يبدو أن الرئيس المصري السابق محمد مرسي سلم بالأمر الواقع، حيث قال في تسجيل صوتي مسرّب من داخل السجن أنه يتوقع أن يشغل المشير عبدالفتاح السيسي منصب رئيس الجمهورية، متوقعًا ايضًاأن يتعرض لانقلاب عسكري.


القاهرة: تطور موقف الرئيس المصري السابق محمد مرسي، من التمسك بما يعتبره quot;الشرعية الدستوريةquot;، إلى الإيمان بشرعية الأمر الواقع، وبدا خلال تسجيل صوتي مسرب من داخل محبسه بسجن برج العرب بالإسكندرية، أنه مستسلم لواقعه الجديد، مؤمن بأن المستقبل لم يعد له، بل لعبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، الذي تدخل وأزاحه عن الحكم واعتقله، في 3 تموز (يوليو) الماضي، استجابة لثورة شعبية. وتوقع مرسي أن يشغل السيسي منصب رئيس الجمهورية خلفاً له، لكنه توقع في الوقت نفسه أن يتعرض السيسي لإنقلاب عسكري، وقال: quot;ما هو اللي بينقلب بيُنقلب عليهquot;.

ويشكو مرسي لمحاميه من نفاذ الأموال التي بحوزته في السجن، ويطلب الحصول على المزيد لتوفير نفقاته.

ووفقاً لتسجيل مسرّب من داخل السجن، نشرته جريدة الوطن المصرية، فإن مرسي طلب من محاميه محمد سليم العوا، أن يقدم له ملخصاً لما يجري في خارج أسوار السجن، فقال له إن المظاهرات تجري في الشوارع ليلاً، والمصريون صاروا مشغولين بالإنتخابات الرئاسية المقبلة. وعلق مرسي على ترقي السيسي وتقلده رتبة المشير، وهي أعلى رتبة في الجيش المصري، بالقول أنه سوف يصير رئيساً، غير أن مرسي يتوقع حدوث إنقلاب عسكري ضد السيسي.

وإلى نص المحادثة المسرّبة من سجن برج العرب بالإسكندرية:

مرسي: قولي على أخبار الدنيا، ملخص سريع كده.
العوا: الدنيا كويسة، لا بأس بها، الناس كلها مشغولة، بالانتخابات الجديدة، الصور ملت الشوارع، والمظاهرات موجودة فى كل المدن وكل القرى بالليل كل يوم، والمصادمات ما بتتوقفش لكن ده كله ملوش نتيجة، نحن فى عمل غير منتج، العمل المنتج حاجة تانية، العمل المنتج لازم الناس تقعد وتتكلم وتصل إلى حل بدون الوصول إلى حل يا دكتور محمد ما فيش فايدة، و..يعني.
مرسي: ما فيش فايدة من ناحيتين.
العوا: من ناحيتين طبعا.
مرسي: مش كده ولا ايه؟
العوا: أيوة ما أنا بقول ما فيش فايدة من الناحيتين بالنسبة لمصر، الحقيقة أنا مش هممني مين ولا مين أنا لا هاممني إخوان، ولا هاممني الفريق أول المشير السيسي دلوقتي مش هاممني، أنا هاممني البلد، البلد بتضيع.
مرسي: وهو رقى نفسه لمشير ليه دلوقتي؟
العوا: لأ ده اللى رقاه المستشار عدلي منصور.
مرسي: لأ بغض النظر.
العوا: عشان يبقى خد آخر حاجة فى العسكرية يعني.
مرسي: علشان لما يبقى رئيس يبقى ما فيش حد أقدم منه؟ ولا علشان ميبقاش أنا اللي عملته؟
العوا: متبقاش أنت اللي عملته، ويبقى قائد أعلى بجد وبحق وحقيقي، دي كلها اعتبارات مهمة يعني.
مرسي: وهو عايز يبقى رئيس فعلا.
العوا: هيبقى ان شاء الله.
مرسي: هيسيب الجيش؟
العوا: آه.
مرسي: مش خايف من انقلاب.
العوا: لا ما خلاص ما هو هيبقى القائد الأعلى هو حسنى مبارك؟ ساب الجيش ولا الرئيس السادات الله يرحمه ساب الجيش؟
مرسي: هيعملوا عليه انقلاب؟
العوا: لا
مرسي: ما هو اللى بينقلب بيُنقلب عليه، انت مش فاكر.
انتقل مرسي فجأة من الحديث عن الأوضاع السياسية وترشح السيسي للإنتخابات الرئاسية إلى الحديث عن نفاد الأموال الموضوعة في إدارة الأمانات في السجن، والتي ينفق منها على احتياجاته.
مرسي: فيه نقطة أنا عايز حضرتك تتكلم فيها، مش عارف رئيس المحكمة ولا مين، أنا محتاج فلوس فى الأمانات، فدلوقتي معنديش زيارات، لامحامين، ولا أهل.
العوا: والفلوس دي لازم تتدفع فى خلال زيارات، ولا ايه؟
مرسي: أنا معرفش يعنى دلوقتي انا محتاج يبقى فى حسابي فلوس عشان أعيش.
صوت آخر: طب ما دا ممكن حوالة يا دكتور.
مرسي: دلوقت السجن بيقول مجاش حاجة.
صوت آخر: هي بتاخد وقت بس، مين اللى قال لحضرتك بعت؟
مرسي: لازم أصدق الناس
صوت آخر: مين اللي قال لحضرتك بعت؟
مرسي: المرة اللي فاتت أنا قولتلهم لما كنا هنا كان يوم التلات، قالوا هنبعت بكره، اللي هو الأربع، قالوا هتوصل فى نفس اليوم.
العوا: طب دلوقتي هاسأل المحامين مين اللى عمل كده.
مرسي: أسامة، أسامة مش ابني.
العوا: أسامه الحلو؟ موجود.
مرسي: أسامه الحلو ده كان دخل النهاردة. (يقصد أن التحويلات المالية إليه كان من المفترض أن تصله اليوم).
العوا: مش عارف دخل ولا لأ، بس يعني نسأل.
مرسي: ما حنا عايزين نشوفلها حل.
مرسي: إلا اذا انتوا تجيبوا فلوس قدام القاضي وتدوها لحد من الظباط، يعني قصدي نعمل إجراء، ما ينفعش فلوسي اللى فى الأمانات تخلص.
العوا: لأ ما ينفعش
مرسي: لأن إحنا لينا مصاريف، واخد بالك، ومصلحة السجون لها.
العوا: ايوة طبعا لها قواعد ونظم.
مرسي: لها قواعد
العوا: وأسس، مش هيصرفوا على محبوس احتياطيا على حسابهم.
مرسي: مش هيصرفوا علينا يعني.
العوا: طبعا لأ دي نخلصها دلوقت ان شاء الله يا إما مع الدايرة (المحكمة)، يا مع مصلحة السجون نفسها، نبعت حد.
ويبدو من المحادثة أن مرسي يمر بأزمة مالية في السجن، ولم تصله الأموال من أسرته للإنفاق منها على مطالب الحياة اليومية.