يثير الاقتتال الكردي ndash; الكردي في سوريا غضب رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، الذي هدد باعادة النظر في مواقفه منهم ووقف المساعدات عنهم في حال لم يتم الالتزام باتفاقية أربيل بالكامل.


لندن: أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني غضبه من الاقتتال الكردي - الكردي في سوريا، مهدداً بإعادة النظر في مواقفه الداعمة لبعض قواهم، في حين تصاعد التوتر بين هذه القوى اثر اعتقال حزب كردي على علاقة بالنظام السوري، عناصر كردية سورية دخلت إلى سوريا من العراق بعد تلقيها تدريبات عسكرية في اقليم كردستان لاثارة الفتنة بحسب قوله.

وقالت رئاسة اقليم كردستان العراق انه لحسن الحظ و نتيجة للمحاولات الحثيثة لمسعود بارزاني فقد شهدت المناطق الكردية في سوريا هدوءا نسبياً بالمقارنة مع باقي مناطق البلاد، حيث انه ومنذ بداية الأزمة السورية قبل أكثر من عامين، حاول مع مختلف الجهات الرسمية في الاقليم، دفع الأطراف الكردية في غرب كردستان (سوريا) للعمل تحت مظلة سياسية واحدة. وأشارت الرئاسة في بيان إلى أن إعلان الهيئة الكردية العليا في 11 تموز (يوليو) من العام الماضي، كان ثمرة تلك الجهود والإجتماعات المتكررة لرئيس الإقليم، مع مختلف الأطراف السياسية الكردية quot;حيث كان إعلان الهيئة محل سرور كل الأطراف الكردية، فلاقت كل الدعم و المساندة من قبل الرئيس مسعود بارزاني ومختلف الجهات الحكومية في الإقليم، باعتبارها مكسباً قومياً لجميع الأطراف، وتتألف الهيئة من مجلسي شعب غرب كردستان والحزب الوطني الكردي السوري، وتتولّى شؤون إدارة المناطق المحررة في المناطق ذات الكثافة السكانية الكردية في سوريا.

حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي متهم بالتعاون مع النظام السوري
وأشارت الرئاسة الكردستانية إلى انه quot;منذ ذلك الوقت وحتى الآن، ينظر رئيس الإقليم بعين الأخوة إلى جميع الأطراف السياسية، ويحتفظ بمسافة واحدة من معظمها، ولكن تبيّن أن طرفاً معيناً يحاول يوماً بعد يوم وبصفقات مشبوهة، تسليح عناصره والإبتعاد عن إتفاق أربيل، وتهميش الأطراف الأخرى حتى وصل بهم الأمر إلى القتل والإعتقال والخطف وعدم إيلاء الإهتمام لآراء الأطراف الأخرىquot;، في اشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، المتهم بالتعاون مع حزب العمال التركي الكردستاني ومع النظام السوري ضد القوى الكردية الأخرى.

وشددت بالقول quot;لا يحق لأي طرف أن يتفرد بالقرار، حتى وإن كان متعلقاً بإجراء إنتخابات حرة لأن الهيئة الكردية العليا هي الممثل الوحيد للشعب الكردي في سوريا، و نحن لن نسمح ان يتم استغلال تأييدنا ودعمنا وجعله جسراً لتثبيت طرف على حساب أطراف اخرى، لذلك فإننا سنضطر إلى إعادة النظر في مواقفنا السابقة، وإتخاذ القرار المناسب إذا لم يتم تنفيذ إتفاقية أربيل بشكل كامل والإلتزام بمعظم بنودهاquot; في إشارة إلى وقف دعم القوى الخارجة عن سياسات الهيئة الكردية العليا.

اتهامات متبادلة وتوتر بين اكراد سوريا
ومن جهته أكد عبد الحكيم بشار سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا (البارتي) المؤيد لبارزاني علاقة حزب الاتحاد الديمقراطي بأجهزة النظام السوري الأمنية، وقال إن عناصره يقومون بالأعمال التي من المفترض أن يقوم بها النظام السوري quot;فهم يعتقلون و يقتلون ويسلبون الأشخاص الوطنيين ويقومون بحماية مسلحي عشائر الغمر وقوات محمد الفارس التابعة للنظام، كما أنهم يعتقلون أي كردي يحمل السلاح لحماية المناطق الكردية. جاء ذلك عقب اعتقال وحدات الحماية الشعبية 70 من كوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني الاثنين الماضي.

وشدد بشار بالقول في تصريح صحافي quot;انهم قاموا باعتقال كوادرنا وعلى دفعات في مناطق كردية عدة وكأننا في زمان البعث، في حملة أمنية شهدت مداهمات واسعة. وأكد انه لا يحق لهم بأي شكل التدخل في ماهية نشاطات كوادرنا في كردستان العراق، او في أي مكان وكل ما يدفعنا إلى تحمل هذه الممارسات الخطيرة هو حرصنا على عدم الإنجرار إلى حرب أهلية، وإلى حرب الإخوة لكن إذا استمر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني بممارساته هذه فلن نبقى متفرجينquot;. وقال إن هذا الحزب يعتبر جزءا من النظام، ويقوم بدور أجهزة الأمن السياسي وأمن الدولة والأمن العسكري التابعة للنظام السوري.
ومن جهتها، أشارت مصادر كردية إلى ان المعتقلين هم سوريون أكراد كانوا تدربوا عسكرياً في اقليم كردستان العراق، ثم عبروا الحدود إلى سوريا حيث أشارت تقارير إعلامية لحزب العمال التركي الكردستاني، إلى أن قوات البيشمركة الكردية العراقية قد نشرت عناصرها على الحدود مع سوريا.

وقد توترت أجواء المنطقة الحدودية الرابطة بين إقليم كردستان العراق وسوريا عقب قيام عناصر تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري باعتقال العشرات من أعضاء الحزب الديمقراطي الكردي السوري quot;البارتيquot; الموالي للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني.

نفي لنشر قوات البيشمركة على الحدود
ونقلت مصادر إعلامية مقربة من حزب العمال الكردستاني quot;بي كي كيquot; أن quot;قوات من البيشمركة الكردية وصلت إلى الحدود المشتركة بين إقليم كردستان والجانب السوري مدججة بالأسلحة الثقيلة والرشاشاتquot; وان قائد قوة البيشمركة آزاد ميراني التقى قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي على الحدود.
لكن الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق نفى اليوم نشر أي قوات على الحدود مع المناطق الكردية في سوريا. وقال الفريق جبار ياورquot;لم يتم نشر اية قوات على الحدود مع المناطق الكردية في سوريا كما لم يصدر اي قرار من وزارة البيشمركة حول إستنفار اية قواتquot;.
ومن جانبه، قال ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم كردستان الذي يسيطر على أغلبية المناطق الكردية في سوريا، جعفر عكاش إن التوتر بدأ عندما حاول 74 من كوادر وأعضاء quot;البارتيquot; دخول المناطق الكردية خارج المعابر الرسمية، مضيفاً أن quot;قوات حزبه قد اعتقلتهم بعدما تأكد لها أنهم تلقوا تدريبات عسكرية داخل إقليم كردستان، ودخلوا إلى المناطق الكردية في سوريا بهدف بث الفتنة وتقويض تجربة الإدارة الذاتية التي يشرف عليها حزبه في الداخل.

وتشهد سوريا منذ آذار (مارس) عام 2011 انتفاضة شعبية تطالب بإنهاء حكم عائلة الرئيس بشار الأسد قبل أن تتحول إلى صراع مسلح أودى بحياة حوالى 80 الف شخص بحسب منظمات حقوقية.
وفي وقت سابق، حذرت تركيا وإقليم كردستان من خطورة إثارة النظام السوري للصراع الطائفي والعرقي، وأكدتا أن ذلك يهدد أمن واستقرار المنطقة وشددتا على عدم السماح لأي منظمات إرهابية او متشددة بملء الفراغ في سوريا بعد رحيل الأسد وقالتا إن الوضع في سوريا خطير وكارثي وشعبها لا يزال يعاني خسائر في الأرواح والدمار بشكل وصل لمستويات لم يسبق لها مثيل.
يذكر ان الحكومة العراقية الاتحادية في بغداد والحكومة المحلية في اقليم كردستان تتبنيان موقفين متناقضين من الاحداث الجارية في سوريا حيث تدعو الأولى إلى حل سلمي للنزاع المسلح المستمر منذ اكثر من عامين، وترفض تسليح المعارضة في حين تتبنى سلطات اقليم كردستان موقفا اكثر حدة ضد النظام السوري.