دعا الرئيس الأميركي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى صدور قرار حازم حول ازالة الأسلحة الكيميائية من سوريا، كما دعا الى تجربة الطريق الدبلوماسية مع إيران. وحذر من ان تقديم الدعم لمصر يتوقف على التقدم نحو الديمقراطية.


نيويورك: دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء الى صدور قرار quot;حازمquot; عن مجلس الامن الدولي حول ازالة الاسلحة الكيميائية السورية، واعتبر ان النظام السوري سيواجه quot;عواقبquot; في حال لم يلتزم بتعهداته.

وقال اوباما امام الجمعية العامة للامم المتحدة quot;لا بد من قرار حازم يصدر عن مجلس الامن للتأكد من ان نظام الاسد يلتزم بتعهداتهquot;، معتبرا ان المجتمع الدولي لم يكن على المستوى المطلوب حيال المأساة في سوريا.

ودافع اوباما عن التلويح بعمل عسكري ضد النظام السوري معتبرا ان هذا الامر ادى الى اطلاق الجهود الدبلوماسية.
وقال quot;من دون تهديد عسكري جدي، ما كان مجلس الامن اظهر اي توجه للتحركquot;.

واضاف انه في الاسابيع الاخيرة، quot;توصلت الولايات المتحدة وروسيا وحلفاؤنا الى اتفاق على وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية ومن ثم تدميرهاquot;.

وتابع quot;لا بد الان من قرار حازم يصدر عن مجلس الامن للتاكد من ان النظام (السوري) يلتزم بتعهداته، ولا بد من عواقب اذا لم يف بهذه التعهداتquot;.

وقال اوباما quot;اذا كنا عاجزين عن التوافق حتى على هذا الامر، فهذا سيظهر ان الامم المتحدة عاجزة عن فرض احترام القوانين الدولية الاكثر بديهيةquot;.

واكد quot;اننا اذا نجحنا فهذا سيوجه رسالة قوية مفادها ان استخدام الاسلحة الكيميائية لا مكان له في القرن الحادي والعشرين، وان هذه المنظمة تؤمن فعلا بما تقولquot;.

وكرر اوباما ان الادلة تظهر في شكل quot;دامغquot; ان الهجوم بالغاز الذي اسفر عن مقتل نحو 1400 شخص في سوريا في 21 اب/اغسطس قام به النظام.

واعتبر ان quot;الافتراض ان اي جهة اخرى غير النظام شنت هذا الهجوم يشكل اهانة للمنطق الانساني ولشرعية هذه المؤسسةquot; في اشارة الى الامم المتحدة.

وراى اوباما ان quot;اتفاقا حول الاسلحة الكيميائية ينبغي ان يحرك جهدا دبلوماسيا اوسع لبلوغ اتفاق سياسي في سورياquot;.

وتابع quot;لا اعتقد ان عملا عسكريا يتم القيام به من داخل البلاد او من جانب قوى خارجية يمكنه ان يؤدي الى سلام دائمquot;.

وقال اوباما كذلك quot;لا اعتقد ايضا ان اميركا او اي بلد ينبغي ان يقرر الجهة التي ستحكم سوريا، يعود للشعب السوري ان يقرر (ذلك). لكن رئيسا قتل مواطنيه وسمم اطفالا بالغاز حتى الموت لا يمكنه ان يكتسب مجددا الشرعية لقيادة بلاد منقسمة في شكل خطيرquot;، في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد.

وبالعودة الى السياسة الاميركية في الشرق الاوسط، اكد اوباما ان الولايات المتحدة quot;مستعدةquot; للجوء الى القوة في الشرق الاوسط عند الضرورة.

وقال quot;سنواجه الاعتداءات الخارجية على حلفائنا وشركائنا كما فعلنا خلال حرب الخليجquot;، مؤكدا عزمه على quot;تفكيك الشبكات الارهابيةquot;.

وشدد اوباما على quot;اننا لن نقبل بتطوير او استخدام اسلحة دمار شاملquot;.

... ويمدّ اليد إلى إيران

دعا اوباما الى اعطاء فرصة للطريق الدبلوماسية مع ايران بشأن ملفها النووي، الا انه طالب طهران بquot;افعالquot; وحذر من ان الخلافات بين الولايات المتحدة وايران لن تحل quot;بين ليلة وضحاهاquot;.

واعلن ان بلاده quot;تشجعتquot; بانتخاب حسن روحاني رئيسا لايران، واعتبر ان الاخير تلقى quot;تفويضا ليسلك طريقا اكثر اعتدالاquot; في اشارة الى سلفه محمود احمدي نجاد الذي تميز بمواقفه المتطرفة.

وتابع الرئيس الاميركي quot;بما ان الرئيس روحاني التزم التوصل الى اتفاق، طلبت من (وزير الخارجية) جون كيري ادارة هذه الالية مع الحكومة الايرانية بتعاون وثيق مع الاتحاد الاوروبي وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصينquot;.

أضاف: quot;قد يبدو من الصعب جدا تجاوز العقبات الا انني مقتنع بانه لا بد من تجربة الطريق الدبلوماسيةquot;.

واقر اوباما ايضا بوجود quot;جذور عميقةquot; من الحذر بين واشنطن وطهران اذ ان العلاقات مقطوعة بين البلدين منذ العام 1979.

وتابع الرئيس الاميركي quot;لا اعتقد انه سيكون بالامكان تجاوز هذه المسألة الصعبة بين ليلة وضحاها، فالشكوك عميقة جدا. الا انني متأكد أننا في حال تمكنا من حل مسألة البرنامج النووي الايراني فان ذلك يمكن ان يفتح الباب امام علاقة مختلفة قائمة على المصالح والاحترام المتبادلquot;.

الا ان اوباما اضاف ان واشنطن اذا كانت تفضل خيار الطريق الدبلوماسية quot;فاننا نبقى مصممين على منع تطوير سلاح نوويquot; ايراني.

وقال الرئيس الاميركي ايضا quot;نحن لا نسعى الى تغيير النظام ونحترم حقوق الايرانيين في الوصول الى طاقة نووية سلميةquot; معتبرا ان هذه القناعات تتلاقى مع التصريحات العلنية للقادة الايرانيين حتى المرشد علي خامنئي quot;ويجب ان تشكل اساسا لاتفاقquot; حول الملف النووي.

ولكي تتكلل هذه الالية بالنجاح quot;لا بد من ان يترافق الكلام التصالحي مع افعال شفافة يمكن التحقق منهاquot; معتبرا ان quot;خيارات الحكومة الايرانية هي التي اوصلت الى العقوبات الحاليةquot; التي اثرت كثيرافي الاقتصاد الايراني.

مساعدة مصر رهين تقدّم الديمقراطية

بالنسبة الى مصر، حذر الرئيس الاميركي من ان استمرار الدعم الاميركي لمصر يتوقف على تقدمها نحو العودة الى الديمقراطية بعد عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي.

وقال إن الولايات المتحدة quot;تجنبت عن عمد الوقوف مع اي جانبquot; بعد عزل مرسي في 3 تموز/يوليو الماضي لكنه حذر من ان quot;دعمنا سيتوقف على تقدم مصر على طريق الديمقراطيةquot;.

وشدد الرئيس الاميركي على ان quot;مرسي انتخب ديمقراطيا لكنه اثبت عدم رغبة او عدم قدرة على الحكم بطريقة ديمقراطيةquot;.

وقال ان quot;الحكومة الموقتة التي حلت مكانه جاءت استجابة لارادة ملايين المصريين الذين راوا ان ثورتهم اتخذت منحى خاطئا، لكنها اتخذت ايضا قرارات لا تتفق مع الديمقراطية من خلال اعلان حالة الطوارئ وفرض قيود على الصحافة والمجتمع المدني واحزاب المعارضةquot;.

واضاف quot;بالطبع تعرضت اميركا للهجوم من كل اطراف هذا النزاع الداخلي حيث اتهمت بدعم الاخوان المسلمين وفي الوقت نفسه بادارة ابعادهم عن السلطةquot;.

وشدد على انه quot;في الواقع تجنبت الولايات المتحدة عن عمد الوقوف مع اي جانب. واهتمامنا خلال السنوات الاخيرة كان تشجيع قيام حكومة تجسد شرعيا رغبة الشعب المصري وتعترف بالديمقراطية الحقيقيةquot;.

واوضح اوباما ان quot;موقفنا حيال مصر يعكس وجهة نظر اوسع: الولايات المتحدة ستعمل في الوقت الحالي مع حكومات لا ترقى الى مستوى التطلعات الدولية لكنها تعمل معنا على تحقيق مصالحنا الكبرىquot;.

واضاف محذرا quot;لكننا لن نكف عن المطالبة باحترام المبادئ التي تتفق مع قيمنا اي معارضة استخدام العنف في قمع المعارضين ودعم المبادئ التي ينص عليها الاعلان العالمي لحقوق الانسانquot;.

مساعدات لجيش لبنان

أقرّ الرئيس الأميركي مساعدة جديدة للجيش اللبناني بقيمة 8,7 ملايين دولار للحفاظ على quot;الاستقرارquot;، وذلك اثناء اجتماع مع نظيره اللبناني ميشال سليمان. (التفاصيل)

السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين

اعلن الرئيس الاميركي ان quot;لا اوهامquot; لديه حيال صعوبة التوصل الى سلام بين اسرائيل والفلسطينيين وذلك خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيويورك. (التفاصيل)

أوباما وروحاني لن يلتقيا

اعلن مسؤول كبير في البيت الابيض ان الرئيس الاميركي ونظيره الايراني لن يلتقيا في نيويورك. (التفاصيل)