تلاحق المصائب الفلسطينيين أينما كانوا، خصوصًا على الأراضي السورية. وقمة مصائبهم ما يحل بالقاطنين في مخيم اليرموك الدمشقي. فالمخيم محاصر من قوات النظام السوري، تحقيقًا لسياسة بشار الأسد التي تركز على التجويع حتى التركيع.


تفاقمت الأزمة الإنسانية في مخيم اليرموك خلال الأيام القليلة الماضية، ما أدى إلى حصول حالات وفاة بين الأطفال والعجائز، بسبب الجوع وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وعلى الرغم من المساعي الدبلوماسية الحثيثة لفك الحصار المستمر منذ 6 أشهر، والتظاهرات التي تنطلق في أنحاء المخيم، في تسهيل مرور الأغذية والأدوية. ورفع الحصار أسعار المواد الغذائية، فوصل سعر كيلو الأرز إلى ستة آلاف ليرة سورية، ما يزيد عن 40 دولارًا.

وقد أطلق ناشطون سوريون حملة إلكترونية تحت شعار quot;أنقذوا مخيم اليرموكquot;، توفر قاعدة بيانات كاملة عن أرقام المحاصرين والنازحين من المخيم، والقتلى والمصابين، على أن يعلن 11 كانون الثاني (يناير) الجاري يومًا إعلاميًا شاملًا، في محاولة لإنقاذ المخيم من الموت جوعًا.

لرفع الحصار

وفي موازاة هذا النشاط، دعت اللجنة الشبابية في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان إلى اعتصام رمزي تحت شعار quot;تضامنًا مع مخيم اليرموك في سوريا وفك الحصار عنهquot;، شارك فيه شبان من المخيم وعدد من الفلسطينيين والسوريين اللاجئين من سوريا إلى المخيم.

وكان زكريا الآغا، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، دعا أطراف النزاع في سوريا إلى إبعاد المخيمات الفلسطينية عن الصراع الداخلي، وإلى رفع الحصار عن المخيمات وتسهيل دخول الأدوية والمواد الغذائية إلى مخيم اليرموك، الذي يشهد تدهورًا في أوضاعه الصحية والإنسانية.

ممرات آمنة

أضاف الآغا: quot;جميع الأطراف ملزمة بحماية اللاجئين وفتح ممرات آمنة، لإدخال الدواء والغذاء للاجئين المحاصرينفي مخيم اليرموك، مع استمرار سقوط الضحايا من اللاجئين بشكل يومي نتيجة الجوع والحصار، وعدم قدرة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ndash; الأونروا على توصيل المساعدات للاجئين الفلسطينيين داخل المخيمquot;.

ولفت إلى أن عدم فتح ممرات آمنة لإدخال المواد الغذائية والعلاجية للاجئين المحاصرين في المخيمات السورية انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني، مؤكدًا ضرورة تحرك القوى والفصائل الفلسطينية لتنفيذ المبادرة السياسية التي قدمتها منظمة التحرير الفلسطينية، quot;فالنظام السوري والجيش الحر مطالبان بتنفيذها لإنقاذ حياة نحو 20 ألف لاجئ فلسطيني من الموت الذي يلاحقهم جراء الجوع والحصارquot;.