فيما تبنت الدولة الإسلامية في العراق والشام التفجيرات بالسيارات المفخخة، التي استهدفت مقر الأمن العام quot;الأسايشquot; في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق الشمالي، الأحد، فقد ارتفع عدد ضحايا التفجيرات إلى 7 قتلى و68 مصابًا، في أول حادث عنف تشهده المدينة منذ 6 سنوات، بينما عبّرت بعثة الأمم المتحدة في العراق عن صدمتها.


أسامة مهدي: تبنت الدولة الإسلامية في العراق والشام، المنبثقة من تنظيم القاعدة، الهجمات التي شهدتها مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراقي الشمالي، فيما قالت مصادر أمنية إن السلطات المحلية شنّت حملة أمنية في أوساط اللاجئين السوريين الأكراد في الإقليم، بحثًا عن مشتبهين في تفجيرات أربيل، كما أشارت وسائل إعلام كردية الليلة.

من جانبها فقد دانت الحكومة العراقية في بغداد تفجيرات أربيل، ملمّحة إلى أنها مرتبطة بالأزمة السورية. وقال علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي في تصريح صحافي quot;ندين بشدة هذا الهجومquot;، مضيفًا إن quot;سوريا أثرت علينا جميعًا، وليس ببعيد أن يكون الهجوم إحدى شظايا الأزمة السوريةquot;.

وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قد هدد في وقت سابق بالقتال إلى جانب المسلحين السوريين الأكراد، الذين يواجهون مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام، والذين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد، ويتهمهم الأكراد باستهدافهم.

تفاصيل عن التفجيرات
وفي أول رد فعل رسمي على التفجيرات، قالت وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان إن قواتها أحبطت عملية اقتحام مديرية الأسايش العامة في مدينة أربيل عبر انتحاريين. وأضافت في بيان quot;إن انتحاريًا فجّر نفسه أمام مديرية الأسايش العامة في مدينة أربيل بعد ظهر اليوم الأحد، والإحصائيات الأولية تشير إلى وقوع عدد من الضحاياquot;.

وأشارت إلى أنه وبحسب المعلومات فإن الانتحاري حاول تفجير نفسه داخل مبنى مديرية الأسايش العامة، لكن حرّاس المبنى منعوه من التقدم إلى داخل المبنى. وأوضحت أن انتحاريًا آخر حاول التسلل إلى مبنى الأسايش، إلا أن حراس المديرية أحبطوا العملية وقتلوا الانتحاري.

من جهتها قالت مصادر كردية إن خمس سيارات مفخخة انفجرت بالقرب من مقر مديرية الأسايش العامة، أعقبها هجوم مسلح.وأشارت إلى أن أربع سيارات مفخخة انفجرت أمام المقر في شارع الستيني وسط أربيل، أعقبها انفجار سيارة إسعاف أمام المديرية وحدوث إطلاق نار على قوات الأسايش من قبل مسلحين مجهولين. وقد وجّهت مديرية الأسايش وجّهت نداء إلى المواطنين بضرورة الابتعاد عن موقع الانفجارات حفاظًا على سلامتهم وتحسبًا لتكرار وقوع هجومات أخرى.

كما أغلقت السلطات المحلية في محافظة أربيل مداخل ومخارج المدينة تحسبًا لوقوع هجمات جديدة، حيث فرضت إجراءات أمنية مشددة، وأغلقت المنافذ المؤدية إلى أربيل، ومنعت الدخول إلى المدينة والخروج منها.

من جهته قال محافظ أربيل نوزاد هادي إن أربعة من قوات الأسايش وستة مسلحين، بينهم انتحاريان، قد قتلوا في الهجوم. وأوضح أن الانتحاريين الاثنين كانا يقودان سيارتين مفخختين.. مشددًا على أن الوضع في المدينة، البالغ عدد سكانها حوالى المليون ونصف مليون نسمة، تحت السيطرة.

وقد أغلقت قوات الأمن الكردية الطرق المؤدية إلى المكان الذي تتوافد إليه سيارات الإسعاف، فيما اعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه منذ حوالى ست سنوات في عاصمة إقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي واستقرار أمني تام.

يأتي هذا الحادث النادر وقوعه في الإقليم الذي يتمتع باستقرار نسبي بعد ساعات من إعلان فوز حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، ومقره في مدينة أربيل، في انتخابات برلمان الإقليم، التي جرت في 21 من الشهر الحالي.

الأمم المتحدة مصدومة من التفجيرات
وقد عبّر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف عن صدمته من سلسلة التفجيرات التي استهدفت أربيل. وقال ملادينوف في بيان صحافي quot;لقد أصابني هذا الهجوم، الذي ضرب أربيل اليوم، بالصدمة، وشعرت بالقلق حيالهquot;.وأضاف quot;أود أن أتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة إلى أسر الضحايا وإلى حكومتي إقليم كردستان والعراق، لقد ظلت أربيل تنعم بالأمن والسلام لسنوات عديدةquot;.

ودعا quot;السلطات الإقليمية والوطنية إلى العمل معًا لضمان استمرار الهدوء والطمأنينة في كل أرجاء الإقليم، وتقديم المسؤولين عن الهجوم إلى العدالةquot;. من جانبه دان رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي quot;التفجيرات الإجرامية التي استهدفت مدينة أربيلquot;، معتبرًا أنها تأتي ضمن محاولات شق صفه الوطني وتمزيق نسيجه الاجتماعي، وإثارة النعرات الطائفية والقومية بين مكوناته.

وقال النجيفي في بيان صحافي تسلمته quot;إيلافquot; مساء اليوم quot;في الوقت الذي ندين ونستنكر بأشد العبارات التفجيرات الإجرامية الآثمة، التي استهدفت مدينة أربيل، وأوقعت عددًا من الضحايا الأبرياء، فإننا نؤكد أن هذه الجرائم المتكررة التي تستهدف جميع أطياف الشعب العراقي في شماله ووسطه وجنوبه، تأتي ضمن محاولات شق صفه الوطني وتمزيق نسيجه الاجتماعي، وإثارة النعرات الطائفية والقومية بين مكوناته، وعلى الجميع الوقوف بحزم وقوة ضد مرتكبي هذه الجرائم الشنيعة وملاحقتهم وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادلquot;.

أما الحزب الإسلامي العراقي، فقال إن quot;هذه التفجيرات تعزز القول إن العراق بكامله يواجه معركة مصيرية تستهدفه وطنًا وشعبًا، ولا بد من التكاتف جميعًا لتجاوز هذه المحنة الخانقة التي يتعرّض لها بلدنا الجريحquot;. وأضاف في بيان إن quot;المرحلة الحالية التي يعيشها العراق تمثل الأخطر لكون استهداف مدنه ومحافظاته اتسع بشكل يثير الخوف والريبةquot;.

وقال الحزب quot;لقد ظل إقليم كردستان يمثل ملاذًا آمنًا لكل أهلنا ممن واجهوا أقسى الظروف، وظلوا طيلة السنوات الماضية يقابلون برعاية وتعامل أخوي كبيرquot;، مشددًا على أهمية quot;العمل الجاد لعدم امتداد العصابات الإجرامية ونشاطاتها إلى هذا الجزء العزيز من وطنناquot;.