أنتج ومثّل وأخرج أهالي كفرنبل فيلمًا تشويقيًا رائعًا، عنوانه quot;الثورة السورية في 3 دقائقquot;، فجعلوه بسيطًا كثورتهم، علّ المجتمع الدولي يفهم أن عليه إيقاف بشار الأسد عن قتل شعبه.


ساره الشمالي من لندن: الثورة السورية ليست عصيّة على الفهم، فهي أبسط من أن تعقد كما يتم اليوم. هذه أول رسالة يريد فيلم quot;الثورة السورية في 3 دقائقquot; إيصالها إلى الجميع. فهذا فيلم بسيط جدًا، في فكرته وإخراجه وإنتاجه، إذ اعتمد أهالي كفرنبل على كفاءاتهم ومواردهم الذاتية، ليخرجوا بشريط فيه من الإبداع ما ليس في الكثير من أفلام الحركة والتشويق عالية الإنتاج والتكاليف.

أما الرسالة الثانية فسهلة الفهم أيضًا، بالرغم من أن المجتمع الدولي عجز حتى الآن عن فهمها، وهي أن بشار الأسد قتل أكثر من 100 ألف بسلاح تقليدي، وقتل 1500 بسلاح كيميائي، فأوقفوه.

إنها الرسالة البليغة لمجتمع دولي حصر كل الأزمة بسلاح النظام السوري الكيميائي، وغضّ النظر عن قتل الشعب السوري بسلاح غير محرّم دوليًا، وكأن هذا المجتمع لا يحرم القتل، طالما حصل بالقذائف والرصاص والمتفجرات.

سيناريو بسيط ومعبّر
حين اختار منفذو الفيلم العودة إلى إنسان الكهف ليكون هو البطل، كان خيارهم عن دراية، فالمسألة لا تحتاج تطورًا وارتقاءً بشريًا ليفهم المرء أن الشعب السوري خرج متظاهرًا يريد حريته، وأن النظام قمعه أولًا، ثم ثار هذا الشعب، فقمعه أكثر بمساعدة حزب الله. واستمرت الثورة، ليستمر القتل، تحت أنظار المجتمع الدولي.

وتشجّع روسيا النظام السوري على استخدام السلاح الكيميائي، فيصيح المجتمع الدولي احتجاجًا. فتأخذ روسيا سلاح الأسد الكيميائي وتقدمه إلى المجتمع الدولي، الذي يعود إلى صمته، بينما يستمر النظام في تفجير السوريين، بعون من إيران وروسيا، وكأنّ شيئًا لم يكن، وكأنّ لا تهديد أطلقه المجتمع الدولي أو أميركا.

رسالة فيلم التشويق السوري واضحة وصريحة، لكن الكفرنبلي، الذي صنعه، أصرّ على تبيانها بوضوح لمن لا يفهم: quot;الموت هو الموت، بغضّ النظر عن الطريقة، فالأسد قتل 150 ألف سوري... أوقفوهquot;.

عاصمة ثقافة الثورة
ما أن جرى تحميل فيلم quot;الثورة السورية في 3 دقائقquot; على موقع يوتيوب، حتى تسابق الناس إلى مشاهدته، فارتفع عدد المشاهدات إلى نحو 13 ألف مشاهدة خلال ساعة ونيف. كيف لا، والفيلم من إنتاج كفرنبل، التي يرى فيها الثوار السوريون عاصمة ثقافية لثورتهم، ومخزن الإبداع الثوري، بعدما ذاع صيت متظاهريها اليوميين بلافتات وأناشيد وكتابات تعبّر فعلًا عن مأساة الشعب السوري خلال أربعة عقود، وخلال انتفاضة مستمرة منذ عامين ونصف عام.

وقد لفتت كفرنبل نظر العالم بإبداعها، الذي سخرته في خدمة الثورة، فطافت اللوحات واللافتات الاحتجاجية في أميركا بنحو 120 عملًا فنيًا، ضمن معرض جوال عنوانه quot;حلمquot;، رسم 90 بالمئة منها الفنان أحمد جلل، والباقي رسمها منسق لافتات كفرنبل رائد الفارس.