الجزائر: دعا اللواء المتقاعد من الجيش الجزائري حسين بن حديد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الى الرحيل quot;بعزة وكرامةquot;، وعدم الترشح لولاية رئاسية رابعة في الانتخابات المنتطرة في 17 نيسان/ابريل، كما جاء في حديث نشر الاربعاء.

واكد بن حديد، في الحديث المنشور في جريدتي الخبر باللغة العربية والوطن بالفرنسية، انه يتحدث باسم عدد من زملائه، من دون ان يذكر احدا منهم بالاسم. وقال quot;هذا ما اطلبه من الرئيس بوتفليقة: كما جاء في شعار العزة والكرامة (شعار بوتفليقة في الانتخابات التي اوصلته إلى الحكم في 1999) عليه ان يرحل بهذا الشعار، ليترك الجزائر تستعيد انفاسهاquot;.

ولم يعلن بوتفليقة، الذي يحكم البلاد منذ 15 سنة، موقفه من الرئاسيات، الا ان المقربين منه واحزابًا سياسية عديدة تدعوه إلى الترشح رغم سنه (76 سنة) وعدم شفائه من الجلطة الدماغية، التي اضطرته للعلاج في فرنسا 80 يوما. وآخر اجل لتقديم الترشيحات هو الرابع من اذار/مارس، كما اعلن المجلس الدستوري.

واللواء بن حديد من العسكريين، الذين عملوا كثيرًا في الميدان، فقد كان قائد الفرقة المدرعة الثانية، اهم فرقة في الجيش الجزائري، ثم قائدا للناحية العسكرية الثالثة في بشار جنوب غرب البلاد، ومستشارا لرئيس الجمهورية ووزير الدفاع اليمين زروال. واضاف بن حديد الذي لم يظهر في وسائل الاعلام منذ استقالته من الجيش في 1996 ان quot;هذا الشخص المريض لا يمكن ان يضمن استقرار البلد(...) ولا اعتقد أنه يملك القدرات البدنية والفكرية (...) ولكن حاشيته تتلاعب بمصير الجزائرquot;.

ويهاجم بن حديد على وجه الخصوص شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة quot;اخطر شخص في حاشية الرئيسquot; وقائد اركان الجيش ونائب وزير الدفاع قايد صالح، الذي quot;لا يحبه احد في الجيشquot;. واوضح ان حاشية الرئيس هي من تقف وراء الهجوم على جهاز المخابرات، لان quot;الرئيس مريض، ولا يقوى على المواجهة، بل هو ربما عاجز حتى عن التفكير، ولكن أعطى لحاشيته الضوء الأخضر لمهاجمة دائرة الاستعلام والامنquot;.

ويشير بن حديد الى الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، الذي طالب في مطلع شباط/فبراير الجاري مدير المخابرات والرجل القوي في السلطة الفريق محمد مدين، المكنى الجنرال توفيق، بالاستقالة، متهمًا اياه بـquot;التقصيرquot; في مهام حماية البلد والتدخل في كل مفاصل الدولة.

واكد بن حديد ان quot;الرئيس ومحيطه يخافون من المحاسبة، لأنهم يعلمون أن ملفات فساد ثقيلة ضدهم موجودة في المخابراتquot;. وسبق للصحف ان اتهمت شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة بالضلوع في الفساد، كما ان المحكمة وجّهت الاتهام رسميًا إلى وزير النفط السابق شكيب خليل، وهو احد المقربين من حاشية بوتفليقة بتلقي رشاوي مقابل صفقات.

وخرج الرئيس بوتفليقة الثلاثاء عن صمته للتنديد بـquot;التكالبquot; وquot;محاولة المساس بوحدةquot; الجيش، وذلك في رسالة التعزية التي وجّهها إلى الجيش بعد سقوط طائرة نقل عسكرية ما اسفر عن مقتل 77 شخصا.