دعا ناشطون سوريون العالم إلى عدم الانخداع بوجه إنساني يلبسه بشار الأسد قبل أيام من جنيف-2، يريد به تبييض صفحته السوداء.


حذر سوريون يتضوّرون جوعًا في ضواحي دمشق، التي تحاصرها قوات النظام السوري، من أن بشار الأسد يسعى إلى استثمار مؤتمر جنيف-2، الذي من المقرر أن تبدأ أعماله الأربعاء في سويسرا، بعروض لا معنى لها، قدّمها في الساعات الأخيرة، مقترحًا وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية.

تبييض صفحته
ومن المتوقع أن تحضر المؤتمر 35 دولة ـ فيما تلقت ايران، أكبر حلفاء النظام، دعوة إلى الحضور من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وكان نظام الأسد اقترح، بتشجيع من روسيا والولايات المتحدة، اتخاذ quot;إجراءات لبناء الثقةquot;، كوقف العمليات القتالية في مدينة حلب وتبادل معتقلين. لكن ناشطين معارضين في الداخل حذّروا من مناورات النظام، واتهموا الغرب بتجاهل جرائمه ضد الشعب السوري.

وقال الناشط قصي زكريا من معضمية الشام، التي عزلها النظام عن العالم الخارجي وتحاصرها قواته منذ ما يربو على عام كامل، إن الأسد يحاول تبييض صفحته قبل جنيف-2 لاستباق مجرياته. ونقلت صحيفة تايمز عن زكريا قوله: quot;إن المجتمع الدولي محا من ذاكرته المجزرة الكيميائية، ولم يعد يتحدث عن استخدام نظام صواريخ سكود والنابالم والفوسفور الأبيض، التي كلها أسلحة محرّمة دوليًاquot;.

وأضاف زكريا: quot;إن النظام يحاول الآن تلميع صورته بشأن الوضع الإنساني، بعدما استخدم الأسد سياسة التجويع بحق 1.5 مليون سوريquot;.

مناورات النظام
وكانت معضمية الشام وافقت قبل ثلاثة أسابيع على وقف إطلاق النار ورفع علم النظام مقابل إيصال مواد غذائية إلى المدنيين، وعد النظام بالسماح بدخولها.

وقال زكريا إن الأسد ورّطه quot;لا يكفون عن تذكيرنا بأننا نستطيع أن نطعمكم عندما نريد، ونستطيع أن نقصفكم عندما نريدquot;. ولفت الناشطون إلى أن مناورات النظام في هذا المجال تبدت بمبادرته الرمزية، حين سمح بدخول قافلة صغيرة من المساعدات إلى مخيم اليرموك المحاصر فيه نحو 18 ألف شخص، معظمهم فلسطينيون، ويُقدر أن 15 شخصًا قضوا جوعًا داخله.

وتحدثت التقارير عن إخلاء 100 مريض، فيما أكد متحدث باسم الأمم المتحدة أن قافلة الأغذية تكفي لإطعام 333 شخصًا فقط لمدة شهر واحد.

تراجع الائتلاف
وقال الناشطون إن النظام نفسه دحض مبادراته على ضآلتها وعروضه الفارغة بعد ساعات على تقديمها باستخدام البراميل المتفجرة لضرب حلب.

في هذه الأثناء، هدّد الائتلاف الوطني للمعارضة السورية بسحب موافقته على حضور مؤتمر جنيف-2 إذا لم تتراجع الأمم المتحدة عن دعوة إيران.

وكانت الولايات المتحدة وروسيا أثنتا على قرار الائتلاف حضور المؤتمر بوصفه قرارًا شجاعًا. ولكن 44 من أصل 119 مندوبًا إلى اجتماع الائتلاف رفضوا المشاركة في جنيف-2، ولم يصوّت مع المشاركة إلا 58 مندوبًا. وأعلنت الجبهة الإسلامية، التي تضم ألوية قوية، مقاطعتها المؤتمر.