضاربت المعلومات حول اغلاق مطار الموصل الدولي الشمالي، حيث أكدت السلطات العراقية أن الإغلاق جاء لأغراض صيانة، في وقت أشارت مصادر مطلعة إلى أن ذلك جاء اثر تقارير عن احتمال انتقال مقاتلي النصرة الى المنطقة في حال حصول الضربة العسكرية، وقالت معلومات أخرى إن الاغلاق جاء تمهيداً لعملية عسكرية كبيرة ستنفذها القوات العراقية لملاحقة مسلحي القاعدة.
لندن: فيما تؤكد السلطات العراقية أن إغلاق مطار الموصل الدولي الشمالي ثالث أهم المطارات في البلاد، جاء لأغراض الصيانة، أشارت مصادر مطلعة إلى أن ذلك جاء اثر تقارير عن استعداد مقاتلي جبهة النصرة في سوريا للانتقال إلى المدينة عند تنفيذ الضربات الأميركية لسوريا، في حين أفادت معلومات أن الاغلاق جاء تمهيدًا لعملية عسكرية كبيرة ستنفذها القوات العراقية لملاحقة مسلحي القاعدة.
اختطاف طائرة... والخوف من النصرة
فقد امرت قيادة عمليات محافظة نينوى (375 كم شمال بغداد) بإغلاق مطار الموصل عاصمتها، الأمر الذي اضطر ادارته إلى تحويل جميع الرحلات الجوية إلى مطار اربيل الدولي. وجاء هذا الإغلاق وسط انباء عن اختطاف إحدى طائرات المطار، ما نفته وزارة النقل، بينما اشارت تقارير إلى أن جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، والتي يقاتل مسلحوها في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد قد
اختارت مدينة الموصل القريبة من الحدود السورية، ملاذًا آمنًا لها في حال تعرضت مواقعها داخل الأراضي السورية إلى ضربات أميركية.
ويثير التزام الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا الصمت حيال التهديد الاميركي بتوجيه ضربة إلى هذا البلد، تساؤلات حول تطابق المصالح بين الطرفين، رغم خشية هذه الجماعات من أن تطالها الضربة. ولم تصدر بيانات من التنظيمات الجهادية الفاعلة على الساحة السورية، وابرزها: quot;الدولة الاسلامية في العراق والشامquot; وquot;جبهة النصرةquot; اللتان تعتبران المظلة الرئيسية للقاعدة، توضح موقفهما ازاء الضربة الاميركية.
ويقول مسؤول عراقي رفيع، رفض الكشف عن اسمه إن quot;الضربة ستأتي لصالح التنظيمات الجهادية وستعمل على تقوية شوكتهاquot;. واضاف quot;دائمًا ما نسمع الجهاديين يتشدقون بالعداء للغرب، لكننا نراهم يصمتون حيال توجيه ضربة إلى بلد عربيquot;. واضاف أن quot;اضعاف الأسد سيمكنهم من السيطرة على مناطق اكثر، الامر الذي يجعلهم صامتين حاليًا حيال الضربةquot;.
ورغم أن معظم مسلحي تنظيمات القاعدة في سوريا يرون أن الضربة تصب في مصلحتهم الا أن البعض يعتبر أن سبب الضربة يكمن في خشية واشنطن من وقوع الاسلحة الكيميائية بأياديهم. كما لم يخفِ بعضهم الخشية من أن الضربة قد تطال قيادات هذه التنظيمات التي تقاتل في العراق لكنهم اعتبروا مع ذلك أنها ستكون لصالحهم.
تضارب في المعلومات عن اسباب الاغلاق
ومما زاد من تضارب المعلومات عن اسباب الاغلاق، هو امتناع سلطات الطيران عن اعطاء أي تفسير لهذا الاجراء، وقال مصدر امني في الموصل في تصريحات صحافية quot;في البداية قالت السلطات إن هناك معلومات بشأن طائرة مخطوفة ثم قالت إنه أغلق لأغراض الصيانة لكن لا توجد اعمال صيانةquot;.
واشار إلى أن رئيس الوزراء نوري المالكي أمر بإغلاق المطار غير أنه لم يتسنَّ الحصول على تعليق فوري من مكتب رئيس الوزراء.
ومن جهته، اتهم محافظ نينوى اثيل النجيفي مسؤولين كباراً لم يسمِهم في العاصمة بغداد بالوقوف وراء عملية الإغلاق بهدف شل المناطق الحيوية في مدينة الموصل واعرب عن استغرابه من إغلاق المطار مع قرب موسم الحج وافتتاح الخط الجوي في الموصل والعاصمة الأردنية عمان في السابع عشر من الشهر الحالي. وقد أثر الاغلاق على الرحلات المتجهة إلى الاردن والامارات العربية المتحدة وتركيا والقادمة منها، بالاضافة إلى الرحلات الداخلية اليومية بين الموصل وبغداد.
تمهيد لعملية عسكرية واسعة ضد مسلحي القاعدة
لكن معلومات ترشحت اليوم الأربعاء موضحة أن اغلاق القوات الأمنية للمطار الدولي والحدود البرية لمحافظة نينوى أمس، جاء استعدادًا لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق، لملاحقة التنظيمات المسلحة التي نجحت في إعادة حواضنها شرق المدينة من جهة، والاستعداد لتداعيات محتملة للضربة العسكرية الاميركية المرتقبة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقالت استنادًا إلى مصدر مسؤول في المحافظة إن quot;العملية تأتي نتيجة تردي الوضع الأمني في المحافظة، والتي شهدت تدهورًا ملحوظًا مؤخرًا، تجسد في الاغتيالات والتهديدات لمسؤولين وموظفين ومقاولين وتجار من أهالي المدينة من قبل جماعات مسلحة،إضافة إلى حماية المدينة من تسلل الإرهابيين والاستعداد لأي تداعيات محتملة للضربة العسكرية الأميركية المرتقبة للنظام السوري.
ومن جهتها، قالت النائبة عن محافظة نينوى نورة البجاري إن تنظيمات القاعدة متمركزة في مناطق مختلفة من المحافظة وأدت إلى ازدياد الاغتيالات للاهالي، مشددة على أن هناك دولًا اقليمية تستخدم نينوى كقاعدة لها لشن عمليات إرهابية داخل المحافظة وخارجها مستغلة وجود جيوش من العاطلين.
ولفتت البجاري إلى أن quot;تداخل الصلاحيات بين الأجهزة الأمنية من شرطة اتحادية ومحلية وقوات الجيش عزز تزايد الخروقات الأمنية . واشارت في تصريح نقلته وكالة quot;المدى بريسquot; إلى أن quot;بعض المواطنين ممن يقدمون معلومات للقوات الأمنية عن إمكان تواجد المجاميع المسلحة يتم تسريب أسمائهم لهذه التنظيمات، الامر الذي دفع جميع المواطنين بالعزوف عن تقديم المساعدة للقوات الأمنيةquot;، موضحة أن هناك فسادًا كبيرًا في المؤسسة الأمنية التي تعمل في الموصل حيث يلقي مسؤولوها القبض على الابرياء ويطلقون سراح الإرهابيين من السجون.
واكدت النائبة أن هذه المجاميع المسلحة مازالت مستمرة بجباية الاموال من اصحاب المحال التجارية والصيادلة والمقاولين، متسائلة quot;ألا تعرف الاجهزة الأمنية شيئًا عن هذه الجباية ولا تعرف من هي الجهة التي تقوم بذلك؟quot;، مشيرة إلى أن هناك تهديدات وصلت لخمسة نواب عن نينوى من قبل المجاميع المسلحة، ما استدعى مناقشة الامر في مجلس النواب ومخاطبة رئيس الوزراء لتخصيص عشرة اشخاص لحماية هؤلاء النواب لكن وزارة الداخلية أخرت هذه الاجراءات .
وأشارت إلى أن الوضع في سوريا له تأثير كبير على الوضع الأمني في محافظة نينوى، لافتة إلى أن أي تداعيات للضربة العسكرية الأميركية المحتملة لسوريا سيكون النصيب الاكبر منها لنينوى لوقوعها على الحدود مع سوريا، مؤكدة وجود حالات هروب جماعي لعدد كبير من منتسبي القوات الأمنية في المدينة بعد تلقيهم تهديداً من المجاميع المسلحة، الامر الذي تسبب بنقص في الشرطة الاتحادية .
يذكر أن مطار الموصل الدولي الذي يبعد خمسة كيلومترات عن مركز مدينة الموصل يعتبر ثالث أكبر مطارات العراق، وتم تطويره بشكل يطابق المعايير الدولية للسلامة وافتتح عام 2008 بعد أن استخدمته القوات الأميركية لدى دخولها إلى العراق عام 2003 قاعدة عسكرية .
ويرجع تاريخ إنشاء المطار إلى عام 1920 من قبل سلاح الجو الملكي البريطاني خلال الاحتلال البريطاني للعراق وتحول من مطار عسكري إلى مدني عام 1922، وفي العصر الحديث بقي المطار من دون أي حركة ملاحية تذكر بسبب حظر الطيران الذي كان مفروضاً على العراق ضمن عقوبات الأمم المتحدة بعد غزو الكويت عام 1990، إلى أن قام الجيش الأميركي بغزو العراق عام 2003 وأصبح المطار قاعدة جوية عسكرية أميركية قبل الانسحاب من العراق. وبعد تسليم المطار إلى الحكومة العراقية أعيد تطويره بشكل جذري ليتطابق والمعايير الدولية للسلامة حيث أعيد افتتاحه في كانون الاول (ديسمبر) عام 2008.
التعليقات