صدرت تلميحات من طهران توحي بتراجع إيران عن دعم الرئيس السوري بشّار الأسد، وأنها مستعدة لقبول رئيس سوري جديد غيره، وتأتي هذه التلميحات غداة كشف الرئيس الأميركي باراك أوباما عن مراسلات جرت بينه وبين الرئيس الإيراني حسن روحاني.


نقلت وكالة الأنباء الإيرانية (فارس) عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله: quot;على سوريا أن تعود في المقام الأول إلى الاستقرار، وبعد ذلك سنقبل أي (مرشح رئاسي) يحصل على غالبية الأصوات في عملية ديمقراطيةquot;. من ناحية أخرى، أوضح الرئيس الإيراني خلال كلمة ألقاها في الملتقى العام العشرين لقادة ومسؤولي الحرس الثوري الاثنين، أن النزاع السوري لا يدور حول الأسد.

وأوضح الرئيس الإيراني اهمية القضية السورية للمنطقة كلها ولربما تكون تداعياتها عالمية ايضًا، وقال إن سوريا الآن في موضع حساس وأن النزاع ليس حول شخص رئيس الجمهورية أو طائفة ما، بل القضية أبعد من ذلك، ومن الواضح للجميع أن الغرب خطط للمنطقة كلها ولا يحبذ أن يبقى على وضعه الراهن، حيث يسعى البريطانيون والفرنسيون للعودة الى المنطقة بعد اعوام طويلة.

وأضاف روحاني أنّ دراسة أوضاع ليبيا ومصر ولبنان وفلسطين والعراق وسوريا، تشير إلى أن الغرب وضعها في اطار سلسلة واحدة ويسعى الى تعزيز مكانة quot;إسرائيلquot; واضعاف جبهة المقاومة، فالقضية السورية هي قضية منطقة كبرى وليست دولة واحدة ومن المحتمل أن تغيّر مصير العالم في ظروف ما.

وأشار إلى التهديد الذي تتعرض له سوريا من جانب اميركا واوروبا، واضاف أن الاميركيين والاوروبيين ومثلما كانوا يدقون على طبول الحرب فقد لمسوا أي تداعيات بغيضة ستكون للحرب في هذه المنطقة، وهم لم يصلوا الى اهدافهم في حروبهم السابقة لذا قالوا بأن هذه الحرب ستكون محدودة وحتى انهم طلبوا من دول أخرى تغطية نفقاتها، وكل هذه الامور تكشف عن مكامن نقاط الضعف لدى العدو.

السلاح الكيميائي

ولفت روحاني الى ذريعة اميركا بحجة امتلاك سوريا للسلاح الكيميائي، واضاف بطبيعة الحال، فإن موقف الجمهورية الاسلامية الإيرانية واضح دومًا وهو أننا نعارض اسلحة الدمار الشامل، الا أن خطأ الغرب هو أنه يتصور بأن الجمهورية الاسلامية الإيرانية تسعى وراء فرصة مناسبة للهيمنة العسكرية على المنطقة، في حين أننا لا نسعى وراء ذلك بل أن قوتنا تكمن في انتشار خطابنا في المنطقة كلها.

وأكد الرئيس الإيراني، أنّ نداءَنا هو نداء السيادة الشعبية، واضاف، أنه اذا كان الشعب المصري يسعى من اجل الديمقراطية ويشعر الغرب بالاستياء من ذلك، فهذا هو قرار الشعب المصري.

وتابع روحاني، أن صوت الشعب يجب أن يكون هو السائد في سوريا والعراق وجميع الدول الأخرى وحتى في فلسطين، فمثلما اكد قائد الثورة الاسلامية ينبغي أن يعود جميع اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وأن يدلوا بأصواتهم.

واكد الرئيس الإيراني، رفض وادانة إيران لاستخدام السلاح الكيميائي اينما كان ومن قبل أي طرف كان، وquot;نحن في الاساس نرفض الحرب الاهلية والمجازر في سوريا التي يجب أن يعود الاستقرار اليها ولمن يصوت الشعب بعد ذلك فإنه يحظى بقبولناquot;.

الحرس الثوري

وتحدث روحاني عن مكانة الحرس الثوري وتواجده في الساحات الصعبة للحفاظ والدفاع عن الثورة، أن هذه المؤسسة الثورية متواجدة دومًا في مختلف الساحات ومنها التصدي للاغتيالات العشوائية والاضطرابات التي شهدتها بعض مناطق البلاد في بداية الثورة، وكذلك المؤامرات التي حاكها الاستكبار العالمي ضد الثورة.

واوضح الرئيس الإيراني بأن الحرس الثوري يتميّز عن جميع الجيوش التقليدية في العالم، واضاف أن السبب في هلع الاعداء من الحرس الثوري ليس بسبب امتلاكه الصواريخ والقنابل والغواصات والمعدات العسكرية بل يعود الى اخلاصه والقيم المعنوية التي يحملها.

وأكد الرئيس روحاني ضرورة معرفة التهديد جيدًا والعمل على وضع استراتيجية صحيحة لمواجهته ومن ثم الخروج بحصيلة عن نهاية العمل والهدف النهائي في ضوء الامكانيات المتاحة، quot;حيث شهدنا خطأ الاميركيين في حساباتهم في العراق وافغانستان، والامر كذلك بالنسبة لهم في سوريا الآنquot;.

واكد الرئيس الإيراني بأن الحرس الثوري ليس حرس الحرب في المنطقة بل حرس الامن والاستقرار، واضاف أنه لو زالت تهديدات الاستكبار العالمي العسكرية من المنطقة فإن الحرس لا يريد ان تكون له سيطرة عسكرية في المنطقة، فخطابنا هو خطاب السيادة الشعبية والاستقرار والوحدة والاخوة ومكافحة الارهاب في المنطقة كلها.

واوضح بأن الجمهورية الاسلامية الإيرانية هي ضحية الارهاب واسلحة الدمار الشامل والاسلحة الكيميائية وقال، إن حرسنا الثوري هو حرس السلام والاستقرار والهدوء في المنطقة كلها ومن الافضل أن يغادر الضيوف غير المدعوين المنطقة وأن يقلعوا عن العدوان وترويج اثارة الخوف من إيران.

حصار إيران

وفي جانب آخر من حديثه، أشار الرئيس روحاني الى أن (العدو) استهدف معيشة المواطنين في البلاد، وقال إن جميع خطط الحظر غير العادلة وغير القانونية والتي جاءت بذرائع واهية تأتي في هذا السياق quot;لأنهم يعلمون جيدًا بأن إيران لا تسعى وراء السلاح النووي وعندما يعلن قائد الثورة الاسلامية حرمة هذا السلاح صراحة فإن إيران لن تسعى وراءه ابدًاquot;.

واعتبر حظر بيع النفط والانشطة المصرفية بأنه يعني الضغط على معيشة وحياة المواطنين، واكد قائلاً إنه علينا كسر هذه المخططات لأن الضغط الاقتصادي المعادي يتبعه ضغط سياسي يجعل الناس يشعرون باليأس من الثورة الا أن شعبنا ادرك الامور جيداً وقدم ردًا مناسبًا للاعداء في الانتخابات (الرئاسية) التي كانت افضل العمليات الانتخابية التي لم تشهد أي اعتراض أو تظاهرات ووجهت الضربة الاولى نحو الاعداء.