حسم عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري أمره، وقرر الترشح لإنتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، قائلاً إنه بذلك يلبي رغبة الشعب المصري الذي طالبه بذلك على مرأى ومسمع من الجميع.
القاهرة: قال وزير الدفاع المصري، المشير عبدالفتاح السيسي في مقابلة صحافية مع رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية، أحمد الجار الله: quot;حسم الأمر، وليس أمامي إلا تلبية طلب شعب مصر، وهو أمر سمعه القاصي والداني، ولن أرفض طلبهquot;، وأضاف: quot;سأتقدم لهذا الشعب بتجديد الثقة عبر التصويت الحرquot;.
واستطرد السيسي قائلاً: quot;لقد توكلت على الله، ولن أرفض رغبة أبناء بلدي، ولكنني سأطلب منهم العون، فمصر دولة متوعكة وتوعكها مزمن، وقد ازداد في السنوات الأخيرة، والشعب يدرك أن الأمانة ثقيلة، وتتطلب تعاون الجميع في حملها، ولذلك علينا أن نتشارك في هذا الحمل، ونعمل من أجل شفاء بلدنا من هذه الوعكةquot;.
وأردف قائلاً: quot;عندما أقول كلنا، أقصد القيادة والشعب، علينا حرث الأرض سويًّا وزرعها ببذور صالحة حتى تشفى أم الدنيا المحروسة التي عكر صفوها حكّام حلموا بجعل حكمها انتفاعًا، إنها تحتاج للتخلص من إرث الماضي كله، ومعالجة ما خلفه ذاك الإرث، بالإضافة إلى معالجة ما تسببت به المرحلة السابقة، وأدى إلى تعثر مسيرتها، مصر الآن ستعيش مرحلة جيدة من السلوك المجتمعي والاقتصادي والكرامة الوطنية الصادقةquot;.
وقال السيسي أيضاً: quot;مصر بحاجة إلى من يسخر لها وقته كله، كما أنها بحاجة إلى جهود مشتركة ووعود صادقة، فنحن جميعنا، أي أنا ومن وثقوا بي، عانينا ممن عبثوا بمصر، ورأينا كيف حكموها ليستغلوا مقدراتها لأنفسهم، بل وعبثوا بأحلام شعبها وطموح شبابهاquot;.
يأتي قرار السيسي بعد تفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة له في الترشح للرئاسة، وقال المجلس في بيان له، quot;إنه لم يكن في وسعنا سوى الانصياع لرغبة الجماهير في ترشح المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، لرئاسة الجمهورية، مقررًا أن يتصرف وفق ضميره الوطني ويتحمل مسؤولية الواجب الذي نودي إليه خاصة أن الحكم فيه هو صوت جماهير الشعب في صناديق الاقتراعquot;.
من جانبه، قال اللواء نبيل فؤاد الخبير العسكري إن السيسي اتخذ قراره بعد تفكير عميق؛ لاسيما أن الترشح لرئاسة مصر في هذه المرحلة العصيبة، أمر معقد جداً، وتبعاته ثقيلة. وأضاف لـquot;إيلافquot; أن هناك حالة من عدم الاستقرار في البلاد وظروفاً اقتصادية صعبة جدًا، وبالتالي فالتركة ثقيلة جداً، بالإضافة إلى أن الشعب يضع آمال كبيرة على المشير السيسي في حالة وصوله للرئاسة، ولفت إلى أنه يعلم جيدا أنه ليس في يده عصا موسى أو عصا سحرية لحل كل مشكلات مصر في فترة وجيزة.
وأضاف أن المشير وضع كل اﻷمور في اعتباره جادًا، ودرس الموضوع جيدًا، لأنه ليس بالأمر السهل. وعن موقف الخارج قال: quot;الدول العربية والإقليمية ماعدا قطر وتركيا كلها مرحبة بترشيح السيسي، أما الدول الأوروبية، والولايات المتحدة فتمسك العصا من المنتصف، وبالتالي فلا توجد معارضة دولية شديدة لترشحهquot;.
التعليقات