شهد اليوم الأول للقمة الحكومية في دورتها الثانية 2014 بدبي الإعلان عن الكثير من المبادرات الذكية والتطويرية، كما نالت مصر نصيبا وافرا من الاهتمام في المداخلات.


أحمد قنديل من دبي: شهدت فعاليات اليوم الأول للقمة الحكومية في دورتها الثانية 2014 بدبي الإعلان عن الكثير من المبادرات الذكية والتطويرية ليس على المستوى التكنولوجي والمعرفي والتعليمي فقط، بل على المستوى البشري من حيث تطوير الإنسان ليكون مسؤولا استثنائيا ووزيرا استثنائيا.

وكذلك على المستوى السياسي من حيث إبراز قوة العلاقات بين الإمارات ومصر والتأكيد على وحدة الصف في المرحلة الراهنة والمستقبلية بين الدولتين، حيث كانت مصر حاضرة بقوة في القمة الحكومية عبر تصريحات الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية الإماراتي خلال كلمته التي قال فيها: quot;مصر غالية علينا، وكانت غالية على الراحل الشيخ زايد بن سلطان مؤسس دولة الامارات.. الشيخ زايد قام بإرسال ابنه البكر وولي عهده حينها الشيخ خليفة إلى الجبهة إبان حرب أكتوبر عام 1973 للوقوف على احتياجات الحرب هناك، وذلك يدل على مكانة أرض الكنانة في قلوب قادة الإمارات وشعبها، وأي اعتداء على مصر وشعبها هو عدوان على الإمارات وشعبها، كما يدلل ذلك على حرص الوالد المؤسس على إعداد قائد استثنائي للمستقبلquot;.

وأضاف quot;حين خرجت علينا أصوات نشاز تنساق لأجندات خارجية ضد مصلحة الوطن لم تتصد لهم الدولة بل كان أبناء الوطن الشرفاء الجند المدافعين عن وطنهم وولائهم لرموزهم فنصبوا خيامهم وقالوها بملء الفيه وبكل وضوح (إلا الإمارات وخليفة)quot;.

وزراء استثنائيون

خاطب الشيخ سيف الوزراء الإماراتيين قائلا: quot;إذا لم تكن وزيرا استثنائيا لن تستمر في هذه الحكومة.. فالراحل الشيخ زايد بن سلطان كان صاحب رؤية وهو قائد استثنائي وبنى صورة الامارات المتقدمة وحولها لواقع، وتوجيهات محمد بن راشد بتبني مفاهيم الحكومة الذكية لها انعكاسات ايجابية كبيرة على الشعب والحكومة على السواءquot;، مؤكدا أن quot;دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفه تعتبر نموذجا متفردا يسعى إلى توفير الحياة الكريمة ويبدو ذلك جليا من خلال توجيهات محمد بن راشد بإشراك مختلف فئات المجتمع فيما تقدمه الحكومة من خدمات للمواطنين والمقيمين على أرض الإمارات، أجندة الامارات واضحة المعالم ونريد الأول عالميا في الأمان والبنية التحتية خلال 7 سنواتquot;.

وأوضح أن الإمارات حظيت بقادة استثنائيين تمرسوا فن القيادة على نحو طبيعي اكتسبوه عبر التفاعل المستمر مع البيئة ومكوناتها مما مكنهم من بناء دولة عصرية واعدة منحت سكانها أفضل مستويات الأمن والاستقرار والرفاه والسعادة كما جنبتهم الكثير من الأزمات والتحديات التي واجهت العالم دون أن تؤثر سلبا على استمرارية نهضة البلاد.

وخلال كلمته عرض الشيخ سيف صورة لفتاة إماراتية صغيرة تمتطي جملا وتحمل في يدها ابريقا تشرب منه الماء وتعود تلك الصورة لحقبة الخمسينيات من القرن الماضي، وقال معلقا على الصورة إن quot;والد هذه الفتاة حرص على تهيئة المقعد الملائم لطفلته فوق الجمل وجلب الماء لها وعانى لتوفير الأمن لها والسلامة، واليوم تقوم حكومة الإمارات بذلك على نحو واسع وشامل لكافة أبنائها بل وضيوفها أيضا وتوصل لهم الخدمات حتى لو كانوا في أسرتهم، لن اتحدث هنا عن ريادة الخدمات وإنما عن الريادة في زرع السمات الأساسية في من يقدم تلك الخدمات، ففي الماضي كان الحديث يدور عن المدير والقائد والآن أصبح الحديث عن القائد الاستثنائي ومن هو القائد الاستثنائي والفرق بينه والقائد أو المدير التقليديquot;.

وقارن عبر الأرقام تداعيات الأزمات الاقتصادية والسياسية التي عصفت بالعالم خلال الخمس سنوات ونصف الماضية، حيث استطاعت الإمارات بفضل قيادتها الاستثنائية أن تحيل تلك التداعيات السلبية إلى منجزات حضارية. منوها بأن الوظائف التي فقدت في العالم خلال تلك الفترة من 2008 إلى 2012 بلغت نحو 13 مليون وظيفة ما يعني تهديد ملايين الأسر بفقد رواتبها وما يترتب على ذلك من زعزعة أمنية واجتماعية وصحية، وعلاوة على ذلك بلغ عدد من لا يجدون الطعام الكافي في إحدى القارات وحدها 43 مليون شخص مقابل 120 مليون شخص آخر مهددين بالفقر.

ومضى يقول quot;في الإمارات وفي الفترة ذاتها انهالت الإنجازات المحلية والدولية فأطلقنا أقمارنا الاصطناعية الثلاثة واستضفنا أبرز النشاطات الدولية من سباقات الفورمولا 1 الى مؤتمر ارينا وايدكس وجايتكس وآيسنار والقمة الحكومية السابقة وصولا لحق استضافة إكسبو 2020 إضافة الى العديد من الانجازات التي لم تأت بشكل عشوائي بل وفق خطط وبرامج واستراتيجيات عمل دؤوب ومحموم قادهُ قادة استثنائيون بشتى المجلات وبروح الفريق الواحد الذي لا يعرف الكلل أو المستحيلquot;.

مبادرة حكومة دبي نحو 2021

وخلال فعاليات القمة، أطلق الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي مبادرة quot;حكومة دبي نحو 2021quot;، والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، وذلك في الجلسة الخاصة التي حملت عنوان المبادرة في صدارة أعمال أول أيام القمة.

وتأتي هذه المبادرة ضمن رؤية الشيخ محمد بن راشد في اتجاه مواصلة الارتقاء بمنظومة العمل الحكومي وصولا إلى أفضل مستويات كفاءة الأداء وضمن مختلف القطاعات بما يحقق راحة المتعاملين ورضاهم.