ربما لم تحظَ امرأة في تاريخ تنظيم القاعدة بشهرة كالتي تحظى بها المعتقلة السعودية هيلة القصير، إذ بقيت قضيتها تحت الأضواء وفي مطالبات رموز القاعدة وأتباعها، إلا أن اللافت هذه المرة هو في بروز قضيتها لدى quot;دولة الإسلام في العراق والشامquot;.


الرياض: ليس مستغرباً لدى السعوديين أن يمروا على وسم أنشأه مجهولون في موقع التواصل الاجتماعي quot;تويترquot; يدعم قضية السجينة السعودية هيلة القصير، فاسمها يكاد يكون شيئاً أساسياً في هذه المواقع من مجموعات تتبنى قضيتها بصورة شبه يومية منذ أن طالب بها قائد فرع القاعدة في اليمن سعيد الشهري، واختطف من أجلها نائب القنصل السعودي هناك عبدالله الخالدي وهدد بنحره وظل معتقلاً حتى الآن.

لكن اللافت هذه المرة هو في مطالبة الفرع الأقوى للتنظيم حالياً (دولة الإسلام في العراق والشام) الذي أرسل عدة صور عليها عبارات تتراوح بين التهديد والوعيد للسلطات السعودية إن لم تطلق سراحها، دون أن يصدر بيان رسمي عن ذلك التنظيم يعلن فيه ملابسات اعتقالها وتفنيد التهم الموجهة لها.

وكانت السلطات السعودية فضّت غير مرة تجمّعات بالعشرات بينهم نساء وأطفال، جاؤوا يطالبون بإطلاق سراح هيلة القصير في العاصمة السعودية الرياض وفي بريدة حيث معقلهم في منطقة القصيم. التجمعات حظيت بمتابعة واسعة من السعوديين، خصوصاً مع السيولة المعرفية ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ونشر العديد الصور ولقطات فيديو للتجمعات.

ويلفت النظر أن اللافتات المرفوعة في التجمعات حملت مسمى (الأسيرة).

وهيلة القصير ناشطة سعودية متشددة، اعتقلت منذ أكثر من ثلاث سنوات في القصيم، وهي زوجة محمد الوكيل، الذي شارك في تفجير وزارة الداخلية السعودية وقضى في مواجهات بين الأمن السعودي ومجموعة مطلوبين، وكان قبل ذلك قد أمضى شطراً من حياته مقاتلاً في العراق.

وظلت القصير بعد ذلك تنشط في المجال الدعوي حتى أعلنت السلطات السعودية اعتقال خلية تتكون من 113 شخصاً خططوا لعمليات إرهابية، لكنّ بيانًا لتنظيم القاعدة في اليمن باسم قائده هناك سعيد الشهري فضح اسم هيلة القصير حينما ذكر اسمها، وهدد بالانتقام لاعتقالها رغم أن السلطات السعودية لم تعلن اسمها في حينه. وقال البيان حينها إنه سيستهدف أمراء ووزراء ومجموعة من المسؤولين في الدولة انتقاماً.

القصير تحمل شهادة جامعية وتعمل في مجال التعليم، وبرز اسمها أكثر بعد بيان القاعدة الأول حينما سنحت أحداث ما يعرف بالربيع العربي لتحرك أوسع في صفوف الاسلاميين، إذ بدأت مجموعات بإطلاق مبادرات للاعتصام من أجلها، إلا أن الداخلية السعودية أصدرت بياناً ذكرت فيه بالأحكام التي صدرت على بعض المعتقلين ومن ضمنهم هيلة القصير.

وقالت الوزارة في بيانها إن هيلة تقضي حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً بعد إدانتها quot;قضائياً بجمع الأموال وتهريبها لصالح التنظيمات الإرهابية في اليمن والتحريض على مقاومة رجال الأمن بالسلاح وحيازة السلاح وتكفير الدولة والتزوير، وقد صدر الحكم عليها مميزاًquot;.

هيلة القصير ظهرت مرة أخرى في بيان القاعدة الذي حمل شروطاً مقابل الإفراج عن القنصل السعودي المختطف في اليمن منذ مارس قبل الماضي ، إذ طالب فرع القاعدة في اليمن بإطلاق سراح جميع quot;الموقوفاتquot; في السجون السعودية ومن بينهن هيلة القصير، مقابل الافراج عن القنصل الخالدي.