قال أحمد الجارالله رئيس تحرير صحيفة (السياسة) إن بيان المجلس العسكري المصري عن نفي ترشّح المشير السيسي للرئاسة لا ينفي الخبر .
أصرّ الصحافي الكويتي المعروف أحمد الجارالله أن ترشّح السيسي محسوم منذ زمن، مبيناً أن ما نُشر هو quot;اجتهادات صحافيةquot;، مبنية على ما استشفته الصحيفة من حديثها مع المشير السيسي.
وأعاد الجارالله في حديثه لنشرة الرابعة على قناة (العربية) التي تبث من دبي، بيان المجلس العسكري إلى الذين فسّروا الترشّح بشكل سيئ، ومن ضمنهم quot;ثعابين الإخوان المسلمينquot;، وفقاً لتعبيره.
وشدّد الجارالله على أن بيان المجلس العسكري ليس فيه نفي قاطع، حتى لو اعتبر ما نُشر عن الترشح اجتهادات صحافية وليست تصريحات، مبيناً أن هذه الاجتهادات في النهاية تؤكد الترشح.
وكانت المؤسسة العسكرية في مصر قللت من شأن تقرير صحافي عن إعلان وزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي، نيته الترشح في انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها في وقت لاحق هذا العام.
حسم الأمر
وردا على سؤال إن كان يريد أن يعلن عبر الصحيفة عن نية الترشح، قال السيسي quot;نعم لقد حسم الأمر وليس أمامي إلا تلبية طلب شعب مصرquot;، حسبما أوردت صحيفة (السياسة).
ونسبت الصحيفة إلى السيسي قوله إن مطالبة المصريين له بالتقدم لشغل المنصب هي quot;أمر سمعه القاصي والداني ولن أرفض طلبه. سأتقدم لهذا الشعب بتجديد الثقة عبر التصويت الحرquot;.
لكن المتحدث العسكري، أحمد محمد علي، قال في صفحته عبر موقع فيسبوك إن ما نشرته جريدة السياسية quot;مجرد اجتهادات صحفية، وليست تصريحات مباشرة من المشير السيسي، وتم تحميلها بعبارات وألفاظ غير دقيقةquot;.
وأشار علي إلى أن قرار ترشح السيسي من عدمه quot;قرار شخصيquot; لوزير الدفاع quot;سيحسمه بنفسه أمام أبناء الشعب المصريquot;. وناشد المتحدث العسكري وسائل الإعلام بـquot;مراعاةquot; ما تنشره دون البحث عن quot;اجتهادات أو انفرادات صحافية غير دقيقةquot;.
وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية قد أصدر بيانا يناشد فيه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية.
وجاء في نص البيان quot;لم يكن في وسع المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلا أن يتطلع باحترام وإجلال لرغبة الجماهير العريضة من شعب مصر العظيم في ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية وأنها تعتبره تكليفاً والتزاماquot;.
وأضاف البيان أن للسيسي quot;أن يتصرف وفق ضميره الوطني ويتحمّل مسؤولية الواجب الذي نودي إليه وخاصة أن الحكم فيه هو صوت جماهير الشعب في صناديق الاقتراعquot;.
بعض فقرات الحوار
وتعيد (إيلاف) في الآتي بعض فقرات حوار الجارالله مع المشير السيسي:
- سيادة المشير... هل نعلن للشعوب العربية أنك قادم الى رئاسة مصر؟
* نعم، لقد حسم الامر وليس أمامي الا تلبية طلب شعب مصر، وهو أمر سمعه القاصي والداني, ولن أرفض طلبه، سأتقدّم لهذا الشعب بتجديد الثقة عبر التصويت الحر.
- سيادة المشير... تعرف أنك مقبل على منصب زعامة تاريخية وليس مجرد رئاسة, وان أحلام شعب مصر في هذه المرحلة كبيرة لكنها مرهقة لمن يأخذ على عاتقه أمر تحقيقها, فهل أنت مستعد لذلك؟
* لقد توكّلت على الله ولن أرفض رغبة أبناء بلدي، ولكنني سأطلب منهم العون، فمصر دولة متوعكة وتوعّكها مزمن، وقد ازداد في السنوات الاخيرة، والشعب يدرك ان الامانة ثقيلة وهي تتطلب تعاون الجميع في حملها، ولذلك علينا ان نتشارك في هذا الحمل، ونعمل من اجل شفاء بلدنا من هذه الوعكة.
واستطرد المشير موضحا: عندما أقول كلنا، أقصد القيادة والشعب، علينا حرث الارض سوية وزرعها ببذور صالحة حتى تشفى أم الدنيا المحروسة التي عكّر صفوها حكام حلموا بجعل حكمها انتفاعا وتمصلحا أنانيا وليس عملا وطنيا، إنها تحتاج للتخلّص من إرث الماضي كله ومعالجة ما خلفه ذاك الارث، بالاضافة الى معالجة ما تسببت به المرحلة السابقة وأدى الى تعثر مسيرتها. مصر الآن ستعيش مرحلة جيدة من السلوك المجتمعي والاقتصادي والكرامة الوطنية الصادقة.
همّ الثقة
- سيادة المشير... لكنني ألاحظ أنك تعيش همّ هذه الثقة بك؟
* اقولها لك بكل صدق: نعم, يعلم الله أنني أحمل همّ هذه الثقة، وكلي أمل في ان يكون الانجاز على قدر الحلم.
لا اخفيك ان رغبات الناس وآمالهم باتت كبيرة جدا بعد الوعكة الاخيرة, وهي أحلام لا حدود لها، هذا أمر طبيعي، ولذا علينا ان نحقّقها جميعها، ونعمل كلنا بصدق، على تحقيقها سريعا، من الكبير الى الصغير كل من موقعه.
مصر بحاجة الى من يسخّر لها وقته كلّه، كما انها بحاجة الى جهود مشتركة ووعود صادقة، فنحن جميعنا، اي انا ومن وثقوا بي، عانينا ممن عبثوا بمصر، ورأينا كيف حكموها ليستغلوا مقدراتها لأنفسهم، بل وعبثوا بأحلام شعبها وطموح شبابها.
- سيادة المشير... ما الذي ستقوله لشعبك بعد ان تقسم اليمين الدستورية؟
* سنصدق الناس القول, لن نتلاعب بأحلامهم, او نقول لهم ان لدينا عصا سحرية، سأقول لهم تعالوا اليَّ نشبك أيدينا بأيدي بعضنا بعضا، ونعمل سوية لبناء مصر بلد التسعين مليون نسمة.
في بلادنا امكانيات ضخمة لا تحتاج الا الى تسويق جيد, وبناء ثقة، ووضع خريطة طريق واضحة للاستفادة منها، زراعيا وسياحيا وصناعيا وتجاريا. علينا تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار الوطني والاجنبي، سواء أكان عربيا او اجنبيا.
رؤيتنا للأمور واضحة وشعبنا يثق بقيادته، وهو سيتفهم مسار هذه الرؤية، سواء لجهة إعدادها او لحاجاتها والوقت الذي يلزم لتنفيذها.