وصف وليد جنبلاط الشارونية بالنهج المطبق في إسرائيل وفي الدول العربية، غير مفارق أرييل شارون عن العديد من الحكام العرب، يجتمعون في الطغيان.


بيروت: كانت وفاة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق أرييل شارون حدثًا اقتطع لنفسه حيزًا في السياسة العربية منذ أيام، خصوصًا أن العديد من الناشطين، لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، انتهزوا فرصة وفاة quot;جزار بيروتquot;، ليقيموا ميزان المفارقة بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ما فتئ يقتل شعبه منذ نحو ثلاثة أعوام، وما زال يحاصر مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق منذ أشهر، حتى مات فيه العجّز وتوفيت النساء... جوعًا.

أقران شارون
على النسيج نفسه، نسج النائب وليد جنبلاط، رئيس جبهة النضال الوطني، موقفه الأسبوعي، الذي درج على نشره في الموقع الالكتروني لجريدة الأنباء الناطقة باسم حزبه التقدمي الاشتراكي. فقال: quot;لا يختلف آرييل شارون عن الكثير من أقرانه، الذين تتلمذوا في المدرسة الصهيونيّة ومؤسستها العسكريّة، وتنقلوا في مناصبها المختلفة، طالما أن الهدف الدائم والمستمر كان القضاء على فلسطين وشعبها وحقوقه الوطنيّة المشروعةquot;. أضاف جنبلاط: quot;قد يكون شارون تفوق على سواه في كمية الحقد والاجرام الذي مارسه، لكن من غير الممكن النظر إلى تجربته السياسيّة والعسكريّة بمعزل عن المشروع الذي انتمى إليه، والذي مارست كل رموزه أشكالاً مختلفة من الاجرام والتهجير والقتل والتشريدquot;.
وتابع جنبلاط: quot;منذ تأسيس الكيان الاسرائيلي على أرض فلسطين، تحت ذريعة أنها أرض بلا شعب، فإذا بالشعب الفلسطيني كان موجودًا وتم إقتلاعه، ولا يزال، من أرضه بالقوة العسكريّة والارهابية والجبريّة، بما يخالف كل القوانين والمواثيق والأعراف الدوليّة التي لا تُستحضر، للأسف، إلا وفق المصالح الدوليّة والحسابات الفئويّة دون أن تأخذ في الاعتبار المصالح الفعليّة للشعوب وسبل تحقيقهاquot;.
ويستذكر جنبلاط كم هي كثيرة الحروب الاسرائيليّة على الاراضي الفلسطينيّة ولبنان والبلدان العربيّة، منذ اغتصاب فلسطين سنة 1948، مرورًا بالعدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، ثم حرب 1967، والغزوات المتتالية للبنان من عملية الليطاني 1978 وعملية السلام للجليل التي إحتلت خلالها بيروت كأول عاصمة عربية 1982، وكان شارون هو من قام بحصارها، وعملية تصفية الحساب عندما حصل العدوان على لبنان 1993، وعناقيد الغضب 1996، وحرب تموّز 2006، فضلا عن عملية الرصاص المصبوب على غزة 2008-2009.
وقال جنبلاط: quot;هذا التفنن في تسمية العمليات العسكرية لا يختلف عن التفنن الاسرائيلي في تنفيذ المجازر، من القدس وحيفا إلى دير ياسين، مرورًا بأبشع المجازر في صبرا وشاتيلا، وصولًا إلى الحرم الابراهيمي، وقانا الأولى ثم قانا الثانية، ناهيك عن مئات عمليات الاغتيال السياسي كالقادة الفلسطينيين الثلاثة في بيروت، وأبو جهاد خليل الوزير والشيخ أحمد ياسين والعشرات من القيادات والكوادر الفلسطينيّة التي دفعت أثمانًا باهظة في سبيل الحقوق الوطنيّة الفلسطينية.
اضاف: quot;هذا المسار الاسرائيلي المستمر منذ مرحلة العصابات الصهيونيّة في منتصف ثلاثينات القرن الماضي إنما يؤكد أن شارون ليس إلا تلميذًا نجيبًا في مدرسة الاجرام الاسرائيليquot;.
وختم جنبلاط قائلًا: quot;كم يماثل شارون من نماذج مشابهة في العالم العربي، نكلوا بشعوبهم وهجّروهم، وارتكبوا بحقهم المجازر تلو المجازر، وقد ولد عنفهم التطرف والعنف المقابل. فالشارونيّة، على ما يبدو، نهج إسرائيلي يطبق في إسرائيل والدول العربيّة!quot;